السبت 02 نيسان , 2022 12:37

المقاومة: ابتكار اساليب المواجهة

المقاومة الشعبية

تعيش القدس والضفة الغربية منذ ما بعد عملية "سيف القدس" حالات المقاومة الشعبية ومواجهات اقتحامات جيش الاحتلال، وتطورت المقاومة من فعاليات الارباك الليلي الى استعادة زخم العمليات الفدائية من طعن ودهس واشتباك من مسافة صفر. وفي الأسبوع الماضي شكّلت العمليات الفدائية الثلاث في أراضي الداخل المحتل النقلة النوعية من ناحية جبهة المواجهة.  

وفي شهر آذار / مارس نفّذ الفلسطينيون 10 عمليات أدت الى مقتل 11 اسرائيلياً وإصابة آخرين، ما شكّل صدمة لدى الكيان الإسرائيلي الذي عمل  طيلة السنوات الماضية على إفراغ القدس والضفة من مجموعات المقاومة وفي الدّاخل على سلب هويّة الفلسطينيين وفكّ ارتباطهم بالمناطق الأخرى.

الا أن الفلسطينيين استطاعوا ابتكار أدوات ووسائل للمواجهة من صلب الحياة والتي يعجز الاحتلال عن صدها.

البنادق 1886:

منذ بدء التدفق اليهودي إلى فلسطين، وُجهت الممارسات اليهودية المتسمة بالعداء المطلق تجاه الفلسطينيين، بالشراسة من قبل أصحاب الأرض. حيث شهدت الفترة الممتدة ما بين عامي 1882-1917، تنفيذ هجمات على الأراضي والممتلكات، ليتحول الاحتكاك بين الفلسطينيين واليهود إلى اصطدام مسلح بواسطة البنادق الفردية عام 1886.

رشق الحجارة:

كان الاستعمال الأول للحجارة في الانتفاضة الأولى التي اندلعت يوم 8 كانون الأول / ديسمبر1987، في جباليا شمالي قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين.

الحرائق:

مع بداية شهر حزيران/يونيو 1988، ابتدعت القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة أسلوبا جديداً في مواجهة سياسة الإرهاب التي يمارسها الكيان الإسرائيلي ضد سكان فلسطين المحتلة. وجاءت للرد على التدمير المتعمد التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للاقتصاد المحلي الفلسطيني، بعد أن بلغ ذروته في أوائل ربيع 1988،  حيث أتلف الاحتلال حقول القمح واقتلعت أشجار الزيتون والحمضيات من مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، فواجه الفلسطينيون هذه السياسة بفعاليات حرق المرافق والمنشآت الزراعية والصناعية الإسرائيلية بما في ذلك الغابات والمراعي.

رفض بيع الأراضي لليهود عام 1901:

تشير الوقائع إلى انتهاج الفلاحين مقاومة مادية ضد "المهاجرين" اليهود، من خلال رفضهم بيع أراضيهم طوعًا، وفي الوقت ذاته تصدى الفلاحون للسماسرة في عدد من القرى القريبة من مدينة طبريا عام 1901. وهذا ما يشكل نوعًا آخر من أنواع المقاومة والصمود والتجذر في الأرض أكثر فأكثر، ويصنف في إطار المقاومة المدنية.

السكين:

أكثر أسلحة المقاومة الشعبية استعمالا بسبب وجوده في كل بيت، وتأثير استخدامه مهم ليس على صعيد فاعلية ما يحدث عنه من قدرة القتل فحسب، وإن ما يقوم به من تأثير سيكولوجي على نفسية المستوطن الذي يرى أو يعرف أن العسكري الإسرائيلي قد قتل بسكين فيما هو يحمل بندقية آلية متطورة.

سلاح "الكارلو":

سلاح رشاش أوروبي المنشأ، قُلِّد في مصر عام 1956، وأُطلق عليه اسم "بور سعيد" قبل أن يطوِّر الفلسطينيون نسختهم الخاصة التي استخدموها في مواجهة الاحتلال منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وصُمِّم السلاح بواسطة المصنِّع السويدي كارل غوستاف الذي استلهمَ تصميمه من سلاح كارل غوستاف م/45. ومع غياب التسليح، أصبح بعض المقاومين يلجؤون إلى استخدام هذا السلاح البدائي لاستهداف جنود الاحتلال ومستوطنيه، نظرًا إلى سهولة صناعته وتوفير الرصاص الخاص بإطلاقه مقارنة مع اقتناء سلاح رشاش آلي متطور في حالة الضفة والقدس.

المصيدة:

طريقة قديمة كانت تستخدم في الغابة لصيد الحيوانات، إلا أن استخدامها كوسيلة عسكرية في حرب التحرير للآليات فهي ابتكار فلسطيني خلاق يعكس مدى قوة الإصرار الفلسطيني على المقاومة، عن طريق حفر حفرة واسعة قليلاً وعميقة كثيراً، في مساحة ما، من ثلث الشارع الذي يعتقد بأن الدوريات الإسرائيلية ستمر منه ثم تموه بشكل دقيق بعد تغطيتها بالقش وعيدان البوص (القصيب) وفي الثلثين المتبقين من الشارع تقام الحواجز بحيث يصبح المرور من الثلث الذي تتواجد فيه الحفرة المموهة، إجباريا وفي منطقة قريبة من المصيدة تكمن مجموعة من القوات الضاربة بانتظار مرور السيارة العسكرية الإسرائيلية من المصيدة والوقوع في الحفرة، حيث ينهالون عليها بالزجاجات الحارقة والحجارة والكرات الحديدية فتحترق السيارة ويصاب من بداخلها.

سلاح العوائق:

هو استخدام المسامير ضد حركة السيارات الإسرائيلية ليلاً، وقد أُعطي هذا السلاح نتائج أولية لا بأس بها سواء من خلال غرسه في الطرق مباشرة بعد نزع طبعاته، أو من خلال زرعه في حبات البطاطا ونشرها على الطرق، أو دق المسامير الكبيرة في قطع خشبية وتوزيعها على مسافات متفاوتة من الطريق أو بواسطة وضعها في قطاع أنابيب الري البلاستكية السوداء، وقد قادت التجربة القوات الضاربة إلى إمكانية توظيف المسامير مع الإطارات المشتعلة وبقع الزيت للقيام بعملية مقاومة واحدة وفق ما اصطلح على تسميته بسلاح العوائق واستخدم هذا السلاح ضد السيارات العسكرية الإسرائيلية.

عمليات إطلاق النار من السيارات والدهس والطعن 2014:

والتي عرفت بالعمليات المنفردة تنامت في أعقاب عدوان غزة عام 2014، وعقب انتفاضة القدس عام 2015، وبدأت بأشكال متمثلة في الدهس والطعن فقط، وكانت تعتمد على عنصر المباغتة والمفاجأة لجنود الاحتلال، أو عناصر وحداتهم المختلفة أو حتى المستوطنين.

القنابل الحارقة "المولوتوف" 2015:

استخدام الزجاجات الفارغة بعد تجهيزها بمواد أولية متفجرة ومشتعلة أحد التقاليد الموروثة في الحرب الشعبية فلقد استعمل الشعب الفلسطيني الزجاجات الفارغة كأحد أسلحة المقاومة منذ وقت مبكر مما مكنه من تطوير كيفية استخدام هذا السلاح من زجاجة حارقة إلى زجاجة متفجرة، والى زجاجة حارقة ومتفجرة معاً. يشار إلى أن الشعب الفنلندي هو أول من استخدم الزجاجات الحارقة، خلال احتجاجه عام 1939 على اتفاق وقعه وزير الخارجية السوفيتي "فايا شسلاف مولوتوف" مع الدولة الألمانية، وتتكون هذه الأداة من قارورة زجاجية، ومادة قابلة للاشتعال، بالإضافة إلى قطعة قماش، تشتعل لحظة رميها على الهدف.

وإلى جانب هذه الأسلحة المذكورة، استخدمت القوات الضاربة العصي والمعاول، والمناجل والفؤوس، وما في حوزة البعض من سيوف قديمة، ومناجل وشباري ونبابيت، كما استخدمت القضبان والسلاسل الحديدية، واستخدمت قطع بقايا الحديد والكرات الحديدية، بنفس طريقة استخدام الحجر، ومن الأسلحة الهامة في الانتفاضة المقلاع والمطيطة ونصال الرماح.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور