الإثنين 27 تشرين أول , 2025 03:52

جويل رايبورن: المسؤول عن آلام سوريا والعراق يعود ليكتب فصلاً جديداً من مؤامراته

جويل رايبورن

بعد انتظار طال لأكثر من 9 أشهر، لتعيين خلف لباربرا ليف، في منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى. وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء 22/10/2025، على ترشيح "جويل رايبورن" الى هذا المنصب، بعد أن كان الرئيس دونالد ترامب قد رشحه لهذا المنصب في شباط / فبراير الماضي، وهو ما يعدّ خطوة تمهّد للتصويت النهائي على ترشيحه أمام مجلس الشيوخ.

وتُعدّ خطوة تعيين رايبورن في هذا المنصب، من أبرز الخطوات التي توحي بـ"إعادة الانتظام" الى الخارجية الأمريكية وتعييناتها، وتحديداً بما يتعلق بمنطقة غربي آسيا، من أجل محاولة تحقيق نظرية إدارة ترامب العلاقات الخارجية القديمة المجدّدة: "السلام من خلال القوة". لا سيما بعد أن سبق لترامب اختيار العديد من الشخصيات المقربة منه والتي لا تمتلك أي خبرة خارجية (خارج ملاك الخارجية)، للعمل في مهمات دبلوماسية في المنطقة، مثل ستيف ويتكوف وتوماس بارّاك ومورغان أورتاغوس وبولس مسعد وطوني عيسى ومايك هاكابي، وهو ما تسبب بوقوع الإدارة الأمريكية في الكثير من الإخفاقات وتصاعد حدّة الانتقادات.

فرايبورن عقيد سابق في الجيش الأمريكي (في الاستخبارات العسكرية)، ودبلوماسي وخبير ومؤرخ في شؤون الشرق الأوسط، وسبق له أن تولى خلال مسيرته المهنية عدة مناصب في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ووزارة الحرب، مع التركيز بشكل خاص على سوريا (عمل مبعوثًا خاصًا إلى سوريا خلال الولاية الأولى لترامب) والعراق ولبنان والجمهورية الإسلامية في المنطقة (يُوصف بأنه من أشدّ المهاجمين للجمهورية الإسلامية ولمكونات محور المقاومة ومن الداعمين لحصارهم). وهو أيضًا مؤلف لعدة كتب حول تاريخ الشرق الأوسط وسياساته، من بينها كتاب "العراق بعد أمريكا"، وقد أشرف على إصدار منشورات رسمية حول الحرب على العراق (لصالح كلية الحرب الأمريكية). ويُعتبر رايبورن صوتًا مؤثرًا في الدبلوماسية الأمريكية في منطقة المشرق العربي وفي الديناميكيات الجيوسياسية للمنطقة.

فما هي أبرز وأهم المعلومات عن رايبورن؟

_ هو من مواليد كريسنت، في ولاية أوكلاهوما. وحاصل على ماجستير في التاريخ من جامعة تكساس إيه آند إم (2002) وماجستير في الدراسات الاستراتيجية من جامعة الدفاع الوطني (2013).

_التحق بالجيش الأمريكي سنة 1992 بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت. وبعد تعيينه ضابطاً في سلاح المدفعية، تولى مهاماً في ألمانيا والبوسنة والهرسك، قبل أن ينتقل إلى سلاح استخبارات الجيش سنة 1996.

_في الفترة ما بين 2002 وبداية 2005، قام بتدريس التاريخ في الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت. وبين سنتي 2006 و2011، شارك في عدة جولات قتالية في غزوي العراق وأفغانستان، بما في ذلك خلال فترة زيادة القوات في سنتي 2007-2008 في العراق، حيث عمل مستشارًا للجنرال جون أبي زيد في القيادة المركزية الأمريكية من عام 2005 إلى سنة 2007. وفي منتصف 2007، عمل ضمن فريق التقييم الاستراتيجي المشترك الذي شكله الجنرال ديفيد بترايوس والسفير رايان كروكر في بغداد. ومن سنة 2007 إلى سنة 2011، شغل منصب مستشار استخبارات استراتيجية للجنرال بترايوس في العراق وسوريا ضمن القيادة المركزية.

_من سنة 2011 إلى 2012، كان زميلًا عسكريًا أقدم في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية.

_في الفترة بين 2010 و2013، كان ناقداً لسياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقرار إدارة أوباما بسحب جميع القوات الأمريكية من العراق في كانون الأول / ديسمبر 2011. وفي كانون الثاني / يناير 2012، كتب مقالاً نشرته مؤسسة هوفر يدّعي فيه أن الانسحاب الأمريكي سيؤدي إلى "فراغ أمني في العراق وعودة محتملة للحرب الأهلية".

وفي سنة 2012، كتب مقالاً زعم فيه أن نوري المالكي وحلفاءه في حزب الدعوة الإسلامية كانوا يتحولون إلى نظام سلطوي جديد يقوم باستبعاد السنة في العراق والمحتجين الشباب. وفي 2013، حذر من أن سير الأحداث في العراق سيقود البلاد إلى العودة إلى حرب أهلية.

_في الـ 2014، نشر كتاباً بعنوان "العراق بعد أمريكا: رجال أقوياء، وطائفيون، ومقاومة"، يسرد فيه نظريته التاريخية للصراع في العراق، وقامت مؤسسة هوفر بنشر الكتاب.

_بدءً من سنة 2013 حتى كانون الثاني / يناير 2017، أشرف على مشروع في الجيش الأمريكي بهدف توثيق تاريخ الحرب ضد العراق عام 2003. وفي هذا الإطار، كان محرراً ومشاركاً في تأليف الكتاب المكون من مجلدين بعنوان "الجيش الأمريكي في حرب العراق"، والذي نُشر في كانون الثاني / يناير 2019.

_بين كانون الثاني / يناير 2017 وتموز / يوليو 2018، شغل منصب المدير الأول لشؤون إيران والعراق وسوريا ولبنان في هيئة مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض. وفي هذا المنصب، عمل كأكبر ضابط هيئة في البيت الأبيض لعدد من القضايا البارزة، مثل الضربات الجوية الأمريكية ضد سوريا في نيسان / أبريل 2017 ونيسان / أبريل 2018.

كما أشرف على تطوير استراتيجية إدارة ترامب فيما يتعلق بالجمهورية الإسلامية، والتي أعلنها الرئيس ترامب في تشرين الأول / أكتوبر 2017.

_في تموز / يوليو 2018، عُيِّن في منصب مساعد وزير الخارجية المساعد لشؤون المشرق (سوريا والأردن ولبنان)، وهو المنصب الذي شغله حتى تشرين الثاني / نوفمبر 2020. بالإضافة إلى ذلك، عُين في تموز / يوليو 2018 كـمبعوث خاص إلى سوريا، وهو المنصب الذي شغله حتى كانون الثاني / يناير 2021. وخلال هذه الفترة كان مسؤولاً عن تنفيذ استراتيجية حصار سوريا بموجب "قانون قيصر" و"العقوبات الأمريكية" الأخرى، ولذلك يُوصف بأنه من أبرز الداعمين "للثورة السورية".

_من كانون الثاني / يناير إلى تموز / يوليو 2021، عمل مستشاراً خاصاً لشؤون الشرق الأوسط لدى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيل هاغرتي.

_ هو المؤسس المشارك والمدير للمركز الأمريكي لدراسات المشرق.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور