السبت 15 نيسان , 2023 02:07

إسرائيل تخشى من ثقة نصر الله ومحور المقاومة

السيد نصرالله في الاعلام العبري

لطالما تضمنت التحليلات العبرية لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مسحًا دقيقًا يمكن أن يخبر شيئًا ما عن صحته، هل رفع سبابته تهديدًا أم لا؟ كيف يبدو والطائرات تقوم بغارات وهمية على علوّ منخفض خلال الخطاب، هل كان هادئًا؟ إذ تكشف لهم لغة جسده الهادئه عن أنه أطلق "صاروخًا نفسيًا متطورًا" في فضاء الحرب النفسية، والواقع أنّه ليس لدى العدو قبة حديدية لهذا النوع من الصواريخ. "عندما أسمع نصرالله وهو يؤمن بما يقوله فهذا يشكّل خطرًا". يقول قائد المنطقة الشمالية سابقًا اللواء احتياط يوسي بيليد. فكيف كانت ردود الفعل العبرية على خطاب السيد نصرالله الأخير في يوم القدس للعام 2023؟

مطّلع بالتفصيل على ما يجري عندنا

على قناة كان العبرية، يجلس في غرفة التحليل اللواء يوسي بيليد، والباحث الدكتور شاي هارتسفي، ومعهم كارميلا مناشيه مراسلة الشؤون العسكرية للقناة بالإضافة إلى مقدّم البرنامج، يقول بيليد: " ما يجري هو جزء من مسار كامل، وأنا أرى أن طريقة تصرفهم هي مع هدف والهدف هو نحن، هدف طويل الأمد حيث يبنون هنا دوائر، واذكر من خلال منصبي كقائد المنطقة الشمالية كيف يبنون حزب الله، حيث يبنون كل شيء للمدى الطويل". فيعلّق المذيع: " نصر الله مطلع بالتفصيل على ما يجري عندنا ويستخدم ذلك"، فيردّ هارتسفي وهو رئيس القسم الدولي والشرق الأوسط في جامعة رايخمان: بالتأكيد، نحن نرى كيف أنّ أعداءنا في المحيط ومنهم نصرالله في لبنان يستغلون الوضع الداخلي في إسرائيل من أجل الدفع قدمًا بأجندتهم وعملهم ضدّ إسرائيل". يوسي بيليد يعلّق مرة ثانية: عندما يتحدث شخص كهذا يجب اخذه بجدية. فتجيب مراسلةال شؤون العسكرية: "في السنوات الأخيرة على الأقل، المؤسسة الأمنية والعسكرية تأخذه بجدية كبيرة جداً وفي الكثير من المرات لم يكذب، حيث قال أمورًا وبعد ذلك جرى فحصها وتبين انها صحيحة".

تسخيف الرد الإسرائيلي على الصواريخ من لبنان

أما في استديو القناة 13، فثمة نقاش بين المذيع ومراسل الشؤون العسكرية أور هيلر يقول"إذا أردنا عنوان من خطاب نصر الله فهو محاولته تسخيف الرد الإسرائيلي على صلية حماس الصاروخية التي أطلقت على الشمال وقال ان الرد مضحك، وان هناك معادلة ردع لحزب لله مقابل إسرائيل وان الأخيرة هاجمت بستان موز، وانه بعكس كلام نتنياهو بان إسرائيل هاجمت اهداف لحزب الله فهو نفى ذلك". (عرض مقطع كلام السيد نصر الله عن الاستنفار على كل الجبهات). بعدها علق المذيع: "أمر واحد أكيد وهو انه يتابع كل كلمة في الإعلام الإسرائيلي". فيتبجّح المراسل العسكري بأن السيد نصرالله يتابع قناتهم: " وخاصة قناتنا، مصدر سياسي كبير رد على كلام نصر الله وقال إن الحديث يدور عن "أخبار كاذبة" لنصر الله من البونكر، ولا شك ان نصر الله انشغل كثيراً في خطابه بما يجري في إسرائيل حيث اقتبس التقارير في إسرائيل عن نشر القبة الحديدية وتحدث بالطبع عن قصة الثورة القضائية والتي يرى فيها مس بقدرة إسرائيل وأن التظاهرات تضعف إسرائيل وان هناك انخفاض في قوة إسرائيل ورغبتها في القتال، كما تحدث عن الولايات المتحدة".

نصر الله مستعد ولا يخاف من مواجهة مع إسرائيل

على القناة 13 أيضًا، علّقت العقيد احتياط تاليا لانكري، وهي مسؤولة كبيرة في مجلس الأمن القومي سابقاً: "بخصوص خطاب نصر الله، لست قلقة لكن يمكن ان نرى في هذا الخطاب ثقة بالنفس أكبر مما رأينا في الماضي، وهذا ينبع من 3 تغيرات، أولاً الوضع في إسرائيل، والحساسية والهشاشة والشرخ داخل إسرائيل ووضع الحكومة، ثانياً جاهزيته، فقد مرت 17 سنة منذ حرب لبنان الثانية وقد راكم قوة ووسائل قتالية، وثالثاً هو دعم قوي جداً من إيران، هذه التغيرات الثلاثة تدل على قدرته وجاهزيته لمواجهة، فهو لا يخاف من مواجهة وهذا تقديري".

لا يمكن منع مواجهة متعددة الساحات

وزير أمن الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان، وهو يميني متطرف، تحدّث في مقابلة على القناة 12 معلّقًا على تصريحات السيد نصر الله، أبرز ما تحدّث فيها:

- مواجهة متعددة الساحات هي أمر لا يمكن منعه، وتصريحات نصر الله هي بهذا الاتجاه.

- هذه الحكومة غير قادرة على إدارة الحرب، ليس لدى أعضائه معرفة ولا قدرة ولا خبر،ة ولا يستطيعون إدارة المسألة.

- عملية مجدو قضت على الردع الإسرائيلي، إذ لم يردّ نتنياهو.

- يجب على لجنة الخارجية والأمن الاجتماع لمعرفة عما إذا كان هناك ارجحية عالية أو منخفضة لمواجهة متعددة الساحات. ويجب جمع منتدى الاقتصاد ليوم الطوارئ ومعرفة عما لدينا من مخازن لمثل هذه المواجهة.

إسرائيل تعتمد سياسة أمنية ضعيفة مقابل حسن نصر الله

قناة كان مرة أخرى، تستضيف الناطق باسم جيش الاحتلال سابقًا رونين منيليس يتحدّث بقلق عن الثقة بالنفس و"التبجّح المتطرف جدًا الذي ظهر فيه" السيد نصرالله، ويتحدّث عن فقدان الردع الإسرائيلي الذي كانت قد حذرت منه شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، وارتفاع أرجحية الحرب. ويقول: " إسرائيل تعتمد سياسة أمنية ضعيفة مقابل حسن نصر الله فهي تخاف منه ... نصر الله اليوم مختلف عما عرفناه". ويضيف: " بغض النظر عن المنافسة بخصوص الكذب، موز أو لا، وبنظري، ورغم صعوبة قول هذا فان بالرغم من كونه كبير المخربين فان الحقيقة بخصوص الهجمات تميل الى جانب نصر الله أكثر من الجانب الإسرائيلي. المهم هو ان نصر الله قال انه ليس هناك المزيد من فصل الساحات نحن ننظر الى الأمر كساحة واحدة ونحن نديرها كمحور شيعي قوي. الأمر الأهم ان نصر الله الذي اراه اليوم هو مختلف عن السنوات الأخيرة، حيث يظهر مع الكثير من الثقة بالنفس، وهذا يتساوق مع تقدير أمان ان إسرائيل تفقد الردع في المنطقة والسبب ان هناك ثالث أو أربع سنوات تدير فيها إسرائيل سياسة أمنية ضعيفة مقابل حسن نصر الله فهي تخاف منه وحين يتحداها في  موقع رويسات العلم ومزارع شبعا، ومسيرات منصة الغاز وحادثة مجدو. في كل هذه الأحداث اختارت اسرائيل عدم الرد مقابل نصر الله بشكل مباشر، بل تعمل في سوريا مقابل الإيرانيين. وهو يقرأ أنّ اللاعب الإسرائيلي، يضعف موقفه في المحور السني، ويضعف موقفه في مقابل الأميركيين، ويرى الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي الذي لا يمكنه الخروج بقرار حرب دون اتفاق واسع، وهو يعرف هذا ونتنياهو كذلك، لذلك نصر الله اليوم مختلف عما عرفناه". وحذّر الحكومة ووزير العدل من ان "هناك أمر مقلق أكثر من انشغالكم بالثورة القضائية وهو ما يجري مع نصر الله".

لماذا لا تطبق المعركة بين الحروب؟

في نفس المقابلة السابقة يسأل المذيع: "لماذا إسرائيل لا تطبق المعركة بين الحروب التي تجري في سوريا على لبنان ونصر الله؟". فيجيب منيليس: " لأن إسرائيل هنا مرتدعة من انه إذا هاجمنا أهدافًا لإيرن او حزب الله على الأراضي اللبنانية فان حزب الله سوف يرد مقابل دولة إسرائيل".

"نصر الله أرسل مخرب الى مجيدو ولم يدفع ثمناً على ذلك بشكل مباشر، هناك نقاش استراتيجي يجب الانشغال به والكابينت يجب ان يجتمع ويسأل نفسه اسألة استراتيجية عن لبنان في اعقاب هذه الأسابيع وهذا الخطاب "(للسيد نصر الله).

جولة حرب

كل ظهور للسيد نصرالله بالنسبة للإسرائيليين هو جولة حرب، وكان خطاب يوم القدس لعام 2023، متزامنًا مع التأسيس لاستراتيجية وحدة الساحات سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، قد أخرج يوم القدس من بعده الرمزي، إلى المستوى العملي ثلاثي الأبعاد، الحرب الأمنية والاستخبارية، والعمليات العسكرية، والحرب النفسية، وبالتالي فإن جولة الحرب في هذا الخطاب، هي بمثابة إعلان عن بدء حرب تركيبية بين محور المقاومة والكيان المؤقت.


الكاتب: زينب عقيل




روزنامة المحور