الخميس 01 كانون الاول , 2022 03:47

سيستان وبلوشستان: ايران حاضرة لوأد الفتنة

وفد السيد الخامنئي إلى سيستان وبلوشستان

عادة ما ترتكز استراتيجية الولايات المتحدة في حربها ضد إيران، على مجموعة من الأساليب التي تعوّل عليها لاستهداف الأمن القومي في الداخل. ولعل أبرز ما استخدمته أخيراً، محاولة إثارة الفتنة والنعرات الطائفية، حيث تأتي محاولة زعزعة الأمن في محافظة سيستان وبلوشستان ضمن هذا الإطار. ونتيجة إدراك طهران لما يُحاك ضدها داخل الاروقة المظلمة، كان ارسال الامام السيد علي الخامنئي، للوفد الأخير إلى المحافظة، في زيارة استغرقت اسبوعاً كاملاً.

تقع محافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرقي إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان. وتعد من كبرى المحافظات الإيرانية من حيث المساحة الجغرافية، حيث تبلغ مساحتها 178.431 كيلومتراً مربعاً. وتتكون المحافظة من7 أقاليم تتوزع على جزأين، هما: سيستان في الشمال وبلوشستان في الجنوب. عاصمتها مدينة زاهدان، وتبعد 1600 كيلومتر عن العاصمة طهران.

خلال الاحتجاجات الأخيرة، ثبت تورط كل من السعودية والإمارات بدعم الجماعات المتطرفة في هذه المحافظة. ووجهت إيران انتقادات حادة لباكستان لتقاعسها عن حماية الحدود. هذه الحدود تستخدمها الدول والتنظيمات المسلحة لاستقطاب الشباب، والترويج للمخدرات، ونشر الأفكار المتطرفة، وتسليح جماعات ارهابية؛ كانت آخرها، العملية الانتحارية في زاهدان التي أوقعت 27 شهيدًا في فبراير/شباط 2019. 

وهذا ما يعطي هذه الزيارة التي عقد خلالها العديد من الاجتماعات مع شيوخ ورؤساء العشائر وعلماء الدين والنخب والشباب ومختلف الشرائح الأخرى، أهمية خاصة. وفي الاطار نفسه، زار رئيس الجمهورية، السيد إبراهيم رئيسي، محافظة كردستان، التي كان لها نصيب من الأحداث ايضاً، حيث صلى في صلاة جماعة مشتركة خلف امام جماعة من الأكراد السنة.  

ونقل عن مصادر في المحافظة، أن الوفد أشار الى ان "اعداء الدين والشعب والوطن ارتكبوا خطأ في الحسابات حينما حاولوا استغلال الاحداث الاخيرة في محافظة سيستان وبلوشستان للوصول الى اهدافهم البغيضة والقديمة ألا وهي خلق الشرخ في جسد الامة الاسلامية الواحدة وإضعاف التلاحم الوطني". مضيفاً ان "الاعداء اغتنموا الفرصة وجاءوا بكل ما لديهم الى الساحة الا ان اهدافهم لم تتحقق في ظل وعي وبصيرة اهالي المحافظة".

فيما أعد الوفد 21 برنامجاً جماهيرياً متنوعاً من ضمنها اجتماعات وزيارات ميدانية ومشاركة في تجمعات جماهيرية في مدن زاهدان وزابل وخاش وسراوان وإيرانشهر ودلجان وتشابهار، إضافة للتواصل والاستماع وجهاً لوجه من أجل دراسة أعمق وأكثر استراتيجية لسياقات وعوامل التصعيد.

وتابع الوفد أنه "بعد هذه الرحلة والعودة إلى طهران، عُقدت عدة اجتماعات لتحليل وتوحيد الانطباعات، بالإضافة إلى إعداد قائمة بالاقتراحات والنتائج، وأخيراً مخرجاتها ونتائجها على شكل تقرير موجز من 7 صفحات وتقرير مفصل من 60 صفحة، تم تقديمه الى سماحة قائد الثورة الإسلامية".

ويذكر ان الاجتماعات لم تقتصر على الوجهاء ورجال الدين، بل طالت مختلف الشرائح في المحافظة، بما فيها من العلماء والنخب وشيوخ العشائر والمسؤولين وعموم المواطنين بمختلف طوائفهم. كما أولى اهتماماً خاصاً لأسر وعوائل الشهداء والمصابين الجرحى، الذين كانوا ضحية الاحداث الأخيرة، حي تابع الوفد، بتوصية من السيد الخامنئي، عدة محاور:

-إطلاق سراح الموقوفين الذين لم يرتكبوا جريمة خطيرة ومؤثرة

-التعامل بحزم مع المتورطين، خاصة بالعمليات الارهابية.

-البت في اوضاع المتضررين.

-منح عنوان "الشهيد" للضحايا الأبرياء بعد مراجعة ملفاتهم من قبل مؤسسة الشهيد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور