خلال زيارة ترامب الأخيرة إلى السعودية، تم عقد صفقة شراء أسلحة بمبلغ يقارب 142 مليار دولار من 12 وكيلاً أمريكياً للمعدات العسكرية. ووُصفت الصفقة من قِبل البيت الأبيض على أنها "أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ"، حيث قسّم البيت الأبيض في بيان له هذه المبيعات إلى خمس فئات: "تطوير سلاح الجو والقدرات الفضائية، الدفاع الجوي والصاروخي، الأمن البحري والساحلي، أمن الحدود وتحديث القوات البرية، وتحديث أنظمة المعلومات والاتصالات". وفي مقال نشره موقع "ذا ناشيونال إنترست" وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، يطرح الكاتب سعي السعودية لشراء طائرة "F-35" الأمريكية المتطورة، وما إذا كان هذا السعي قد يكون مرتبطاً بشروط، أبرزها تطبيع العلاقات مع الكيان "الإسرائيلي". كما يناقش المقال العقبات التي تحول دون إتمام الصفقة، وأهمها الاعتراضات "الإسرائيلية" على امتلاك السعودية لهذا النوع من الطائرات، بسبب حرص العدو على الحفاظ على تفوقه العسكري النوعي في المنطقة، بالإضافة إلى التنازلات التي ستقدمها السعودية مقابل هذه الصفقة. ما سيجعل السعودية مخيرة بين أمرين إما تجاهل القضية الفلسطينية والتنازل عن أي مطالبات بخصوصها مقابل الحصول على طائرة "F-35"، وإما عدم التنازل وبالتالي عدم الحصول عليها. وقد طرح الكاتب سؤالاً مهماً في هذا المقال وهو: "هل يؤدي شراء السعودية لطائرة F-35 إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل"؟
النص المترجم:
يوم الثلاثاء، وفي إطار جولته في "الشرق الأوسط"، وقّع الرئيس دونالد ترامب صفقة معدات عسكرية مع السعودية، تشمل الصفقة قيام الولايات المتحدة بتوفير "تدريب واسع النطاق ودعم لبناء قدرات القوات المسلحة السعودية، بما في ذلك تعزيز الأكاديميات العسكرية السعودية والخدمات الطبية العسكرية".
هل يؤدي شراء السعودية لطائرة F-35 إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل؟
لم يُشر البيت الأبيض إلى أن طائرة F-35 lightning 2 من إنتاج لوكهيد مارتن كانت من بين المعدات العسكرية التي تسعى الرياض للحصول عليها ضمن الصفقة المعلنة. ومع ذلك، لطالما رغبت السعودية في تشغيل هذه المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس، والتي من شأنها أن تمنحها قدرات متقدمة تفوق بكثير قدرات خصمها الإقليمي، إيران. وقد راجت شائعات تفيد بأن الجمهورية الإسلامية تدرس الحصول على طائرة سوخوي Su-57 الروسية الصنع، وهو ما قد يُحدث تحولاً كبيراً في موازين القوى في "الشرق الأوسط". وكانت إحدى طائرات Su-57E المخصصة للتصدير قد حطّت في إيران أثناء عودتها من معرض جوي في الهند في شهر فبراير، ما أثار تكهنات بأنها عُرضت على طهران ضمن صفقة محتملة. إلا أن الرواية الرسمية كانت أن الطائرة تعرضت لعطل ميكانيكي. ويتمثل العائق الأكبر أمام حصول السعودية على طائرة F-35 ليس إيران؛ بل "إسرائيل". ففي الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، سعت واشنطن إلى بيع طائرة F-35 lightning 2 لدولة الإمارات بعد أن قامت الأخيرة بتطبيع علاقاتها مع "إسرائيل". وقد عارضت الأخيرة في البداية حصول دولة عربية على هذه المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس، لكنها سحبت اعتراضها لاحقاً. حيث تعتمد العقيدة الأمنية "الإسرائيلية" منذ زمن طويل على الحفاظ على تفوق نوعي على جيرانها ومنافسيها المحتملين. وكدولة محاطة بأعداء محتملين، ترى "إسرائيل" أن الأصدقاء الحاليين قد يتحولون إلى خصوم في المستقبل، كما حدث مع إيران -بعد سقوط نظام الشاه-. يمكن أن تُستخدم طائرة F-35 كـ"جزرة" لدفع السعودية نحو تطبيع العلاقات مع "إسرائيل". ومع ذلك، فقد أوضح ولي العهد محمد بن سلمان، صاحب القرار الأول في المملكة، أن أي اتفاق لن يتم قبل تسوية الحرب في غزة. في المقابل، لا يزال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض قيام دولة فلسطينية، ما يضع القيادة السعودية أمام مفترق طرق: فإما أن تعطي الأولوية للقضية الفلسطينية، أو ترى أن الحصول على الـF-35 يستحق تجاوز بعض الخطوط.
المصدر: The National Interest
الكاتب: Peter Suciu