كشف المراسل العسكري الإسرائيلي دورون كدوش منذ أيام (09/07/2025)، عبر تغريدة له على منصة إكس، عما وصفها بـ "ثورة في تعليم اللغة العربية والإسلام في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)"، في إطار استخلاص العبر من عملية طوفان الأقصى.
وبحسب كدوش فإن أفراد وحدة 8200 التابعة لشعبة أمان، سيتلقون دروساً في الإسلام وتدريبات خاصة على اللهجة اليمنية (عبّر عنها بالحوثية) والعراقية، وانه سيعاد فتح القسم الذي أُغلق قبل 6 سنوات. مضيفاً بأن "شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، التي فشلت فشلاً ذريعاً في 7 أكتوبر، تواصل استخلاص العبر من هذا الإخفاق. ومن بين الخطوات المركزية التي قررها رئيس الشعبة الجنرال شلومي بيندر: ثورة في تعليم العربية والإسلام. بشكل عام، سيتوجب على ضباط وجنود شعبة الاستخبارات، حتى في المجالات التكنولوجية والاستخباراتية التي لا تبدو مرتبطة بالعربية، أن يتعلموا مواد متعلقة بالإسلام، وسيُلزم الباحثون باكتساب معرفة باللغة العربية ضمن المتطلبات الأساسية للدورات التدريبية بمختلف درجاتها".
تفاصيل الخطة الكاملة بحسب مقال كدوش
1)إنشاء قسم خاص لتعليم الإسلام والعربية ضمن منظومة التدريب، يكون مسؤولاً عن تعليم العربية ليس فقط للعاملين في جمع المعلومات (مستمعين، مترجمين)، بل أيضاً للباحثين – الذين يدرسون الاستخبارات المترجمة والذين لم يُطلب منهم حتى اليوم معرفة العربية. الهدف: خلال عدة سنوات، يصبح كل ضابط استخبارات على مستوى كتيبة ولواء ناطقاً بالعربية بمستوى عالٍ، ويفهم الإسلام بشكل أعمق بكثير.
2)ستشمل عملية التأهيل في شعبة الاستخبارات طوال مراحلها مضامين إلزامية في العربية والإسلام، وهو أمر لم يكن موجوداً حتى الآن: بدءاً من مرحلة ما قبل الخدمة (دورات تحضيرية)، مروراً بدورات التأهيل الأساسية، ووصولاً إلى الدورات المتقدمة للضباط والجنود النظاميين. الهدف: خلال السنة القادمة – 100% من أفراد شعبة الاستخبارات سيخضعون لتدريبات في مجال الإسلام، حتى أولئك الذين لا علاقة لهم بالموضوع نظرياً – مثل جنود السايبر في وحدة 8200. و50% من أفراد الشعبة سيخضعون لتدريبات في اللغة العربية – وهي نسبة أعلى بكثير مما كان معمولاً به حتى اليوم.
3)إعادة فتح قسم تعليم الاستشراق الذي أُغلق قبل 6 سنوات بسبب تقليصات في الميزانية، وكانت مهمته تطوير تعليم العربية والشرق الأوسط منذ المرحلة الإعدادية والثانوية عبر مشاريع تعليمية مثل "التأهيل العسكري للمستشرقين". إغلاق القسم آنذاك كان ضربة قاسية لتعليم العربية في المدارس الثانوية بالكيان (التي كانت أصلاً في وضع صعب)، وانفصلت شعبة الاستخبارات فعلياً عن هذا المجال. بقرار من رئيس الشعبة، سيُعاد فتح هذا القسم خلال الأشهر القريبة تحت إشراف وحدة 8200، وسيجدد نشاطه.
4)تدريبات على اللهجة اليمنية (الحوثية) والعراقية: "خلال العامين الماضيين، أفاد رجال الاستخبارات في شعبة الاستخبارات أن التحدي الأكبر في التنصت على الاتصالات العلنية للحوثيين هو مادة القات التي تملأ أفواههم، ويُذكر أن رئيس الأركان الحوثي كاد يُغتال الشهر الماضي خلال جلسة لمضغ القات. لذلك تفتتح الشعبة دورات متخصصة للتعمق في اللهجة الحوثية والعراقية، بهدف تعزيز معرفة المتخصصين بهذه اللهجات. تم تجنيد معلمين وباحثين مختصين، بعضهم من أبناء الطوائف ذات الصلة، لتدريس اللهجات بأكثر الطرق أصالة".
وعلق ضابط كبير في شعبة الاستخبارات لراديو الجيش الإسرائيلي: "حتى اليوم لم نكن جيدين بما فيه الكفاية في مجال الثقافة، اللغة، والإسلام. نحن بحاجة إلى تحسين أنفسنا في هذه المجالات. لن نتمكن من تحويل جنود وضباط شعبة الاستخبارات إلى أولاد عرب نشأوا في القرى، لكن عبر تعلم اللغة والثقافة – سنتمكن من زرع الشك والتفكير العميق لديهم."
فماذا ستستفيد شعبة أمان من هذا القرار؟
_ضمان امتلاك أفراد الوحدة 8200 لأسس في التعاليم الإسلامية ومهارات لغوية عربية متقدمة - بما في ذلك لهجات مثل العراقية، واليمنية، وغيرها من اللهجات - يعزز بشكل كبير قدرتها على الانخراط في "الاستخبارات الثقافية"، بما يتجاوز الترجمة ليشمل الفروق الدقيقة، والقصد الحقيقي للعبارات والمصطلحات.
_ تعزيز تكامل الذكاء الاصطناعي بين الإنسان والآلة: يستطيع المحللون البشريون ذوو المعرفة الثقافية ضبط الأدوات الخوارزمية بدقة أكبر، وتحديد الإيجابيات الخاطئة، وإنشاء منتجات استخباراتية دقيقة وقابلة للتنفيذ.
_ مضاعفة قدرات الحرب النفسية: فعمليات التأثير والحرب النفسية الإسرائيلية التي تقودها وحدة 8200، ستصبح أشد خطورة إذا ما استخدمت هذه المعارف لتنظيم حملات مضادة، سواء عبر روبوتات التواصل الاجتماعي، أو شخصيات إلكترونية سرية، أو عمليات تأثير تستهدف تيارات أيديولوجية محددة. وهو ما يتطلب إتقانًا ليس فقط للغة العربية الفصحى، بل لمختلف اللهجات والاختلافات الأيديولوجية الدقيقة بين الأطر السنية والشيعية، والفكر السلفي مقابل الفكر الإخواني. فبدون هذه السلاسة الثقافية واللغوية، تُخاطر عمليات التأثير بنتائج عكسية أو بالفشل، بل وقد يفضح العملاء الإسرائيليين ويُقوّض أعمالهم.
_ تساعد في عمليات التجنيد الرقمي: قد يتم التواصل الأولي عبر قنوات إلكترونية آمنة، وبالتالي فإن القدرة على التحدث بلهجة محلية، واستخدام عبارات ذات صلة ثقافية، أو المشاركة في حوارات دينية، يمكن أن يكون عامل مهم في بناء الثقة.
_ تعزيز القدرة على اعتراض وفهم وفك شيفرة الاتصالات بين الأفراد والجهات.
الكاتب: غرفة التحرير