الثلاثاء 24 حزيران , 2025 09:01

الوعد الصادق 3 سطرت فشل الاستراتيجية الغربية في المنطقة

عملية الوعد الصادق 3

على وقع الهجمات الإيرانية على قلب الكيان المؤقت، أعلن ترامب وقف اطلاق النار بين الطرفين. 
وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية سلطت الضوء على تغير المعادلات الميدانية، حيث بلغت قدرات إيران الصاروخية مستويات مقلقة بالنسبة للعدو الذي يواجه ضغوطًا متزايدة، ليس اقلها الفشل الدفاعي الذريع. 

الضغوط العسكرية الأمريكية الصهيونية القصوى على إيران فشل في تسجيل إنتصار للمعسكر الغربي، مسطراً فشلاً في محاولة ردع طهران. 

نتنياهو حدد ثلاثة أهداف رئيسة للحملة العدوانية الإسرائيلية ضد إيران، وهي :

١- تفكيك البرنامج النووي الإيراني، 

٢- تدمير القدرات الإيرانية على إنتاج الصواريخ الباليستية،

٣-تغيير النظام بما يضمن تفكيك محور المقاومة

وأوضح رئيس حكومة العدو غير مرة أن تل أبيب لن توافق على وقف إطلاق النار ما لم تتحقق الأهداف الثلاثة، فيما عمد الرئيس الامريكي للتأكيد على أنه لن يقبل بأقل من استسلام إيراني غير مشروط. 

وقبل إعلان وقف اطلاق النار، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن خبراء قولهم إنه من غير المرجح أن يضمن الهجوم الإسرائيلي على إيران أهداف تل أبيب الاستراتيجية طويلة الأجل، ولو تضمن ذلك البرنامج الايراني النووي والباليستي، حتى مع دخول واشنطن الحرب. 

واعتبر الخبراء أن النظام الإيراني أكثر استقرارًا مما يُشاع، في حين أنه من الصعب القضاء على التزام طهران بما حققته في المجالين التكنولوجي والنووي. 

وخلص الخبراء للقول إن القوة الجوية وحدها لا تُجدي نفعًا، ولا الأعداد الهائلة من القوات البرية، وهي دروس تعلمتها الولايات المتحدة في معاركها السابقة. 

هذا وأشارت صحيفة واشنطن بوست الامريكية إلى اطلاق ايران مئات الصواريخ الباليستية، ناسفة مزاعم العدو الامنية القائمة على التفوق الدفاعي، في ظل أزمة مخزون الاعتراض وارتفاع تكلفته الى نحو لا يطاق.

وبرغم الفشل الذي أثبتته دفاعات العدو، قالت الصحيفة إن بعض التقييمات تشير إلى أن العدو قادر على الحفاظ على دفاعه الصاروخي لمدة أقصاها اثنا عشر يوما في ظل وتيرة الهجمات الايرانية التي شهدناها.

ونقلت عن صحيفة ذي ماركر الصهيونية أن تكلفة الدفاع الصاروخي للعدو تصل إلى نحو ثلاثمئة مليون دولار لليلة الواحدة.

وفي إطار الفشل الدفاعي وارتفاع التكاليف، تذكر إيران بالحملة الامريكية الاسرائيلية الفاشلة ضد اليمن، حيث فشلت في  تحقيق تفوّق جوي بالرغم من استنزاف الذخائر، ورغم ذلك عجزت عن تحقيق ردع بل اندحرت مردوعة. 

إقتصادياً، ومع تلويح طهران بفرض حصار على مضيق هرمز، إستخدمت ورقة إستراتيجية كانت في جعبتها، بما يضمن تشكيل ضغط إقتصادي خانق على العدو وواشنطن وكل من تورط معهما. 

وبذلك، خرجت إيران من الحرب عليها مسطرةً نصراً جديداً مبنياً على الصمود والقدرة على إمتصاص الصدمة، ومُرسخةً موقعها الإقليمي، 

فيما فقدت تل أبيب عنصر المباغتة، وفقدت واشنطن ثقة العالم بكونها مفاوضاً ملتزماً مع أي كان، بناءً على تجربة ايران.


الكاتب: سارة عبيد




روزنامة المحور