الخميس 06 نيسان , 2023 04:02

الأزمة الداخلية تسرّع زوال الكيان المؤقت

إحراق "علم" الكيان المؤقت

تحدث مسؤولو كيان الاحتلال في العام الماضي عن "عقدة العقد الثامن"، اذ كانت التوقعات أن هناك صعوبة باستمرار هذا الكيان لغاية ذلك الوقت. اليوم، ومع اقتراب ذكرى التأسيس الـ 75 على أرض فلسطين المحتلّة، توسّعت حدود الأزمة الداخلية التي كانت قد تبلورت بشكل واضح منذ فشل الانتخابات على مدار 4 سنوات في إيجاد مستوى سياسي منسجم.

الامام الخامنئي: الاسرائيليون استعجلوا ويريدون الرحيل أسرع 

هنا أكّد السيد علي الخامنئي أنّ "الكيان الصهيوني لم يتعرّض مع بلوغه سنته الخامسة والسبعين لمآزق مهولة كالتي يشهدها اليوم. لقد بدّل أربعة رؤساء وزراء خلال أربعة أعوام"، واصفًا الأحداث الماضية بـ "الزلزال السياسي"، بسبب أن " التحالفات الحزبيّة تتفكك قبل أن تتكتّل، والأحزاب التي تشكّلت مسبقاً أو هي في طور التشكّل تصاب بالتلاشي تدريجياً، أي تضعف إلى درجة مثل التلاشي".

اتخذت الأزمة الداخلية منعطفًا "خطيرًا"، وصلت حدّة الانقسامات السياسية الى أحداث لم يشهدها الكيان سابقًا، مع ظهور شارعين بتوجهين مختلفين متناحرين، الأوّل يعبّر عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يريد تنصيب نفسه "ملك إسرائيل" بالسيطرة على الجهاز القضائي بعد أنّ نفّذ مخططته في السيطرة على الإعلام. والى جانب اليمين المتطرّف الذي له أيضًا مصالحه وطموحاته بالسيطرة على مفاصل الكيان وصنع القرارات والسياسات فيه في مختلف الشؤون.

أمّا التوجه الثاني، فهو يساري، رفض "ديكتاتورية" نتنياهو ومخططات اليمين، بزعم الحفاظ على "الديمقراطية" والمؤسسات وتمرير السياسات بالطريقة الناعمة التي يتبعها عادّة. ما أدى الى نزول عشرات آلاف المستوطنين المعارضين والتظاهر في المدن الرئيسية.

في هذا الإطار، أوضح السيد الخامنئي، في كلمته خلال اجتماعه بكبار مسؤولين الإيرانيين (4/4/2023). أن "هناك ثنائية قطبية حادة في أنحاء الكيان الزائف كافة. إن تظاهرات مئات الآلاف في بعض المدن دلالة على ذلك".

تسرّبت الازمة الى الجيش، مع امتناع فرع الاحتياط من مختلف الوحدات الامتثال للخدمة، ورفض وزير الجيش يوآف غالانت التصويت لصالح مخطط نتنياهو وتمرير التعديلات القضائية التي تسمح بسيطرة المستوى السياسي على القضاء ومحكمة الاحتلال العليا. ووضع كلّ ذلك الكيان على حافة صدام داخلي جديّ يهدّد أمنه. ليبدأ الحديث على لسان المسؤولين والمراقبين والمحللين الإسرائيليين عن "الخراب الثالث".

عاد السيد الخامنئي، في هذا السياق، الى كلامه قبل 7 سنوات، شدّد حينها على أنّه "لن يكون بعد 25 عامًا شيء اسمه الكيان الصهيوني في المنطقة"، لكنّه أشار الى أنّ هذه الأزمة الداخلية تظهر أن الاحتلال ومكوناته "استعجلوا ويريدون المغادرة أسرع". لافتةً الى أنّ " أنّ عدد الذين يغادرون إسرائيل سيبلغ مليونين قريباً"، وسط تحذيرات مسؤولي الكيان المتواصلة والمتتالية "من أنّ الانهيار قريب".

واشنطن لا تمتلك الحلّ

ليست مصالح هذا الكيان وحده مهدّدة بفعل الأزمة، بل إنّ الصدام الداخلي والوضع المعقّد يضرّ بالمصالح الامريكية في المنطقة. حاولت الولايات المتحدةّ منع تدهور الأمور لكن، قال السيد الخامنئي أنّ " أمريكا لم تتمكن من حل أزمة الكيان الصهيوني، وهي كانت قد أعلنت أنها تنوي تشكيل جبهة عربية متحدة ضد إيران، لكن اليوم حدث عكس ما أرادت، فعلاقات المجموعة العربية مع إيران تتزايد".

بل إنّ الأزمة الإسرائيلية أدّت بالتالي الى توتر في العلاقة مع الإدارة الحالية والرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أصّر على أنه "لا يمكننا الاستمرار في هذا الطريق، أتمنى أن يتوصل نتنياهو إلى حل وسط". في المقابل ردّ كلّ من نتنياهو ووزير الأمن ايتمار بن غفير بتصريحات شديدة اللهجة، زاعمان رفض التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية. ورجّح على إثرها سفير كيان الاحتلال السابق لدى الولايات المتحدة، داني أيالون، أن تكون هذه الأزمة في العلاقات "هي الأكبر منذ العام 1991".

تصدير الأزمة ومأزق المقاومة

ينتهج الاحتلال عادةً سياسة تصدير أزماته الى الخارج، أو ما بات يعرف بـ "سياسة الهروب الى الأمام"، فبالتزامن مع مظاهرات المستوطنين في الشوارع، كان الجيش على رأس عملياته العدوانية في الضفة الغربية المحتلّة من اقتحامات واغتيالات. لكنّ التحوّل الكبير في الضفة وتصاعد المقاومة، كما قدرات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة حوّل فلسطين "أوسلو وفظاعة ياسر عرفات إلى فلسطين أسود المقاومة"، حسب ما شدّد السيد الخامنئي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور