الأربعاء 10 آب , 2022 04:16

الشيخ ابراهيم الزكزاكي: قائد المظلومين في نيجيريا

الشيخ ابراهيم الزكزاكي

كان لافتاً في إحياء يوم عاشوراء من هذا العام، تخصيص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بداية خطابه، بالتعبير عن المواساة للمظلومين في نيجيريا، من أتباعٌ أهل البيت(ع) الذين ما زالوا حتى الآن في كل سنة، عندما يُحيون يوم العاشر ويَخرجون في مواكبهم السلمية الحُسينية، رجالاً ونساءً، يُطلق عليهم النار، ويَسقط منهم الشهداء من الرجال والنساء والصغار. متوجهاً بالمواساة أيضاً للشيخ ابراهيم الزكزاكي الذي وصفه بوالد الشهداء والقائد الكبير، ومتوجهاً بالمواساة لعائلته ولكل عوائل الشهداء هناك.

ويعدّ الشيخ الزكزاكي من أبرز قادة الحركة الإسلامية في أفريقيا، والذي استطاع منذ سبعينيات القرن الماضي، النهوض في الواقع الإسلامي في بلاده. وبالرغم مما تعرض له هو وأنصاره خلال السنوات الماضية، من تحديّات ومصاعب، فإنه يصرّ على أن العدالة ستنتصر على الاضطهاد.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة الشيخ الزكزاكي؟

_ كان جده الأكبر "الحسين" من العلماء والفقهاء في مملكة مالي، وقد هاجر منها في بداية القرن التاسع عشر الميلادي إلى بلاد الهوسا؛ من أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم والقمع الذي يمارسه السلاطين والملوك هناك على شعوب المنطقة.

_ولد الشيخ إبراهيم عام 1953، في مدينة زاريا (zariya) أو زكزو (zakza) الواقعة في القسم الشمالي من نيجيريا والتي تعرف بمدينة العلم، وبسبب فقدانه لوالده تربى هو وإخوته الأشقاء في كنف والدته.

_ كان من أتباع المذهب المالكي، ولكنه تشيّع بعد سفره إلى باريس عام 1979، ولقائه بالإمام الخميني.

_وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، انتقل إلى مدينة قم المقدسة ليتلقى العلوم الدينية في حوزتها.

_ بدأ بالتبليغ الديني في نيجيريا، وبجهوده وصل عدد المسلمين الشيعة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين إلى ملايين الأشخاص.

أسس الحركة الإسلامية في البلاد، وأنشأ 300 مدرسة إسلامية هناك وفي البلدان المجاورة لها، كما أسس عدة مؤسسات خيرية لتقديم الخدمات المالية والصحية والتعليمية.

_ شارك في العديد من المؤتمرات ذات الطابع الإسلامي الوحدوي في الكثير من البلدان.

_ تم اعتقاله من قبل الحكومة النيجيرية ثلاث مرات ولسبع سنوات (من العام 1981 حتى العام 1989.

_ في تموز /  يوليو 2014، هاجمت القوات العسكرية مظاهرات مؤيدة للقضية الفلسطينية بمناسبة يوم القدس العالمي، واستشهد على إثر الهجوم 33 شخصاً، من بينهم أبناؤه الثلاثة: أحمد، حميد، وعلي حيدر. ما دفع بالعديد من الجهات الرسمية والدينية في أنحاء العالم، الى تقديم استنكارهم بسبب المجزرة ولاحقاً بعد اعتقال الشيخ الزكزاكي.

_ خلال إحياء مراسيم الأربعين عام 2015، هاجمت القوات الأمنية المشاركين، ما أدى الى استشهاد العشرات. وبعدها هاجم الجيش النيجيري حسينية بقية الله في زاريا خلال إحياء المولد النبوي، مستخدماً الدبابات والآليات العسكرية والقنابل، وأدى هذا الهجوم إلى استشهاد وجرح العشرات من المتواجدين (فاق عدد الشهداء الـ 300 شخص ومن بينهم 3 أولاد للشيخ أيضاً: محمود، أحمد، حُميد)، كما وتم خلاله اعتقال الشيخ الزكزاكي وزوجته.

_ رفضت المحكمة العليا الإفراج عنه، فأودع هو وزوجته منذ آب / أغسطس عام 2016 في السجن والإقامة الجبرية في منزله، وأفرج عنه في 28 تموز / يوليو 2021، بعد أن أُسقطت عنه جميع التهّم وقضت المحكمة ببراءته.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور