الإثنين 18 نيسان , 2022 01:56

خط أنابيب البصرة - العقبة: مؤجل حتى إشعار آخر

مشروع البصرة - العقبة

أعلن الدولة العراقية بالأمس الأحد، عن قرارها تأجيل مشروع خط أنابيب البصرة - العقبة مع الأردن، وإحالته إلى الحكومة المقبلة لكي تحسم قرارها سواء بالاستمرار فيه أو إلغاءه. وقد جاء هذا الإعلان، من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة النفط، لإيضاح عدد من الحقائق حول تفاصيل هذا المشروع، لاسيما بعد ما أثاره من الجدل مؤخراً، لناحية الاحتمالية الكبيرة لاستفادة الكيان الاسرائيلي المؤقت منه، بسبب قرب المسافة ما بين هذا الميناء وفلسطين المحتلة، التي تبعد 6 كيلومتر كحد أقصى.

وأكدت وزارة النفط أن المشروع لا يزال قيد الدراسة الفنية، ولم يُحال أو تُبرم بشأنه أي عقود مع أي جهة أو شركة.

هل هذا المشروع هو مقدمة لتطبيع علاقات العراق مع الكيان المؤقت؟

يقابل هذا المشروع، بمعارضة كبيرة داخل العراق، حيث تتهم بعض القوى بأن هذا المشروع يهدف الى توفير نقل النفط للكيان المؤقت. مهددةً بتحويله الى المحكمة العراقية العليا، خاصةً وأن الحكومة الحالية هي في مرحلة انتقالية، ولا يُسمح لها في هذه الفترة القيام بأي مهام تتجاوز تصريف الأعمال.

وقد أثمرت هذه الضغوط، في خلق رأي عام رافض للمشروع، لدى مواطني محافظات وسط وجنوبي العراق، الذين يجمعون على رفض أي مشروع يسهّل أو يمهّد لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وزير النفط العراقي يقر بعدم جدوى هذا المشروع

وفي مقابلة تلفزيونية بالأمس أيضاً، أعلن وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، أن هذا المشروع هو مشروع احتياطي. مضيفاً بأنه يمكن لهذا المشروع تصدير ما يصل إلى مليون برميل من النفط يومياً، في حال تم إغلاق مضيق هرمز، لكنه سيتيح الآن تصدير 200 ألف برميل فقط للاستهلاك الأردني. وهذا ما وصفه بعض المحللين العراقيين، بأنه مثل الجنون، بالنظر الى كلفة إنشائه المفترضة، والتي تبلغ حوالي 28 مليار دولار أمريكي.

إذاً فما هي أهم المعطيات حول هذا المشروع؟

_ أوضحت وزارة النفط بالأمس أن تكلفة هذا المشروع لا تتجاوز 8.5 مليار دولار، وليس 28 مليارًا، كما أوردت بعض وسائل الإعلام.

_ كان من المقرر سابقاً تنفيذ جزء من المشروع، الذي يبدأ من منطقة "حديثة" غربي العاصمة بغداد إلى العقبة، بأسلوب الاستثمار الـ B.O.T (البناء والتشغيل ثم نقل الملكية). لكن ما تم إقراره في مجلس الوزراء بتاريخ 5 نيسان/أبريل الجاري، هو اعتماد تمويل المشروع بالكامل من البصرة إلى العقبة، بأسلوب الـ EPCF (من خلال إبرام عقود الهندسة والبناء والمشتريات).

_ يهدف هذا المشروع أيضاً بحسب الوزارة، الى تعزيز حركة النفط الخام عبر الأنابيب، وتوفير انسيابية تزويد كل من منظومة التصدير شمالي البلاد ومصافي الوسط والشمال بالنفط الخام، بالإضافة الى تلبية احتياجات الوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية.

_الطاقة القصوى لنقل النفط الخام عبر جزء الأنبوب الممتد من البصرة الى "حديثة"، هي 2 مليون برميل يوميًا، فيما تبلغ مليون برميل يوميًا للجزء الممتد من حديثة الى العقبة.

_ تعود فكرة هذا المشروع الى العام 1983، وقد أيّدت جميع الحكومات المتعاقبة منذ سقوط صدام حسين تنفيذ هذا المشروع، لما يتيحه من تعزيز للقدرات التصديرية، إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية. ويعتبر هذا المشروع أحد أبرز المشاريع التي تم الاتفاق عليها، في القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية الرابعة، ضمن مبادرة "الشام الجديد"، التي عقدت في حزيران/يونيو من العام الماضي في العاصمة بغداد.

_ يبلغ طول خط الأنابيب الإجمالي حوالي 1665 كيلومتراً.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور