الإثنين 04 آب , 2025 03:08

بطاقة هدف: قاعدة تل نوف الجوية

قاعدة تل نوف الجوية في مرمى الصواريخ الإيرانية

قاعدة "تل نوف" الجوية هي واحدة من أهم القواعد العسكرية الجوية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتقع جنوب شرق مدينة الرملة، على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب تل أبيب. أُنشئت في العام 1939 على يد البريطانيين، وكانت تُعرف سابقاً باسم "عكِر"، وتطورت لاحقاً لتصبح إحدى أبرز القواعد الجوية التي تعتمد عليها تل أبيب في تنفيذ عملياتها الجوية والاستراتيجية.

الأهمية

تعتبر قاعدة تل نوف الجوية العمود الفقري للقوة الجوية الإسرائيلية، وتلعب دوراً محورياً في مشاريع التسليح والتطوير الجوي، سواء من حيث القدرات القتالية أو التكنولوجية. أهميتها نابعة من احتضانها أسراراً دفاعية واستراتيجية، ما يجعلها هدفاً بالغ الحساسية لأي هجوم خارجي.

الوظيفة

تؤدي القاعدة أدواراً متعددة أبرزها:

مقر تدريب رئيسي لسلاح الجو الإسرائيلي.

مركز قيادة وتحكم لعدد من أسراب الطائرات القتالية.

قاعدة انطلاق رئيسية للطائرات في حال اندلاع الحروب.

مركز تطوير واختبار لأنظمة الطيران والطائرات بدون طيار.

الأجهزة والمعدات

تضم القاعدة تجهيزات متقدمة تشمل:

أسراب من طائرات "اف 16" متعددة المهام.

وحدات استخباراتية وجوية وتقنيات عالية المستوى.

منشآت مخصصة لصيانة وتخزين الصواريخ والطائرات.

مراكز اتصالات وتشويش إلكتروني متقدمة.

الحجم

تُعد تل نوف واحدة من أكبر القواعد الجوية في الكيان، بمساحة شاسعة، وتضم آلاف العناصر العسكرية والضباط والفنيين. وتحتوي على مدارج إقلاع وهبوط متطورة قادرة على استقبال طائرات كبيرة وثقيلة.

الاستهداف وتاريخه وتأثيره

في شهرحزيران/يونيو 2025، استهدفت إيران القاعدة ضمن الرد على العدوان الإسرائيلي على منشآت إيرانية. الهجوم الصاروخي الإيراني على تل نوف تمّ بدقة عالية، واستُخدمت فيه صواريخ باليستية دقيقة قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي، ما أدى إلى إصابات مباشرة في منشآت استراتيجية داخل القاعدة.

التأثير والدمار

وفقاً للتقارير، فقد تسبّب الاستهداف الإيراني بأضرار جسيمة في البنية التحتية للقاعدة، بما فيها المرافق الحيوية، ومستودعات ذخيرة، وغرف تحكم، ونُقل عن شهود عيان سماع دوي انفجارات ضخمة متتالية داخل القاعدة. كما أشارت تسريبات إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود.

صور الأقمار الصناعية للقاعدة بعد الاستهداف وتظهر غيوم بيضاء نشرها الاحتلال للتستر عن حجم الخسائر في القاعدة

القيمة العسكرية والاستراتيجية

تكمن القيمة الاستراتيجية للقاعدة في كونها مركزاً لانطلاق المهام الجوية بعيدة المدى، ومركزاً للاختبارات الجوية، بالإضافة إلى كونها تحوي مراكز سرّية ترتبط بالمشروع النووي الإسرائيلي والقدرات الجوية غير التقليدية. استهداف هذه القاعدة يُعتبر ضربة معنوية وعسكرية كبيرة للكيان.

كلفة الخسائر

لم تُعلن تل أبيب بشكل رسمي عن حجم الخسائر، غير أن التسريبات الإعلامية أشارت إلى أن الخسائر فادحة وتضمنت تدمير بنى تحتية ومعدات عسكرية متطورة، مما يستلزم عمليات ترميم معقدة ومكلفة.

الترميم والوقت المتوقع

بحسب بعض التقديرات أن إصلاح الأضرار في القاعدة سيستغرق أسابيع وربما شهوراً، خاصة مع الحاجة إلى استيراد بعض القطع واستعادة كفاءة الأجهزة المتضررة. كما أن هناك تحديات في الحفاظ على سرّية عمل القاعدة خلال أعمال الترميم.

تصريحات المسؤولين

التزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت المطبق بشأن تفاصيل الضربة، غير أن تسريبات صحافية أشارت إلى حالة من الإرباك في صفوف القيادة العسكرية، خصوصاً بعد فشل منظومات الدفاع الجوي في التصدي للصواريخ الإيرانية. وسائل إعلام عبرية تحدثت عن أن الضربة تمثّل تطوراً مقلقاً في قدرة إيران على ضرب أهداف بالغة الحماية داخل العمق الإسرائيلي.

هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، ضمن رؤية استراتيجية وخطة دفاعية موضوعة مسبقاً، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور