السبت 01 نيسان , 2023 12:48

اللواء أحمد متوسليان: عاد مستشهداً

الشهيد اللواء أحمد متوسليان

كشف القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي، خلال لقاءاته مع أسر الشهداء بمناسبة عيد النوروز، عن لغز دام حوالي الـ 41 عاماً، وهو مصير الدبلوماسيين الأربعة الذين اختطفتهم ميليشيا القوات اللبنانية عام 1982. حيث أعلن نبأ استشهاد اللواء أحمد متوسليان، القائم بأعمال السفارة في بيروت السيد محسن موسوي، والموظف الفني تقي راستغار مقدم، بالإضافة إلى الصحفي كاظم اخوان الذي يعمل لصالح وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إيرنا". ووصف اللواء سلامي الشهيد الحاج أحمد متوسليان بأنه أول شهيد إيراني في سبيل تحرير القدس، وأن فتوحات محور المقاومة اليوم هي ثمرة الطريق الذي استهله الشهيد متوسليان، لتحرير القدس وتحرير شعب فلسطين المظلوم، من نير هيمنة وظلم الاحتلال الصهيوني وداعميه.

ويعدّ الشهيد متوسليان أحد أبرز قادة حرس الثورة الإسلامية خلال حرب الدفاع المقدّس، لكن الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، كان السبب في توجهه الى لبنان، لكي يساعد الشعب اللبناني في تأسيس المقاومة، وهذا ما كان سبباً كفيلاً لكي تقوم ميليشيا القوات بقتله مع رفاقه.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة الشهيد متوسليان؟

_من مواليد الـ 4 من نيسان / أبريل للعام 1953 في أحد أحياء جنوب العاصمة طهران.

_ بدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة أشرافي الابتدائية الرسمية، لكن في العام التالي التحق بمدرسة مصطفوي الإسلامية واستمر فيها حتى إنهاء تعليمه الابتدائي. تميّز بشخصية خجولة في البداية، لكنه بعد سنوات أصبح داعمًا للضعفاء في المدرسة بسبب طول قامته وعظامه الكبيرة.

_ بعد إنهاء دراسته الابتدائية، التحق بالأكاديمية الصناعية وحصل على الدبلوم عام 1972، ثم أرسل إلى الخدمة العسكرية.

_أكمل دورة متخصصة بالدبابات في لواء شيراز 37 مدرع في جيش الشاه، وبعد ذلك تم إرساله إلى اللواء الثالث من الفرقة المدرعة 81 في "سربل ذهب".

_في العام 1977، تم قبوله في مجال الهندسة الإلكترونية في جامعة إيران للعلوم والتكنولوجيا.

نضاله الثوري وجهاده العسكري

_خلال فترة خدمته العسكرية، كان لديه العديد من الأنشطة الدينية والسياسية، وأعرب منذ تلك الفترة عن معارضته للشاه. وبعد انتهاء خدمته العسكرية، عمل في شركة خاصة، وبعد بضعة أشهر، تم نقله إلى منطقة خرم آباد، واستمر في نشاطه الدعائي السياسي، ما دفع بجهاز استخبارات الشاه السافاك الى اعتقاله، فسجن لمدة 5 أشهر في سجن فلك الافلاك في تلك المدينة.

_تولى بعد إطلاق سراحه، مسؤولية الاتصال مع الحراك الثوري في مدن قم ومشهد المقدستين، وتنسيق المظاهرات في الأحياء الجنوبية لطهران.

_بعد انتصار الثورة الإسلامية، كان مسؤولاً عن تشكيل لجنة الثورة الإسلامية في حيه. وبعد تشكيل حرس الثورة الإسلامية سريعاً ما التحق بهذه المؤسسة.

_ بعد بداية الاضطرابات التي تسببت بها المجموعات الإرهابية في كردستان في آذار / مارس من العام 1979، كان من أوائل المتطوعين الذين وصلوا إلى مدينة بوكان، ثم توجه إلى سقز وبانه. بعد ذلك ذهب إلى هذه المدينة لتحرير سنندج.

_في مطلع شهر حزيران / يونيو، تم تكليفه بمسؤولية قيادة حرس مدينة "مریوان".

_ في بداية العام 1982، نفذ بالتعاون مع القائد محمد إبراهيم همت عمليات "محمد رسول الله" في منطقة "بیارة" و"طویلة" غرب مدينة نوسود. وكانت هذه العمليات حجر اساس تأسيس اللواء 27 محمد رسول الله، الذي تولى قيادته بأمر من القائد العام لقوات الحرس الثوري الإسلامي محسن رضائي، بعد عودته من مراسم الحج ذاك العام.

_ في ليلة الـ 21 من نيسان / أبريل للعام 1982، انطلقت عملیات "بیت ‌المقدس" بقيادته من منطقة درخوين باتجاه طريق الأهواز- خرمشهر، مما أدى إلى تحرير مدينة خرمشهر الإستراتيجية.

يروي قائد كتيبة ميثم في الفرقة 27 لمحمد رسول الله السيد أبو الفضل كاظمي عن السيد أحمد الخميني أن القائد متوسليان التقى مع الإمام الخميني (رض) بين رحلتيه إلى لبنان، وقال الإمام لابنه بعد ذلك الاجتماع: "أحمد متوسليان لديه هيبة رجولية".

_ بعد اجتياح القوات الإسرائيلية للبنان في حزيران / يونيو من العام 1982، وبأمر من القائد محسن رضائي وبموافقة السيد علي خامنئي، تم إرساله إلى سوريا مع قسم من اللواء للتوجه إلى جنوب لبنان، لمساعدة الشعب اللبناني في القتال ضد إسرائيل، لكن تم تغيير مهمتهم لتصبح مساعدة اللبنانيين وتدريبهم في سبيل تأسيس مقاومة مسلحة. وقبل عودته الى إيران، ذهب في إطار مهمة استطلاع للوضع في بيروت، في إطار مهام السفارة الإيرانية في لبنان، عبر مجموعة من 4 أشخاص، لكن تم اعتقالهم من قبل أحد حواجز القوات اللبنانية. ومنذ ذلك الوقت، لم يحسم مصيرهم بسبب تضارب الروايات وتقاذف المسؤولية عن جريمة الاختطاف ولاحقاً القتل بين الكيان المؤقت والقوات.

_ في العام 2015، خلال إحياء ذكرى السنوية الـ 33 للاختطاف، تم تشييد تمثال له في حديقة مارون الراس، يظهره وهو يشير بإصبعه الى فلسطين المحتلة.

بعض الشهادات بحقه

_ دائماً ما كان الإمام السيد علي الخامنئي يذكر القائد متوسليان في العديد من الخطابات، خاصةً خلال لقاءاته مع عوائل شهداء حرس الثورة الإسلامية. ففي العام 1996 خاطب الإمام الخامنئي عائلته قائلاً: "ننتظر عودة السيد الحاج احمد متوسليان ان شاء الله، لا تقولوا عنه شهيداً، لا نعرف شيئاً عن استشهاده. بارك الله في ولدكم اينما كان ومهما كان. نتمنى إن شاء الله عودة هذا الشاب الأمين الصالحنعم، كان السيد الحاج أحمد متوسليان صديقًا ورفيقًا وزميلًا مع السيد الحاج همت نفسه، بارك الله فيهم جميعا ".
_ يقول الشهيد العميد حسين همداني في إحدى خطاباته: " في اليوم الذي تم اختياري فيه لأكون قائدًا للواء الـ 27، قلت إنني لست القائد، أنا النائب (في كناية عن وفائه لذكرى القائد متوسليان)".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور