الأربعاء 05 نيسان , 2023 03:53

حكومة الرئيس شياع السوداني بعد 5 أشهر: إنجازات وتحديّات

رئيس الحكومة محمد الشياع السوداني

بعد مرور حوالي الـ 5 أشهر، من تسلم الرئيس محمد شياع السوداني لمهامه كرئيس لمجلس الوزراء العراق، بات ممكناً للمراقبين والمتابعين فضلاً عن الشعب العراقي، ملاحظة ما استطاعت الحكومة تحقيقه من إنجازات بالرغم من الضغوط الأمريكية، واستشراف ما ستواجهه من تحدّيات خلال الفترة المقبلة.

الإنجازات

_ المسارعة الى معالجة الملفات التي تمس حياة المواطن، عبر إطلاق سلسلة من المشاريع التنموية والاصلاحية للبنى التحتية، التي عجزت الحكومات السابقة مجتمعة عن انجازها.

_ تبني عملية محاربة الفساد وملاحقة جميع من عليهم شبهات فساد، من خلال تفعيل مذكرات القبض بحقهم، وتشجيع السلطة القضائية على استكمال فتح كل القضايا المتعلق بهذا الملف، من خلال التأكيد على مؤازرتها بلا قيود.

_ إيلاء الجوانب الاقتصادية أهمية بالغة، من خلال عقد الاتفاقيات الاستراتيجية مع دول كبرى كفرنسا وألمانيا والشركات الكبرى التابعة لهما، لاستثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط وتطوير المنظومة الكهربائية، والعمل الحثيث على انتشال البنى التحتية من واقعها، وغيرها الكثير من المشاريع التنموية.

_ تحريك الركود الذي يخيم على عمل المؤسسات العامة، في مجال تقديم الخدمة ومكافحة الفساد وتوفير فرص العمل، عبر تثبيت العقود وتعيين قرابة مليون مواطن عراقي.

_النهوض بالدور الدبلوماسي والخارجي للعراق، من خلال استكمال ومضاعفة جهود الوساطة الدبلوماسية بين دول الجوار، والعمل على ان يكون العراق مفتاح الحل في المنطقة. وفي الوقت نفسه معالجة ما قد يطرأ من مشاكل مع الدول المجاورة من خلال الحوار، واتخاذ القرارات الحاسمة التي تؤمن مصالح الجميع، وفقاً لمعادلة رابح رابح. أما النقطة اللافتة، فكانت تمكن الرئيس السوداني من أن ينأى بالبلاد عن محاور صراع الأقطاب العالمية حتى الآن، بحيث استطاع إعادة ربط العلاقات مع الصين وفي الوقت عينه مع الدول الغربية، مروراً بدول مجلس التعاون الخليجي.

دور شخصية الرئيس شياع السوداني في تحقيق الإنجازات

أثبت الرئيس شياع السوداني خلال هذه الفترة، بأنه يمتلك مقومات إدارية وقيادية كبيرة، ساعدته كثيرا خلال توليه منصب رئاسة مجلس الوزراء، في تخطي التحديات سواء كانت داخلية أم خارجية. فالحكومات السابقة كان ينقصها كيفية التعامل مع الحدث وكانت تفتقر إلى الدبلوماسية الفعّالة.

كما ساهم إصرار الرئيس شياع السوداني على المباشرة والإشراف الشخصي على كثير من المفاصل الأساسية، بإعطاء انطباع بأنه جادّ جداً في تحقيق اسم حكومته "حكومة الإنجاز"، وعبور العراق الى حالة الاستقرار العام سواءً في الأمن أو الاقتصاد أو الخدمات.

ومن الميزات المهمة التي ساهمت في قدرة السوداني على اجتراح الحلول، بأنه يمتلك سيرة مهنية كبيرة في القطاع العام المحلي والدولي، وقد تولى مناب وزير اصالة ووكالة لأكثر من وزارة ولم تتلطخ يداه بالمال العام. وإذا ما أضفنا الكاريزما وقوة الشخصية والشجاعة باتخاذ القرار، فإنها تشكل مواصفات عالية للقائد، تمكّن من ايجاد حلول غير ترقيعية وغير روتينية، وتعطيه مساحة كبيرة لمحاسبة المقصرين.

التحديّات المقبلة

_ إذا تم تمرير موازنة 2023، سيكون هناك تحدٍ كبير أمام الحكومة في تنفيذ كافة المشاريع الخدماتية وجذب شركات عالمية للاستثمار. أما إذا ما استمرت سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها بعض القوى السياسية، فعندها سيكون نجاح الحكومة محدوداً، ويمكن أن تتجدد الإحتجاجات والتظاهرات وعودة المطالب بانتخابات مبكرة.

_ تحويل الاقتصاد العراقي من ريعي فقط يستفيد من عوائد النفط، الى تنويع المجالات بحيث تقوم بتشجيع الصناعة المحلية والزراعة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأقله تخفيض نسبة الاستيراد لسد حاجة البلد.

_ كما ينبغي العمل على إطلاق مشاريع لتشغيل الشباب من خلال استقطاب الكفاءات الوطنية وتوفير الدعم لهم، وإطلاق خارطة للاستثمار، بالتزامن مع إجراء مراجعة شاملة لكل مشاريع الاستثمار السابقة، والأخذ بعين الاعتبار أن تتوافق مع سياسات وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي ومع المنهاج الحكومي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور