الإثنين 17 كانون الثاني , 2022 05:20

قناة الجديد: ارتزاق وفساد.. مش فشة خلق

قناة الجديد

ليس الإشكال بين جمهور حزب الله وقناة الجديد هو الأول، ولن يكون الأخير أيضاً. فقد بات لدى القناة، رصيدٌ كبيرٌ من الإساءات ضد المقاومة وجمهورها، خاصة منذ ما بعد بدء الحرب على سوريا عام 2011. ورغم تحجج القناة بأن كل الإساءات السابقة، ما هي إلا اختلاف بالآراء السياسية، تجاه أي قضية تطرح على الصعيد الوطني أو الإقليمي، قد قوبلت من قبل جمهور المقاومة بحملات غاضبة غير مبررة. إلا أن ما حصل مؤخراً في برنامج "فشة خلق" لمقدمته داليا أحمد، يتجاوز كل ما يمكن اعتباره اختلافاً بالرأي أو حتى "فشة خلق". فالإساءة هذه المرة كانت خطيئة لا تغتفر، بعدما وُجهت الى شخص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي بات يمثل أيقونة للكثير من قوى التحرر في المنطقة والعالم. حيث تم وضعه بين الزعماء اللبنانيين، الذين وصفوا بـ"التماسيح"، في إطار السؤال عما قد قدموه للشعب اللبناني من حلول تجاه تفاقم مشاكل الحياة المعيشية.

وما تسعير القناة من خطابها الأخير، بعد هذه الحملات الالكترونية المحقة (رغم تحفظنا على بعض العبارات العنصرية من بعض المواطنين للمذيعة السودانية الاصل)، إلا من أجل تحقيق العديد من الأهداف، التي لن تصب سوى مالاً خليجياً في مصلحة مالكيها، لا سيما مع بداية الموسم الانتخابي.

فهذه القناة منذ سنوات، باتت تدّعي الموضوعية، وامتلاك مخزون كبير من القيم الإعلامية، إلا أنها تؤكد يوماً بعد يوم، أنها في صلب الهجوم على ثقافة المقاومة. وهذا أقصى ما قد يسعى إليه أعداء المقاومة، من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومن يتحالف معهم من الدول العربية، التي تبدأ من قطر ولا تنتهي عند دولة الإمارات.

أبرز المآخذ على هذه المحطة

_ هي من أبرز المحطات التلفزيونية، التي انبرت للتعمية عن العدوان الذي شنته السعودية ضد الشعب اليمني، وساهمت في تجهيل مسؤوليته عن الجرائم التي ترتكب يومياً. وقد عارضت في أولى أيام العدوان، الخطاب الشهير للسيد نصر الله، الذي فنّد فيه حقائق العدوان، والذي أعلن فيه مناصرته للشعب اليمني. فما كان من هذه القناة إلا أن هاجمت السيد نصر الله، مستخدمة في هجومها مفردات الخطاب السعودي والإماراتي، كما الكثير من الشخصيات اللبنانية.

_ تتهم القناة بأنها تتلقى التمويل بملايين الدولارات من الدول الخليجية، لا سيما من قطر والإمارات عبر طحنون بن زايد، الذي اشتهر بأداء هذا الدور، عبر تقديمه الدعم المالي للقنوات الإعلامية وللسياسيين والصحافيين لقاء مواقفهم الداعمة لهم. كما نلاحظ بأنها تخصص الكثير من المساحات الإخبارية، للترويج لنشاطات زعماء هذه الدول، خاصةً: أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الإمارات (محمد بن راشد، محمد بن زايد)، الكويت، والسعودية.

كما تم الكشف مؤخراً انها ضمت إلى مالكي فضائيتها (المسجلة خارج لبنان)، بشكل غير قانوني (يمنع قانون المرئي والمسموع تملك الأجانب لأسهم في هذه المؤسسات) كلاً من: القطريين خالد آل ثاني وناصر راشد الكعبي، الكويتي يوسفالبدر، الدبلوماسي السعودي السابق عباس غزاوي، و‏رجل الأعمال الأردني يوسف حسين أبو بكر.

_ وتتهم أيضاً بقبولها الدعم التمويلي من المصارف وحاكم المصرف المركزي، من خلال الابتعاد عن تحميلهم المسؤولية عما يعيشه لبنان من أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة.

_ تم كشف العديد من الملفات الفاسدة لمالكي هذه المحطة، منها ما كشفته زميلتها الـ"M.T.V" منذ بضع سنوات، فيما يتعلق بإحالة ملف صفقة فساد للتفتيش المركزي يرتبط بقطاع الكهرباء.

كما كشف في العام 2020 أيضاً عن تورط كريم نجل مالكها تحسين، بصفقة فساد من العيار الثقيل في العراق، تصل قيمتها الى 34 مليون دولار، وقد أصدر القضاء العراقي حينها مذكرة توقيف بحق الخياط.

_ كانت من ضمن المؤسسات الإعلامية، التي شاركت في الجهود الامريكية، لتحويل حراك 17 تشرين الشعبي والعفوي، الى ثورة ملونة يديرها الأثرياء الجدد (مؤسسات الـNGO’s) من أجل تحقيق مصالح واشنطن، وضرب المقاومة وحلفائها.

كما ساهمت كثيرا في الترويج للبروباغندا الامريكية (ضمن الحرب الناعمة)، واستضافت المسؤولين والسفراء الامريكيين مرات عدة.

ان تجربة الجديد تذكرنا بتجربة قناة الجزيرة القطرية التي رفعت شعار الرأي والرأي الآخر واستمالت الجمهور العربي بشعاراتها وعناوينها البراقة، وفجأة تظهر انها مجرد أداة في مشروع اسقاط انظمة عربية وحرب على سوريا والمقاومة، ففقدت مصداقيتها وثقة الجمهور بها، والجديد اليوم تسير على خطاها، بسياسة التضليل والتعمية على الحقائق بعد ان خرجت عن المهنية والقيم الاعلامية وبدأت تستخدم لغة الشتم والسباب، وإهانة المقدسات وكسر المحرمات والمزايدة على المقاومة وأمينها العام الذي صنع معادلات الشرف وأعاد الكرامة والعزة لهذه الامة، فهل يعي صاحب قناة الجديد تحسين خياط ما يفعله ولمصلحة من يلتزم اجندة الاساءة للمقاومة وقائدها؟


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور