الأربعاء 12 نيسان , 2023 04:20

من متوسليان الى سليماني: شهداء من أجل تحرير القدس

احتراق العلم الإسرائيلي

منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، أعلنت الجمهورية الإسلامية بوضوح، أن تحرير فلسطين والقدس من الاحتلال الإسرائيلي، هو أحد أهدافها الأساسية، وهو ما عمل على تحقيقه الكثير من القادة والمجاهدين، الذين ارتقى العديد منهم شهداء. فأصبح بإمكاننا القول بأن مسار الالتزام بهذه القضية، بدأه الشهيد اللواء أحمد متوسليان، مروراً بالشهيد اللواء حسن طهراني مقدم، ولم ينتهي مع الشهيد الفريق قاسم سليماني.

وسنستعرض هنا العديد من المواقف لشهداء إيرانيين، تبيّن لنا مدى ارتباطهم وتعلقهم بقضية تحرير فلسطين من البحر الى النهر:

_الشهيد محمد حسین اثنا عشري:

لم يكن عمر الشهيد محمد حسين اثنا عشري أكثر من 21 سنة، عندما كان من أوائل المبادرين الى مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم، من خلال المجيء الى جنوب لبنان تحت قيادة الشهيد الشيخ محمد منتظري، للقتال مع مجموعات المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية مع فلسطين.
واستمرت فترة التحاقه بهذه الجبهة حوالي 14 شهر، كان للشهيد فيها مشاركات مهمة، لكنه استشهد أخيراً في عملية نفذت بتاريخ 1 كانون الأول / ديسمبر من العام 1980، بعد إصابته بقذيفة هاونورقد جثمان هذا الشهيد بين الشهداء الفلسطينيين. لكن بعد ذلك بمدة قصف كيان الاحتلال قبور الشهداء وسويت أضرحتهم بالأرض.

وبذلك صار الشهيد إثنا عشري المقاتل الوحيد من خوزستان، الذي استشهد في معركة مباشرة مع جنود الكيان المؤقت في جنوب لبنان، وبات يُطلق عليه لقب "شهيد الحرم".

_اللواء أحمد متوسليان:

كان من أوائل قادة حرس الثورة الإسلامية، الذي جاؤوا مباشرة مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتم اختطافه على يد عملائها في القوات اللبنانية، ولذلك صار رمزاً كبيراً للمقاومة ضد إسرائيل.

قال الحاج أحمد في خطابه الأخير للأفراد الذين جاؤوا برفقته: "سنحرر كل مدينة يحاصرها الإسرائيليون ونسقط إسرائيل... دع أبواق الدعاية لوسائل الإعلام الصهيونية والقادة الإسرائيليين تخبرنا أنك جئتم لكي تنتحروا. سنثبت أن دمائنا ستحرر الأراضي الإسلامية المقدسة من أيدي الإمبريالية الأمريكية وهذا النظام الصهيوني الغاصب والفاسد".

وها هو الكيان المؤقت، بعد حوالي 40 عاماً من هذا الخطاب، يعيش أشد الأزمات في تاريخه، بفضل جهود وتضحيات محور للمقاومة يمتد من فلسطين الى إيران، استطاع أن يجعل حلم تحرير القدس وفلسطين: هدفاً يمكن تحقيقه.

_ الشهید قربان علي جامي:

من شهداء الدفاع المقدس الذي استشهد في الـ 16 من آذار / مارس للعام 1985، خلال عملية بدر. لقد فهم آلام الشعب الفلسطيني جيداً وكتب في وصيته: "لماذا لا نقف اليوم عندما وصل القهر إلى أعلى مستوياته في جميع أنحاء العالمأليس الأمر أن الأطفال والنساء والشيوخ وشباب فلسطين وأفغانستان ودول إسلامية أخرى يموتون تحت أحذية أعداء الإسلام ويتم خيانة كرامة الإسلام ".

_ الشهيد اللواء حسن طهراني مقدم:

كان اللواء الشهيد حسن طهراني مقدم من المؤسسين الأساسيين للصناعة الصاروخية في الجمهورية الإسلامية في إيران، وهو مؤسس منظومة حرس الثورة الإسلامية الصاروخية والمدفعية خلال فترة حرب الدفاع المقدس، وكان مسؤولاً أيضاً عن مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي والأبحاث الصناعية في حرس الثورة الإسلامية (التي تتهمها الأوساط الإسرائيلية والغربية بأنها المسؤولة أيضاً عن رفد جبهات المقاومة المختلفة بالصواريخ التي تتناسب مع ظروفها).

وكان من أهم وأبرز طموحات الشهيد طهراني مقدم، أن يتمكن من ابتكار صواريخ تستطيع استهداف الكيان المؤقت انطلاقاً من إيران، وهو ما تحقق منذ مطلع الألفية الثالثة. وقد أوصى الشهيد بأن تُنقش على قبره عبارة هنا قبر من كان يسعى لإزالة "إسرائيل".

_الشهيد الفريق قاسم سليماني:

لم يعد يخفى على أحد بأن الشهيد الفريق قاسم سليماني كان بمثابة قائد جبهات محور المقاومة المختلفة، بهدف مركزي وأساسي، إزالة الكيان المؤقت من الوجود وتحرير فلسطين.

وفي هذا السياق وقبل شهور قليلة من استشهاده صرّح قائلاً: "أطمئن الجميع أن إيران الإسلامية مهما زاد الضغط واشتد حصارها، فإنها لن تترك فلسطين جوهرة العالم الإسلامي والقبلة الأولى للمسلمين ومكان صعود رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدها. لن نتنازل أبداً عن هذا الواجب الديني المتمثل في "دعم فلسطين" مقابل روعة هذا العالم وأنقاضه. إن الدفاع عن فلسطين مثال حقيقي للدفاع عن الإسلام والقرآن، ومن سمع دعوتك ولم يأت لنجدتك فهو ليس مسلمًا". ولذلك أبّنته المقاومة الفلسطينية تحت عنوان: شهيد القدس.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور