السبت 10 أيار , 2025 12:42

ويتكوف: ترامب يفضّل الدبلوماسية والحوار على التدخل العسكري

عراكجي وبوتين وويتكوف

أكّد ستيف ويتكوف، المستشار الكبير للرئيس دونالد ترامب والمفاوض الرئيس له في الملف النووي الإيراني، في تصريح حصري لموقع "Breitbart News"، أنّ ترامب "يفضّل الدبلوماسية على التدخل العسكري متى كان ذلك ممكناً لحلّ النزاعات".

وأضاف المبعوث الأميركي: "الرئيس يؤمن بالسلام من خلال القوة، ما يعني أنّ اللجوء إلى الحرب ليس دائماً في مصلحة البلاد، وليس دائماً الوسيلة الأفضل لإبرام الهدنات أو تحقيق السلام".

وشدّد على أنّ ترامب، بصفته "زعيماً لأقوى دولة في العالم"، كان "بمقدوره استخدام القوة العسكرية في كل مكان، لكنه يرى أنّ الحوار والدبلوماسية هما الخيار الأفضل في معظم الظروف".

وأعرب ويتكوف عن دعمه الكامل لنهج ترامب في الملف الإيراني، قائلاً: "أؤمن بسياسة الرئيس في محاولة تسوية الصراع الإيراني عبر الحوار، لأنّها أكثر ديمومة من أي بديل آخر".

وأشار إلى أنّ "إقناع إيران طوعاً بالتخلي عن برنامجها النووي سيضمن بشكل دائم عدم امتلاكها سلاحاً نووياً"، مضيفاً: "هذه هي الوصفة الأفضل، ونأمل أن يسلك الإيرانيون هذا الطريق".

في الخلاصة، يسعى ويتكوف إلى الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران عبر الحوار، ويعتبر أن خفض مستوى تخصيب اليورانيوم طوعاً هو الضمانة الأهم ضد إنتاج السلاح النووي الإيراني.

"المحافظون الجدد" يفضلون الحرب

وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أن بعض المنتقدين يهاجمون جهوده لأنهم يفضلون الحرب على السلام، قال ويتكوف إن هناك فعلاً "تياراً من المحافظين الجدد يعتقد أن الحرب هي السبيل الوحيد لحل النزاعات".

وأضاف: "هم يؤمنون بتدخل عسكري، وبالتالي في عقولهم، أي مشكلة لا بد أن يكون حلها ذا طابع عسكري. لا يعيرون أي اهتمام للعواقب. تسمع هذا دائماً، يقولون: علينا استخدام القوة مع هؤلاء. ويقولون إن الإيرانيين سيخدعونك في الحوار. ربما يحاولون. لكنني لا أعتقد أنهم سينجحون في خداعي. وإذا ظنوا أن بإمكانهم كسب الوقت على طاولة التفاوض، فلن يروا الكثير مني - والبديل، كما يقول الرئيس، سيكون سيئاً بالنسبة لهم".

وأضاف ويتكوف أن "تيار المحافظين الجدد يعتقد أن الحرب هي الحل الوحيد. أما الرئيس، فيؤمن بأن شخصيته ونهجه يمكن أن يدفع الآخرين إلى اتخاذ قرارات أفضل تخدم مصالح الحكومة الأميركية. وأنا أؤمن بذلك أيضاً".

لقاء بوتين

ورد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط على الانتقادات الموجهة له بسبب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمفرده في غياب مساعدين له، قائلاً إن البديل هو ما فعله الرئيس الأميركي السابق جو بايدن "خلال إدارته الفاشلة، حين لم يكن هناك أي تواصل على الإطلاق".

وتابع: "أما في عهد ترامب، فقد وجّهني الرئيس إلى الانخراط والعمل على التوصل إلى حل أفضل (...) أعتقد أن كثيرين اعتادوا على طريقة عمل بيروقراطية تقليدية، خاملة، لم تكن فعّالة تاريخياً، ولا تبدو فعّالة الآن"

وأوضح أن لقاءاته مع بوتين لم تكن مفتوحة لمراقبين من الخارج، متسائلاً: "هل كان يجب أن أقول له لا أريد فتح حوار معك، ولا أريد إقامة علاقة معك؟ بايدن لم يتحدث إليه طوال ثلاث سنوات ونصف. أما أنا، وبتوجيه مباشر من الرئيس، سنحت لي الفرصة للتواصل مع الرئيس بوتين، هو الطرف المركزي في هذا النزاع. وإذا لم نتحدث معه، فكيف نأمل أن نصل إلى تسوية؟ الأمر مستحيل".

وأضاف أن فكرة أنه لا ينبغي لنا أن نحادثه "سخيفة"، أو أنه لا بد أن أشترط في تلك المحادثات أن يصحبني مترجم أو وفد رسمي. وأوضح: "لم أكن بحاجة لأي أحد معي. بل إن الأمور سارت بشكل أفضل بوجودي وحدي، وبعدها قمت باطلاع القيادة وفريق السياسة الخارجية على كل التفاصيل".

والتقى ويتكوف مع بوتين لمدة 3 ساعات في موسكو، 25 نيسان/ أبريل الماضي، لمناقشة الخطة الأميركية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال ترمب إن الجانبين "قريبان للغاية من التوصل إلى اتفاق"، رغم الاختلافات الواضحة في مواقفهما.

 "لا خلاف مع روبيو"

ومن بين الانتقادات الأخرى التي وُجّهت للمبعوث الأخيرة، ما نشره موقع "بوليتيكو" بشأن وجود خلاف بينه وبين وزير الخارجية ماركو روبيو بخصوص بعض هذه المفاوضات، لكن ويتكوف نفى ذلك بشدة، قائلاً إن "هذا خبر مزيف تماماً. وزير الخارجية وأنا صديقان مقرّبان. ليست علاقة عمل فقط، بل علاقة صداقة حقيقية وعميقة".

وأردف: "نحن نتشاور ونتحدث باستمرار، أحياناً أتحدث إليه من خمس إلى سبع مرات يومياً، عبر الهاتف فقط، دون احتساب مكالمات غرفة العمليات أو الاجتماعات الثنائية أو اللقاءات المشتركة في المكتب البيضاوي. لا يوجد أي خلاف بيننا. نحن متطابقان تقريباً في أسلوبنا السياسي. وعندما قرأت الخبر، قلت لنفسي: عمن يتحدثون؟ لم أتمكن حتى من معرفة من يقصدونه".


المصدر: موقع "Breitbart News"




روزنامة المحور