في 27/10/2024، هاجمت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، جوّياً بسربٍ من المسيّرات الانقضاضية، شركة "يوديفات" للصناعات العسكرية الواقعة جنوب شرقي مدينة عكّا المحتلّة.
وقد وُصفت المنشأة المستهدفة في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها تابعة لشركة تُدعى BAZ، تعمل في مجال تصنيع المكونات المعدنية لقطاع الطيران المدني والعسكري.
تُعدّ شركة يوديفات (أو BAZ) من الشركات الحيوية في قطاع الصناعات الجوية الإسرائيلية، إذ تنتج مكونات أساسية تُستخدم في صناعة الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وبما أن إسرائيل تعتمد بشكلٍ رئيسي على سلاح الجو في تنفيذ اعتداءاتها على دول المنطقة، فإن ضمان توافر قطع الغيار لهذه الطائرات يُعتبر ضرورة استراتيجية لاستمرار العمليات الجوية الإسرائيلية دون انقطاع.
من هنا تبرز أهمية الشركة كمركزٍ صناعي يساهم في دعم التفوّق الجوي الإسرائيلي والمحافظة على جهوزيته القتالية.
تختص الشركة في تصنيع مكونات صناعة الطيران العسكري والمدني، وتحديداً:
إنتاج قطع غيار للطائرات الحربية الإسرائيلية.
تزويد سلاح الجو الإسرائيلي بقطع معدنية دقيقة تُستخدم في الصيانة والإصلاح والتجميع.
المساهمة في ضمان استدامة عمل الأسطول الجوي الإسرائيلي في العمليات الهجومية والدفاعية.
رغم أن المعلومات العلنية محدودة، إلا أنّ طبيعة عمل المصنع تفترض احتوائه على:
آلات دقيقة لتشكيل المعادن وصناعة الأجزاء الجوية.
أنظمة مراقبة وجودة صناعية مخصّصة لمعايير الطيران العسكري.
أجهزة تكنولوجية متقدّمة لضمان توافق القطع المنتجة مع متطلبات سلاح الجو.
يقع المصنع ضمن المدينة الصناعية "بارليف"، وهي من أكبر المناطق الصناعية في شمال فلسطين المحتلّة، وتضم عدة شركات أمنية وعسكرية وتقنية.
ولا تُعرف المساحة الدقيقة لمجمع يوديفات، إلا أنه يُعد من المنشآت المتوسطة إلى الكبيرة داخل هذه المدينة الصناعية، ويُعتبر جزءاً من منظومة الصناعات الجوية الإسرائيلية المتكاملة.
تمّ الاستهداف يوم 27 تشرين الأول / أكتوبر 2024 بواسطة سرب من المسيّرات الانقضاضية أطلقته المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله.
وقد أصابت المسيّرات مبنى المصنع في منطقة بارليف الصناعية جنوب شرقي عكا، على إحداثيات:
???? 32.90851265765062, 35.19256117774434
للذهاب الى الموقع الجغرافي لها على موقع Google Maps.
تبعد المنشأة المستهدفة عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية نحو 19.7 كم فقط، ما يجعلها ضمن المدى التكتيكي الفعّال للطائرات المسيّرة الانقضاضية التي تستخدمها المقاومة.
اعترف الجيش الإسرائيلي بوقوع الهجوم، مشيراً إلى أنّ "طائرة مُسيّرة" أصابت مصنعاً في منطقة بارليف الصناعية، لكنه لم يُقدّم تفاصيل إضافية عن طبيعة الأضرار.
رغم التكتّم الرسمي الإسرائيلي، إلّا أن وسائل الإعلام العبرية أقرّت بوقوع أضرار في المصنع وأشارت إلى أن الهجوم مثّل سابقة نوعية من حيث دقّة المسيّرات ومدى وصولها.
ويُفهم من طبيعة الهدف أنّ الضرر طال البنية الصناعية الخاصة بإنتاج قطع الطائرات، ما يُمكن أن يؤثّر على سلسلة الإمداد الفني والتقني لسلاح الجو الإسرائيلي.
تتمثّل القيمة الاستراتيجية لهذا الهدف في كونه:
جزءاً من البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية.
عنصراً داعماً لقدرات سلاح الجو في العمليات الإقليمية.
رمزاً للصناعات الأمنية في شمال فلسطين المحتلّة.
ولذلك، فإن استهدافه يُرسل رسالة مزدوجة:
قدرة المقاومة على ضرب العمق الصناعي العسكري الإسرائيلي.
وامتلاكها معلومات دقيقة حول مواقع الصناعات الحيوية في الكيان.
لم تُنشر أرقام رسمية حول حجم الخسائر، لكن بالنظر إلى طبيعة الصناعة الجوية ودقّة المعدات، فمن المرجّح أن تكون الخسائر المالية والتقنية كبيرة نتيجة تدمير أو تعطيل أجهزة ومكوّنات عالية الكلفة.
كما أن توقّف العمل في المصنع – ولو مؤقتاً – يعني خسائر إضافية في الإنتاج وسلاسل التوريد العسكرية.
الكاتب: غرفة التحرير