السبت 24 نيسان , 2021 06:10

أمريكا لا تريد الخروج من العراق

جنود أميركيون

بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، عبر قصف موكبهم قرب مطار بغداد، أقر مجلس النواب العراقي خطة انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في 5 كانون الثاني، ودعا رئيس الحكومة وقتها عادل عبد المهدي واشنطن بسحب قواتها فوراً. هذا القرار البرلماني جاء ليعبر عن غضب الشعب العراقي من انتهاك سيادته الوطنية، لأن عملية الاستهداف تخرق الدستور العراقي واتفاقية الانسحاب الأمريكي من العراق في 2008. عندها طلبت أمريكا من العراق إجراء حوار ثنائي استراتيجي، للاتفاق على إطار زمني للانسحاب خصوصاً مع نية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تقليص الوجود العسكري في المنطقة.

وقد جرت ثلاث جولات حتى الآن، شابها الكثير من المراوغة الأمريكية في تحديد تاريخ محدد للانسحاب، لكن مجيء الرئيس الحالي "جوزيف بايدن"، أظهر سياسة أمريكية أخرى، ربما للتأثير على المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد عبر عن هذه السياسة مؤخراً قائد القوات المركزية الأمريكية "كينيث ماكينزي"، في مؤتمر صحفي له بالبنتاغون، حين أعلن عن عدم وجود أي خطة لسحب القوات من العراق، كاشفاً عن مطالبة الحكومة العراقية لهم بالبقاء، ومتحدثاً عن إمكانية زيادة عديد هذه القوى، التي تقدر ب 2500 جندي.

مصالح أمريكا في وجودها العسكري، والتي تدفعها لعدم الانسحاب

_ الانسحاب سيشكل هزيمة إستراتيجية كبرى لواشنطن، حيث ستفقد وجودها المباشر في العراق، وستتقلص فرصها للنفوذ والسيطرة، فالعراق يعد صلة وصل بين إيران وسوريا والمقاومة في لبنان، لذلك فان خروجها منه سيشكل فرصة لتطور المحور على جميع الأصعدة.

_ تحييد العراق عن قضايا المنطقة، وبالأخص القضية الفلسطينية، بما يريح كيان الإحتلال الإسرائيلي من خطر فتح جبهة هناك، خلال أي حرب مقبلة.

_ رعاية جمعيات المجتمع المدني التي شاركت في تظاهرات تشرين، والتي تعد سلاحها الناعم لتغيير الوضع السياسي لصالحها في العراق، بعدما فشلت بذلك عندما استعملت قوتها الصلبة.

_ استمرار سيطرتها على النفط العراقي، فأمريكا تسعى دائماً للتحكم بسوق الطاقة، خصوصاً أن العراق يمتلك خامس احتياطي نفط بالعالم والثاني عربياً، بكمية تقدر بأكثر من 148 مليار برميل، ما يساوي حسب سعر البرميل اليوم أكثر من 9 تريليون دولار.

الموقف العراقي الرافض للوجود الامريكي

يؤكد قادة فصائل المقاومة العراقية، على أنهم ملتزمون بإخراج القوات الأمريكية، مع إعطائهم الفرصة للحكومة العراقية في التوصل لاتفاق سلمي بذلك، مؤكدين أن عدم الانسحاب الأمريكي، سيجعل قواتها بقواعدها وجنودها وآلياتها عرضة للعمليات الهجومية.

كما أن الشعب العراقي قد عبر عن موقفه بوضوح، من خلال الحشد المليوني في التظاهرات التي كرّمت قادة النصر في كانون الثاني 2020، حيث حضرت الحشود الى العديد من الساحات العراقية، وخصوصاً في ساحة التحرير، للدعوة إلى طرد القوات الأمريكية من البلاد، مرددين هتافات مناهضة للولايات المتحدة.

التعويض الأمريكي بزيادة الوجود العسكري في إقليم كردستان

تخطط الولايات المتحدة لتوسيع وجودها في كردستان العراق، من خلال الاتفاق مع حكومة مسعود البارزاني لإنشاء قواعد عسكرية أمريكية جديدة في ، ولأمريكا 3 أهداف رئيسية من ذلك:

_الوجود بالقرب من إيران، يسهل أكثر إنشاء قواعد تجسسية، ومقرات انطلاق العمليات الإستخباراتية.

_ الوجود في كردستان سيجعل قواعدهم وجنودهم وآلياتهم، في مأمن من عمليات المقاومة.

_ العلاقة التاريخية مع الأكراد، والتعاون الوثيق معهم في الكثير من المراحل والعديد من الساحات، وقد يكون وجودها العسكري منطلقاً لتقسيم العراق مستقبلاً، خصوصاً أن بايدن قد طرح هذا الموضوع سابقاً.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور