الأربعاء 13 تموز , 2022 10:57

الولايات المتحدة: عبء ليبيا الأكبر ... والتهديد الوحيد الذي يواجه ثرواتها

ليبيا

ليبيا، الدولة الواقعة في شمال إفريقيا تمتلك 3٪ من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم. وفي حين أنها عضو في منظمة أوبك للنفط، إلا أنها غير ملزمة بسقف إنتاج بسبب الأزمة السياسية التي تواجهها، مما يعني أنه يمكنها استخراج وتصدير النفط بالقدر الذي تريده.

كما أن قربها من أوروبا يعني أنها تستطيع بسهولة نقل النفط عن طريق البحر بطرق أقصر بكثير من المنتجين الآخرين، وهذا بالفعل ما تقوم به، حيث أنها تصدر معظم نفطها إلى الدول الأوروبية.

وتكمن المشكلة في الازمة الليبية في النفط تحديدًا، حيث أن معظم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تحاول السيطرة بشكل كلي على هذا الذهب الليبي الأسود، ما أثر بشكل سلبي على أزمتها السياسية، وفاقم من حدة الفساد واختلاس أموال عائدات بيع هذا الذهب من قبل النخب السياسية الحاكمة في طرابلس.

اما الولايات المتحدة الامريكية فبطبعها، أينما يتواجد النفط والأزمات يكون لها يد في ذلك، فالفوضى العارمة سمحت لواشنطن بتثبيت شخصيات معدودة تكن لها بالولاء، للتحكم بعمليات بيع النفط وكيفية صرف عائداته.

وذلك من خلال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، ومحافظ البنك المركزي الليبي، الصديق الكبير، وحكومة تصريف الاعمال المنتهية صلاحيتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي كان قد وعد بتعويض النقص في سوق الطاقة الأوروبي الناجم عن فرض واشنطن حظرًا على صادرات روسيا النفطية، والأزمة التي ترتبت عن ذلك في الإقتصاد الأوروبي.

والمشكلة أن هذه الشخصيات السياسية الليبية التابعة لـ"واشنطن"، قد استفحل فسادها وانعكس بشكل كارثي على حياة المواطنين الليبيين، الذين لم يروا أي تحسن في واقعهم المعيشي من بيع النفط على مدار العام الماضي، والذين يعانون من انقسام في بلادهم، لأن المعسكر في طرابلس، يرفض التسليم والإذعان لمطالبهم ولمطالب معسكر شرقي ليبيا الرافضة للتدخلات الخارجية، والتي تحاول محاسبة كل الفاسدين المسؤولين عن تبديد ثروة الليبيين.

حيث أن "صنع الله" و"الكبير" هما شخصيتان جدليتان ويمكن القول بأنهما من الشخصيات الفاسدة تمامًا في البلاد بلا شك، وذلك بسبب تاريخهم المملوء بالتهم والقضايا المتعلقة باختلاس الأموال، حتى انهما قد وجها بأنفسهما اتهامات لبعضهما البعض فيما مضى، والدعم الخارجي الذي يتلقانه جعلهما يزاولان أعمالهما منذ بداية الأزمة أي منذ 2011، دون انقطاع، بالرغم من الأمواج المتلاطمة التي جارت على البلاد، والحروب والصراعات التي مرّت بها.

وهنا تجدر المقارنة بسياسيي غرب ليبيا وشرقها، فرئيس البرلمان عقيلة صالح مثلاً، وغيره من القادة العسكريين، يواجهون ضغوطات وحملات تشويه بسمعتهم، لانهم لم يبيعوا أنفسهم ووطنهم للإدارة الأمريكية، وملفات الفساد لا تلاحقهم من كل حدب وصوب، كما تلاحق الثلاثي من "طرابلس"، دبيبة والكبير وصنع الله، الذين لولا الدعم الامريكي لهم، لكانوا قابعين في السجون الآن.

وخططهم لتسوية الأوضاع وإعادة استقرار البلاد تواجه مطبات وعراقيل دومًا من قبل معسكر الغرب الليبي المدعوم و "المشرعن" من قبل واشنطن، واحتجاجات جمعة الغضب ليست إلا بداية لما عكسته السياسات الامريكية في البلاد، والتي تحاول استغلال صرخة الشعب أيضًا لتحقيق مصالحها وإسقاط الأجسام السياسية المعادية لها، كما حصل في طبرق من حرق لمبنى البرلمان، والذي تم على أيدي "جماعات مثيرة للشغب" بحسب تقرير بريطاني، ممولة ومنظمة من قبل واشنطن وحلفائها في ليبيا.


الكاتب: نداء حرب




روزنامة المحور