الجمعة 22 تموز , 2022 04:00

مجزرة دهوك تهدد تركيا بتداعياتها!!

قصف دهوك وتداعياته

يبدو أن تداعيات مجزرة "دهوك"، التي سقط خلالها 8 سياح عراقيين بينهم طفل، بعد استهداف لأحد المصايف في قضاء زاخو بإقليم كردستان العراق، باتت ككرة ثلج تتدحرج، بحيث لن تقف عند حدود بيانات الإدانة، بل وربما تهدد العلاقة بين حكومتي البلدين، وربما أيضاً تطور إلى تصاعد في عمليات الاستهداف للوجود العسكري التركي في البلاد، كما حصل خلال عمليتي استهداف بالطائرات المسيرة اليوم الجمعة والأربعاء الماضي.

ولم تستطع تركيا التي حاولت نفي مسؤوليتها عن هذا الحادث، أن تبعد الاتهام المبرم عنها، خاصةً وأنها اتخذت خطوات متتالية في العراق، أظهرت بان السبب الاساسي لقصفها له ليس بسبب خلافها مع حزب العمال الكردستاني، وانما من اجل الاستحواذ على محافظتي الموصل وكركوك التي تعدّهما من أراضيها التاريخية.

كما أثبتت التحقيقات الأولية، ان القصف جاء من اتجاه الاراضي التركية، وبما أن حزب العمال الكردستاني لا يملك القدرات العسكرية الكافية للتنفيذ هكذا قصف مباشرة، فعليه لا يمكن لحكومة أنقرة ان تتنصل عن مسؤوليتها.

سيل الإدانات والاستنكارات

هذه المجزرة لن تستطيع تركيا تفادي تبعاتها، لأنه وضعها في معرض سيل من الادانات والاستنكارات العراقية الشعبية والرسمية والدولية.

فرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأربعاء الماضي، اتهم بشكل مباشر القوات التركية، بارتكاب ما وصفه بالانتهاك السافر للسيادة العراقية. مقرراً استدعاء القائم بالأعمال العراقي من أنقرة للتشاور، ووقف إجراءات تعيين سفير جديد هناك، بالإضافة استدعاء السفير التركي لدى العراق، وإبلاغه إدانة الحكومة لهذا القصف.

وتسلسلت من بعده بيانات الادانة والاستنكار، من جميع القوى والأطراف العراقية، كان أبرزها من الإطار التنسيقي الذي طالب بموقف سريع وحازم، وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي والمؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، لإدانة هذا العدوان المتكرر من قبل تركيا.

أما رئيس تحالف الفتح الحاج هادي العامري، فقد طالب الحكومة بإغلاق الحدود مع تركيا فوراً، وايقاف عمل الشركات التركية في البلد.

وكان لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بيانه اللافت بعد هذه المجزرة، والتي اقترح فيه تنفيذ 4 اقتراحات أو بعضها: تقليل التمثيل الدبلوماسي مع تركيا، غلق المطارات والمعابر البرية معها، رفع شكوى لدى الامم المتحدة بالطرق الرسمية وبأسرع وقت ممكن، والغاء الاتفاقية الامنية معها.

كما كان للعديد من الدول العربية والإسلامية، مواقفها المنددة بهذه المجزرة، انطلاقا من الجمهورية الإسلامية في إيران ووصولاً الى لبنان.

رد الشعب العراقي والمقاومة

وكان للشعب العراقي ومقاومته ردودهم المدوية أيضاً، من خلال التظاهرات الكبيرة والغاضبة، التي تجمعت أمام مبنى السفارة التركية وأمام قنصليتها، وخلال تشييع الضحايا أيضاً.

أمام المقاومة العراقية، فقد نفذ فصيل أصحاب الكهف هجوماً الأربعاء الماضي، بعدد كبير من الطائرات المسيرة الانتحارية، استهدف فيه ثكنات عسكرية للجيش التركي في محافظة دهوك. وتجددت هذه الهجمات اليوم الجمعة أيضاً، حينما استهدفت طائرتان مسيرتان محيط قاعدة بامرني التركية في محافظة دهوك.

فماذا قد تحمل الأيام من تطورات جديدة؟


الكاتب: غرفة التحرير



وسوم مرتبطة

دول ومناطق


روزنامة المحور