الثلاثاء 06 تموز , 2021 07:34

بسبب أمريكا، الصين تتحضر للحرب النووية

كشفت صور الأقمار الصناعية التي تم إصدارها مؤخرًا، أن الصين شرعت فيما وصفته الواشنطن بوست، بأنه "فورة بناء يمكن أن تشير إلى توسع كبير في قدرات بكين النووية".

وقد كشف المحلل النووي "جيفري لويس"، أن الصين تبني على ما يبدو أنه 119 صومعة للصواريخ، عبر أكثر من 700 ميل مربع (1813 كم 2) في صحراء "غانسو". وبدأت عملية البناء في شباط الماضي.

وتشير الصوامع، إلى أن بكين لم تعد تسعى للحفاظ على "الحد الأدنى من الردع". بل ربما أن الجيش الصيني يبني قدرة "قتالية حربية" نووية.

كما حدد "لويس"، مدير برنامج شرق آسيا لمنع انتشار الأسلحة النووية، التابع لمركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار، 26 صومعة أخرى في الصين.

وقال لشبكة CNN: "إنه حقًا إيقاع بناء مذهل، إنه أكبر بكثير من أي شيء توقعنا رؤيته."

ويبدو أن الصوامع مصممة لأخذ صاروخ DF-41، الذي يبلغ مداه الأقصى 9300 ميل (14967 كم) ويمكنه حمل 10 رؤوس حربية لكل منهما. فإذا كانت ال 145 صومعة مخزنة بالكامل، فستضرب أهدافًا في القارة الأمريكية.

"فقط هذا الانتشار وحده، سيوفر للصين القدرة على وضع أكثر من ألف رأس حربي جديد في حالة تأهب - 1450 – تقريبًا، ضعف قوة الولايات المتحدة الأمريكية في حالة التأهب اليومية، الأمر الذي يعد بحد ذاته قوة نووية تعادل تقريبًا القوة النووية الأمريكية الحالية المنتشرة بالكامل 1490 (أرضية وبحرية). كما أفاد بذلك بيتر هويسي من معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي لموقع" 1945 ".

وعندما يتم حساب جميع الرؤوس الحربية الصينية - تمتلك الدولة أيضًا صواريخ محمولة على منصات إطلاق متحركة وصواريخ تطلق من الباطن - فإن عدد الرؤوس الحربية للبلاد يمكن أن ينافس الرؤوس الحربية الأمريكية. ويعتقد البعض أن الترسانة الصينية ستتجاوز الترسانة الأمريكية في غضون عامين.

لكن الصين قامت ببناء صوامع خادعة من قبل، لذا فليس من المؤكد أن جميع المنشآت الـ 145 سيتم تخزينها بصواريخ DF-41 المخيفة - أو أن أيًا من الثقوب سيتم ملؤها بها. كما أن الخبير "لويس" يقول بأن هناك "فرصة جيدة جدًا، أن الصين تخطط لمباراة قوقعة" (من ألعاب الخداع والرهان).

ربما تخطط الصين للخداع، لكن مخططي الحرب الأمريكيين لا يستطيعون أن يفترضوا أفضل السيناريوهات. فعلى العكس من ذلك، في اتخاذ قرارات الحياة والموت عليهم أن يفترضوا أسوأ السيناريوهات.

ويتعين على البنتاغون أن يفترض الأسوأ، لأن بكين فعلت كل ما في وسعها لزيادة المخاوف الأمريكية. على سبيل المثال، قام الجنرالات الصينيون بشكل دوري بتوجيه تهديدات غير مبررة إلى المدن الأمريكية. والأكثر خطورة، في أكتوبر 2013، نشرت وسائل الإعلام الصينية التابعة للحكومية والحزب الشيوعي: People Dailyو China Central Television، و PLA Daily، و China Youth Daily، من بين منشورات أخرى، قصصًا متطابقة حول كيف يمكن للغواصات الصينية، وإطلاق الصواريخ الباليستية المحملة برؤوس نووية، أن تدمر المدن الأمريكية وتقتل الأمريكيين بعشرات الملايين.

حتى أن بكين ذكرت 12 مدينة من المقرر تدميرها. وقد تم نشر هذه المقالات عبر وسائل الإعلام الرسمية، مما يشير إلى أنها لم تكن من إنتاج بعض الصحفيين المارقين، ولكن تم إخراجها من قبل أولئك الذين هم على رأس النظام السياسي الصيني. على أي حال، فإن مثل هذه التهديدات تدعو إلى التساؤل عن سياسة بكين الرسمية - والمُعلن عنها كثيرًا - بعدم المبادرة أولاً (عقيدة عسكرية دفاعية).

علاوة على ذلك، فقد رفض قادة الصين باستمرار الجهود الأمريكية لضمهم إلى روسيا في مفاوضات الحد من التسلح. لذا فإن رفض بكين الحديث وإصرارها على السرية بشأن ترسانتها، يعني أن واشنطن ليس لديها خيار سوى التصديق، بأن بكين تعتزم بناء قوة نووية أكبر من القوة النووية الأمريكية.

أما الافتراض الأسوأ، فهو يشمل انضمام روسيا والصين معًا لاستخدام ترساناتهما ضد الولايات المتحدة وحلفائها. حيث شاركت موسكو وبكين في السنوات الأخيرة، في مناورات عسكرية مشتركة، ونسقتا معارضتهما للولايات المتحدة.

كما أن "ريتشارد فيشر" من المركز الدولي للتقييم والاستراتيجية قد قال لموقع 1945:"علينا أن نأخذ في الاعتبار أن الصين وروسيا قد انخرطتا في التعاون في مجال الدفاع الصاروخي النووي لمعظم العقد الماضي، لذلك من المحتمل أن يشاركوا في التعاون للهجوم الصاروخي أيضًا."

أما الخبير "لويس"، الذي طالما انتقد الموقف النووي لواشنطن، يلقي باللوم على الولايات المتحدة في دفع الصين نحو بناء الأسلحة النووية. وقال لصحيفة واشنطن بوست: "نحن نتعثر في سباق تسلح، مدفوع إلى حد كبير بالاستثمارات الأمريكية والدفاع الصاروخي".

ومن الصحيح أن البنتاغون يخطط لتحديث قواته النووية، لكن بكين تعلم أن أمريكا تقوم فقط بتحديث أسلحة عمرها عقود تقترب من نهاية عمرها المفيد. علاوة على ذلك، فإن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي صغير الحجم، مصمم للتعامل مع الهجمات من الدول المارقة ولديه قدرة قليلة على إضعاف هجوم صيني ضخم. لذا وباختصار، لا يوجد دليل يدعم تأكيدات لويس.

أما فيشر فيدعي بأن "الصين تتطلب تفوقًا في الصواريخ النووية، لأنها تريد تدمير الديمقراطية في تايوان، وتريد تدمير نظام التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في آسيا، وتريد أن تصبح القوة العسكرية المهيمنة على الأرض بحلول منتصف القرن". ربما حتى قبل ذلك.

على أي حال، هناك 119 حفرة جديدة في صحراء "غانسو"، تشير إلى أن الصين تتحول الآن إلى أسلوب القتال الحربي.


المصدر: موقع 19 forty five




روزنامة المحور