الأربعاء 01 كانون الاول , 2021 03:10

منسق الجبهة الوطنية لمقاومة الاحتلال: أبناء المحافظات الجنوبية التحقوا بقطار الثورة

أبناء المحافظات الجنوبية

عملت بريطانيا طيلة أكثر من 127عاماً على زرع بذور الانقسام بين القبائل في المحافظات اليمنية وطبّقت سياسة التفريق بين أبناء الوطن الواحد بشكل مدروس وممنهج. غير ان هذا المشروع لم يسقط مع جلاء بريطانيا عن البلاد في 30 نوفمبر 1967 والتي تصادف ذكراه هذه الأيام، بل ان أدوات الاستعمار الغربي في المنطقة ورثت هذا المشروع وعملت على انجاحه طيلة سنوات مضت ولم تدّخر جهداً الا ووظفته في خدمة هذا الأمر، ولم تكن الحرب الأخيرة التي شنّتها على البلاد إلا فصلاً من فصول هذا المشروع.

المحافظات الجنوبية تحضر بقوة داخل هذا المشهد، هذه المناطق التي تحتلها السعودية وتحضر فيها الامارات بشكل كبير عبر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي حولته إلى كيان عسكري، بعيد عن القضية الجنوبية.

في حديث خاص لـ "موقع الخنـادق" أكد منسق الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال ووزير الكهرباء في حكومة الإنقاذ الوطني أحمد العليي بمناسبة 30 نوفمبر "لا شك ان هذا الانتصار يمثل حلقة وصل ما بين الحالة التي نعيشها وما بين مرحلة من النضال والكفاح المسلح التي أفضت إلى هذا الانتصار. نحن نتحدث اليوم عن محاولة بريطانية للعودة إلى اليمن. خرجت عبر الباب وتحاول أن تعود عبر النافذة، وهذا ملموس عند كل أبناء اليمن، أكثر من 7 سنوات من الاحتلال عززت قناعة شعبنا اليمني في المحافظات الجنوبية، ان البريطانيون لا زالوا يحلمون بالعودة عبر أدواتهم الإقليمية المتمثلة في السعودية والامارات وأيضاً عبر أدوات محلية للأسف الشديد. تود بريطانيا أن تعود لممارسة هيمنتها وتقسيم اليمن وتمزيق النسيج الاجتماعي ونهب ثرواته. أبناء المحافظات الجنوبية لا تقبل بهذا التوجه وهناك إدراك عميق ووعي يتزايد لدى أبناء هذه المحافظات بخطورة هذا التوجه".

وأشار العليي إلى أن "هناك احتلال آخر من دويلة تسمي نفسها الامارات العربية المتحدة والسعودية  قد أوجد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وفقدان الكثير من الناس لأعمالهم نتيجة لهيمنة الامارات على الموانئ وعلى الشواطئ والتي أوقفت العديد من الأنشطة الاقتصادية، منها جبل علي وميناء دبي، لكن الأكثر ألماً ان ذلك يرافقه ارتفاعاً للأسعار وانهياراً اقتصادياً حقيقياً، وحجز شرفاء الوطن الرافضين لهذا الاحتلال، حيث تتعرض لهم بعمليات التعذيب، وغيره من الأعمال غير الإنسانية ولم تقدّم السعودية او الامارات أي خدمة لهذه المحافظات".

وعن الوضع السياسي والاجتماعي الذي تشهده المحافظات الجنوبية من الاحتلال البريطاني إلى الاحتلال الاماراتي السعودي يقول العليي ان "بريطانيا تترك بصمات التفرقة، لم يتمكن أبناء أي منطقة احتلت من قبل بريطانيا من ممارسة حقهم في الأعمال السياسية أو عملية انطلاق القرار السياسي، بريطانيا تركت هوة ما بين المكونات السياسية والكفاحية وكانت تستهدفها في الدرجة الأولى وذرعت حقداً وذرعت اختلافاً سياسياً أثر على الحياة السياسية في المحافظات الجنوبية ومعروف ان المحافظات الجنوبية شهدت لعشرات السنوات صراعاً دامياً وتمزيقاً واضحاً بين المكونات التي حكمت الجنوب إلى حد الآن".

أما بالنسبة للمرحلة السياسية القادمة وتطلعات أبناء المحافظات الجنوبية يؤكد منسق الجبهة الوطنية لمقاومة الغزو والاحتلال ان "هناك قيادات كبيرة من أبناء المحافظات الجنوبية تعمل اليوم تحت قيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إيماناً منها بأن قيام ثورة 21 سبتمبر عام 2014 تمثل الخلاص الوطني للشعب اليمني، والابتعاد عن وصاية السعودية والأجنبية وانطلاقاً للقرار السياسي، والجميع مدعو ليكون في هذا البرنامج"

وعن تصريحات المجلس الانتقالي الجنوبي وما يسمى بالـ "الشرعية" عن التطبيع مع كيان الاحتلال يجزم العليي ان "القبائل الجنوبية تقف بمواجهة المشروع الصهيوني، وتواجه القوات الإماراتية، فيما تريد ان تفرضه على أبناء الجنوب من عملية الاستسلام والانبطاح واللحاق بإطار المطبعين، أبناء هذه المحافظات هم يمنيون أصيلون لا يمكن أن يقبلوا بالارتهان ولا لتنفيذ رغبات أمريكا وبريطانيا و"إسرائيل". الحرية والانتصار للقضايا الوطنية، عميقة جداً في نفوس أبناء المحافظات وبالتالي لا يمكن ان تقبل هذه القبائل بتقسيم الوطن أو تمزيق نسيجه الاجتماعي أو نهب ثرواته بدون شك، الجميع اليوم وبعد سنوات طويلة من الاحتلال يؤكدون على ضرورة بقاء اليمن موحداً وأيضاً يؤكدون على الالتزام بخط الثورة، وباعتبار القيادة الحكيمة لقائدها السيد الحوثي هي المرجع الوحيد التي من الممكن الالتفاف حولها للانطلاق إلى بناء يمن جديد موحد يخدم أهداف وطنية".  

كما أشار إلى ان مأرب ما يؤخر حسم المعركة في مأرب والدخول إليها هو ان "المرتزقة تحاول ان تجعل من المدنيين في المدينة دروعاً بشرية، وهذا هو المانع الأول من الدخول على المدينة، بناء لتوجيه السيد القائد لأنه حريص على سلامة هؤلاء المواطنين الذين يمثلون كافة أنحاء الوطن لكن بكل تأكيد قبائل مأرب التحقت بقطار الثورة، واليوم تتحدث كل قبائل مأرب عن ضرورة الخلاص من هيمنة النظام السعودي وطرد المجاميع الإرهابية التي أوتي بها من كافة مناطق العالم". مشيراً إلى انه "لا توجد قبائل في مدينة مأرب، مَن يوجد في مدينة مأرب شأنها شأن كل المدن اليمنية خليط من كل أبناء اليمن، ومن كل المحافظات، هذا هو التسامح الذي يعيشه كل أبناء اليمن، لا نكاد نلحظ في أي مدينة احتكار المواطنة داخل أي مدينة لأبناء هذه المدينة... مأرب ستلتحق بالمناطق المحررة في الوطن، وأهل مأرب هم جزء من القبائل اليمنية ويلتزمون بالمشروع الوطني الذي يتقدمه اليوم كافة أحرار الوطن ومنهم من أبناء قبائل مأرب نفسها".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور