الجمعة 12 أيلول , 2025 10:48

مقتل تشارلي كيرك: فضيحة مزدوجة تُظهِر انحيازَ الغرب وصمتَه أمام مجازر غزة

تشارلي كيرك وترامب

رصاصة في الرقبة أنهت حياة الناشط الأميركي اليميني تشارلي كيرك أثناء إلقائه خطاباً بجامعة يوتا، لتحول الحدث فورا إلى حالة حداد وطني في واشنطن: إعلان تنكيس الأعلام، بيان تعزية رئاسي، ووصف الحادث بالاغتيال السياسي.

كيرك، المعروف بخطابه الحاد الداعم للعدو الإسرائيلي وعدائه للعرب والمسلمين والفلسطينيين، تحوّل بعد مقتله إلى ما يشبه "قضية القضايا"، فيما عبر الحادث المحيطات ليعبّر القادة الاوربيون عن انزعاجهم وعزائهم لأحد أبرز الوجوه المدافعة عن إجرام العدو الصهيوني ودعم الإدارة الامريكية له.

ثقل الانزعاج الرسمي والغضب الإعلامي جاء في وقت يتقاطع مع سياسة أميركية وأوروبية مستمرة في تمويل ودعم الحرب الاسرائيلية التي تزهق أرواح المدنيين في غزة، ومع تبرير لاغتيالات سياسية عابرة للحدود كانت آخر ضحاياها الدوحة.

عمق ازدواجية الغرب يعود للواجهة من جديد، مع أمر ترامب بتنكيس جميع الأعلام الحكومية الأميركية حتى يوم الأحد، واصفاً كيرك بالأسطوري العظيم وشهيد الحقيقة والحرية، وفق قوله. بينما وقف النواب الأمريكيون دقيقة صمت حداداً على كيرك، ليتحول الحداد لصراخ وتبادل اتهامات بين الطرفين، في فصل جديد من فصول الانقسام الامريكي العميق.

اما رئيس موظفي البيت الأبيض فوصف كيرك بأنه أحد "أعظم أبطال أمريكا". فيما ألغى نائب الرئيس الأميركي خططه المقررة مسبقا ليحضر مراسم العزاء.

وفي أوروبا الصامتة على المجازر التي تقودها تل أبيب، فقد أثار مقتل المناصر للصهيونية موجة من الغصب والإدانة، عبّرت عنها رئيسة البرلمان الأوروبي، ورئيس الوزراء المجري، ورئيسة الوزراء الإيطالية، وأصوات سياسية في المانيا وفرنسا وغيرهما.

هذا التماهي، بحسب مراقبين، يكشف عن اصطفاف كامل خلف الرواية الأميركية – الإسرائيلية، وتحويل الحدث إلى قضية تُستخدم لإخماد أي اعتراض على جرائم غزة.

بدوره، أعطى إعلام العدو مساحة خاصة لمقتل الداعم الشرس للسياسات الاسرائيلية. ووصف نتنياهو كيرك بأنه "صديق بقلب أسدي لإسرائيل"، كما عبّر وزير الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير ووزير الخارجية جدعون ساعر عن حزنهما.

صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن كيرك سعى لتجنيد جيل الشباب لتبني مواقف مؤيدة لكيان العدو.

لقد استغل العدو الصهيوني الحادث للتهويل مما وصفه بالخطر على حلفائه، بينما استثمرت الإدارة الامريكية الخطاب لاتهام اليسار الراديكالي.

وفي هذا السياق، قالت نيويورك تايمز الامريكية إن اغتيال كيرك يزيد المخاوف من العنف السياسى فى الولايات المتحدة، مشيرة إلى ما يتداول عن ان البلاد على شفا حرب أهلية. فيما اعتبرت الغارديان البريطانية أن وفاة كيرك تُظهر أن العنف السياسي أصبح الآن سمة من سمات الحياة في الولايات المتحدة، حيث يأتي مقتله في الوقت الذي تظهر فيه سلسلة من الأحداث ارتفاع مستوى العنف المرتبط بالمعارضة السياسية. اما رويترز فوصفت الولايات المتحدة بأنها على حافة الهاوية، لافتة إلى تحذير خبراء من "دوامة شرسة" من العنف السياسي.

وبعيداً عن الانشقاق الأمريكي الحاد، خلص محللون إلى أن الانتقائية بين تحويل مقتل شخصية مؤيدة للعدو لقضية بارزة وعابرة للقارات عطّلت العمل في الولايات المتحدة، والصمت والتبرير لما يتعرض له الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، تفضح نفاق الغرب.


الكاتب: سارة عبيد




روزنامة المحور