الأربعاء 28 تموز , 2021 03:59

السبب الحقيقي لتغيير مهمة القوات الأميركية في العراق هو تقليص بنك الأهداف المتاحة للمقاومة

جنود اميركيين في العراق

 قالت مجموعة صوفان إن اللقاءات التي جرت بين المسؤولين الاميركيين والعراقيين مؤخراً ركزت على موضوع نفوذ إيران في العراق في إطار الاجندة الأمنية المشتركة، وذلك بعد ما كان تنظيم داعش الإرهابي الموضوع الأبرز بين الجانبين على هذا الصعيد خلال الأعوام الماضية. 

وأضافت المجموعة بانه لم يتم ردع "الميليشيات التي تدعمها إيران" في العراق رغم الضربات التي شنتها الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، وبان "الميليشيات" تواصل استهداف القوات والقواعد الأميركية في اطار المساعي الهادفة إلى طرد الجنود الاميركيين من العراق. 

كما اشارت المجموعة إلى اللقاء الأخير بين بايدن والكاظمي وإلى ان التبرير الذي قدم لإبقاء القوات الأميركية في العراق هو مساعدة القوات العراقية على منع عودة داعش، غير ان المجموعة اعتبرت ان السبب الحقيقي لتغيير مهمة القوات الأميركية في العراق هو تقليص بنك الأهداف المتاحة "للميليشيات العراقية التي تدعمها إيران". ولكنها نبهت في المقابل إلى ان قادة إيران وحلفائهم في العراق يطالبون بانسحاب أميركي كامل. 

كذلك اشارت المجموعة إلى ان التصريحات الأميركية التي ترافقت مع الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد اكدت على مدى متانة العلاقات الثنائية، وقالت ان ذلك انما يفيد بان إدارة بايدن ترى ان تقوية الدولة العراقية يلعب دور أساس في تقليص نفوذ إيران سواء في العراق او المنطقة عموماً.

وفي سياق متصل، نشر موقع “Responsible Statecraft” مقالة للكاتبة “Annelle Sheline” اشارت فيها إلى اعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ونظيره الأميركي جو بايدن إنهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية في العراق مع حلول نهاية العام الجاري. 

وقالت شيلين ان ذلك لا يعني انسحاب القوات الأميركية حيث يتوقع ان يبقى عدد كبير من الجنود الموجودين حالياً في العراق، والبالغ عددهم ٢،٥٠٠ جندي، وذلك في إطار دور "تدريبي واستشاري". 

وأضافت ان واشنطن تتحمل مسؤولية كبيرة لما يشهده العراق من عدم استقرار وخلل، وان الجيش الأميركي فشل في تنفيذ مهامه في هذا البلد، مضيفة بان إبقاء القوات الأميركية لا يصب في مصلحة اميركا او العراق. 

كما تابعت الكاتبة بان إطلاق تسمية جديدة على الهدف المعلن لوجود القوات الأميركية في العراق لن يؤثر كثيراً لجهة استهداف هذه القوات، حيث قالت ان "الميليشيات العراقية" المصممة على طرد القوات الأميركية تكثف نشاطها "سواء مع او من دون التعليمات من طهران" وفق تعبيرها. 

ولفتت الكاتبة إلى برامج “127e” التي يديرها البنتاغون، والتي أنشأت عقب هجمات الحادي عشر من أيلول، مشيرة إلى ان هذه البرامج تنص على تقديم الدعم للقوات الأجنبية والقوات غير النظامية والمجموعات والافراد الذين يدعمون او يسهلون العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات العمليات الخاصة الأميركية في محاربة الإرهاب. 

وتحدثت الكاتبة عن تكثيف ميزانية وحجم هذه البرامج التي وصفتها بانها في غاية السرية حيث لا تحظى برقابة تذكر سواء على مستوى الشارع الأميركي او الكونغرس او البنتاغون. كما نبهت إلى ان ميزانية هذه البرامج ازدادت بنسبة أربعة اضعاف منذ عام ٢٠٠٥ (من ٢٥ مليون دولار سنوياً إلى ١٠٠ مليون دولار سنوياً). 

وقالت ان العمليات التي يخوضها الجيش الأميركي تحت غطاء برامج “127e” تحمل معها خطرا حقيقيا بدخول القوات الأميركية في مواجهات، مستشهدة في هذا الإطار بقتل أربعة جنود اميركيين في النيجر في شهر تشرين الأول أكتوبر عام ٢٠١٧. 

وأضافت الكاتبة بان ذلك يعني ان المهمة "الاستشارية" للقوات الأميركية في العراق تبقي خطر تعرض هذه القوات للهجمات. 


الكاتب: مجموعة صوفان / Annelle Sheline




روزنامة المحور