الأربعاء 10 آب , 2022 02:56

السيد نصرالله في عاشوراء: الدفاع عن المظلومين والتأكيد على المعادلات

خطاب السيد نصر الله في يوم العاشر

كما في كل عام، يكون خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع)، موعداً منتظراً من قبل مناصري المقاومة وحلفائه وخصومه وأعدائه في نفس الوقت، لمعرفة رأي وتوجهات الحزب في العديد من القضايا الإقليمية منها، لا سيما فيما يتعلق بطبيعة المناسبة وما تعكسه على منهجية الحزب في الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت، خصوصاً بما يتعلق بملف استخراج الغاز والنفط اللبنانيين.

كما كان لخطاب السيد نصر الله رمزيته الكبرى أيضاً هذا العام، في ظل إحياء حزب الله للذكرى الأربعين على تأسيسه "الأربعون ربيعاً"، وما يمر عليه لبنان والمنطقة والعالم، من إرهاصات نشوء نظام دولي جديد.  

نُصرة المظلوم

وتحت عنوان يوم نصرة المظلوم، كان لافتاً بدء السيد نصر الله لخطابه، بتقديم المواساة لمظلومي نيجيريا من أتباع أهل البيت (ع)، الذين تُطلق الدولة النار عليهم كل سنة، بسبب إحيائهم لهذه المناسبة، ويرتقي منهم الشهداء من الرجال والنساء والصغار. مبيناً أن هذه التصرفات الظالمة ما زالت قائمة، في نيجيريا وأفغانستان وفي أماكن أخرى من العالم.

أما المسألة المركزية في خطاب نصرة المظلوم، فكانت القضية الفلسطينية، والتي أكّد فيها السيد نصر الله أن المقاومة تثبت يوماً بعد يوم للشعب الفلسطيني أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات وحماية الوجود وتحقيق العودة. مؤكداً في ظل هذه المناسبة، الاعتزاز بالمجاهدين والمقاومين في فلسطين الذين قاتلوا ودائمًا كانوا يقاتلون بثبات وشجاعة وصمود أسطوري. مجدداً التزام المقاومة الإسلامية في لبنان، كما كان خلال الـ 40 عاماً، بهذه القضية المقدسة القضية الفلسطينية، وبالوقوف إلى جانب شعبها المجاهد والمقاوم، وأن المقاومة في لبنان موجودة دائماً في الخط الأمامي للمواجهة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

ومن ثم استنكر السيد نصر الله سلوك نظام البحرين التطبيعي، واصفاً إياه بأبشع المطبعين، الذي يضطهد إحياء هذه المناسبة، لكنه في المقابل يبيح البلاد أمام الصهاينة. مستحضراً مظلومية شعب البحرين أمام الطغمة الحاكمة الفاسدة الخائنة، التي تسلب الشعب أبسط حقوقه الطبيعية، وتعتدي على رموزه ومقدساته وتحتضن أعداءه، بل وتفرض عليه التطبيع وهو المعادي بالمطلق لإسرائيل، والمناصر بالمطلق للشعب الفلسطيني ومقاومته.

أما اليمن، فقد جدّد السيد نصر الله الوقفة الى جانب شعبه المجاهد والمقاوم والمحاصر، الذي يقاتل أبناءه منذ سنوات دفاعًا عن كرامتهم ووجودهم ووطنهم في مواجهة الاحتلال والعدوان والاستكبار. الذين بالرغم من هذه الاستحقاقات، لا يكلّون ولا يملّون، بل ولا يغيبون عن مناسبات الأمة أو عن نصرة فلسطين. ذاكراً أن نصرتهم باللسان والمال والوقوف إلى جانبهم هي من أوجب الواجبات على جميع المسلمين والمستضعفين والأحرار والشرفاء في هذا العالم. داعياً إلى وقف الحرب عليهم ورفع الحصار عنهم وإنهاء هذا العدوان الغاشم.

وفي العراق، توجه السيد نصر الله بالرجاء أن يتمكّن كلّ الأعزاء هناك من العمل بحكمة ومسؤولية وصدق لتجاوز هذه المرحلة الصعبة لينقذوا بلدهم وشعبهم، من أجلهم ومن أجل الأمة كلها.

وبالنسبة لسوريا، فقد جدّد السيد نصر الله التأكيد على أنها تخطت الحرب الكونية عليها، لكنها تعاني من الحصار. داعياً الأمتين العربية والإسلامية الى رفع الصوت، من أجل فك الحصار وإسقاط قانون قيصر والعقوبات عنها.

أما بالنسبة للجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخامنئي، فقد وصفها بأنها "قوة الإسلام الكبرى"، وقلب محور المقاومة وطليعة معسكر الحسين التي تحمل رايته وتدافع عن كل مظلومي هذا العالم. مستذكراً في هذه المناسبة سيد شهداء محور المقاومة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وأخاه الشهيد القائد أبو مهدي المهندس.

لبنان والتأكيد على المعادلات

أما في الساحة اللبنانية، فقد أكدّ السيد نصر الله على العديد من الثوابت والتوجهات بما يتعلق بالمواجهة مع الهيمنة الأمريكية والإحتلال الإسرائيلي، وخصوصاً فيما يتعلق باستخراج لبنان لثرواته الغازية والنفطية أو بما يتعلق بمعادلات الردع وما يرتبط بها من تهديدات جديدة لمسؤولي الكيان المؤقت، التي صدرت بعد المعركة الأخيرة "وحدة الساحات". وهذه أبرز النقاط:

_ الثبات والصمود على رفض الهيمنة، والتطلّع للبنان السيد والحر والمستقل، الذي لا يكتفي "بقطع يد من يعتدي ويحتل أراضيه"، بل و"يقطع يد من يعتدي على حقوقه وثرواته الطبيعية".

_ توجيه الدعوة إلى أقصى تعاونٍ سياسي وشعبي ورسمي لتجاوز الصعوبات والأزمات الحالية.

_ التأكيد على مواقف الحزب التي صدرت فيما يتعلق بمسألة النفط والغاز والحدود البحرية، موجهاً الدعوة لكل اللبنانيين وخصوصاً لجمهور المقاومة وبالأخص لمجاهدي المقاومة، بأن يكونوا جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات. مشدداً على أن الحزب في هذا الاستحقاق، جادّ إلى أبعد درجات الجدية، محذراً الكيان "نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق فلا يجربنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يهددنا أحد ولا يراهن على أن يخيفنا أحد".

_ تحذير كيان الاحتلال من أن أي اعتداء على أي إنسان في لبنان، لن يبقى بدون عقاب ولن يبقى بدون رد، بعد أن هدّد العديد من مسؤولي الكيان خلال معركة "وحدة الساحات"، بملاحقة قادة المقاومة الفلسطينية خارج فلسطين المحتلة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور