الخميس 30 كانون الاول , 2021 12:57

السعودية وحزب "الاصلاح": علاقة تنقصها الثقة!

كانت العلاقة التي جمعت بين السعودية وحزب الإصلاح، محكومة بـ "لحظة تخلٍّ" منذ نشأة الأخير عام 1990، وهي المرحلة التي بدأ فيه عداء السعودية للإخوان المسلمين، وما تبعه من خلاف ما بين الطرفين عقب تأييد السعودية الغزو الأميركي للعراق، ورفض الاخوان للفتوى السلفية السعودية التي "تجيز الاستعانة بالكفار ضد الشعب العراقي، واستضافة قواعد عسكرية أميركية في بلاد الحرمين"، الأمر الذي استوجب رداً من الرياض بوصف جماعة الاخوان بـ "ناكري المعروف". وهو ما شدد عليه رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق تركي الفيصل "الاخوان المسلمون خونة ولا يمكن الوثوق بهم" خلال مقابلة تلفزيونية عام 2020. وعلى الرغم من نفي حزب الاصلاح صلته بالإخوان المسلمين، إلا ان هذه العلاقة التي كانت تنقصها الثقة منذ بداياتها ويجمعها فقط إطار الظروف والمصالح، وصلت اليوم، مع اعلان الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي اقالة محافظ شبوة التابع لحزب الإصلاح، محمد صالح بن عديو، وتعيين آخر تابع للإمارات الشيخ عوض بن الوزير العولقي -الذي وصل إلى شبوة على متن طائرة حربية سعودية-، إلى نقطة متأرجحة، فسرّها متابعون على أن الرياض قد اتخذت قرار التخلي عن وكيلها الذي لا يرقى إلى مستوى "الحليف" وتقديم السيطرة على شبوة كهدية تسوية لـ "أبو ظبي".

خلال الفترة الماضية، خسر حزب الإصلاح الكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً. وهو على الرغم من الجهود التي بذلها للحفاظ على محافظة مأرب، وتجهيز شبوة لتكون معقل آخر له، تعرض لضربة قاسية بتحرير الجيش واللجان الشعبية لـ 12 مديرية في مأرب والوصول إلى مشارف المدينة وتطويقها بالتعاون والاسناد من القبائل التي بدأت تسحب البساط من تحت قدميه، بعدما عانت من إدارته للجبهات وللأوضاع الاقتصادية للبلاد.

مصادر مطلعة أكدت وصول ما يسمى بقوات "العمالقة" المدعومة إماراتياً إلى شبوة، لاستلام قيادة الجبهة هناك، إضافة لجبهات جنوب مأرب. فيما اشارت المصادر نفسها إلى وجود خلافات بين قيادة "العمالقة 11" -عبد الرحمن العجري- وقيادة اللواء الثاني مشاة -مهدي مشفر.

فيما تحدثت المصادر أيضاً، عن صعوبة المهمة التي تنتظر ألوية العمالقة في جبهات شبوة، حيث أشارت إلى ان نوعية القوات المشاركة هي من قوات الاحتياط، وهذا يعني انها تفتقر إلى التدريب اللازم والامداد العسكري الكبير والخبرة اللازمة حيث انها تضم عدداً من الألوية حديثة التأسيس. وهي لن تحظى بالدعم اللوجستي الذي كان متوفراً لها في الساحل الغربي مع وجود امتداد لخطوط الامداد من عسيلان إلى عدن. إضافة لذلك، وعلى عكس السنوات السابقة التي كان فيها التحالف يؤمن لها الغطاء الجوي بشكل مباشر في المخا مثلا، فالتحالف لن يؤمن هذا الاسناد الجوي في جبهات شبوة بقدر كاف.

من جهة أخرى، فإن التنسيق بين القوات في الجبهات، شهدت تجارب سيئة على عدة جبهات خاصة في الصومعة والزاهر حتى اتسمت بانعدام الثقة والحذر المتبادل، ما يجعل تطبيق الخطط العسكرية المتفق عليها صعبة، مع عدم التفاف كافة الأطراف على قرار ورؤية واحدة.

وعلى وقع هذه الخلافات المتصاعدة، تستمر قوات صنعاء بالتقدم. حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن تفاصيل عملية تحرير اليتمة حيث أشار إلى ان" السعودية كانت قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم عاصفة الحزم، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين". مؤكدا على ان "قبائل الجوف الأبية شاركت بفاعلية في تحرير اليتمة، وهي حاضرة بشكل مستمر في معركة الحرية والاستقلال، وأبناء الجوف يرفضون أن تظل مناطقهم تحت الاحتلال الأجنبي ويؤكدون موقفهم الثابت مع الشعب والوطن...أبناء الجوف عانوا كثيرًا من التدخلات السعودية السافرة، والتي وصلت إلى منعهم من حفر آبار المياه والاستفادة من المياه الجوفية، وسنكشف عن وثائق تؤكد تدخل السعودية لمنع اليمنيين ليس من حفر آبار المياه فقط بل وحتى حفر آبار النفط".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور