الأحد 29 كانون الثاني , 2023 01:15

هجوم إسرائيلي فاشل في أصفهان؟!

نتنياهو وبن غفير بعد العملية الاستشهادية النوعية

بعد ساعات من عملية الاستهداف الفاشلة لمنشأة صناعات عسكرية في أصفهان، أغلب الترجيحات تشير إلى أن مسؤولي الكيان المؤقت قد قرروا القيام بهذه العملية، بغية تشتيت الأنظار والانتباه، حول المآزق التي يعيشونها حالياً وصعوبة الخيارات أمامهم، بعد تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية في أراضي الـ 48 المحتلة، لا سيما العملية النوعية في مستوطنة "نيفيه يعكوف – النبي يعقوب" شمالي القدس، التي نفذها الاستشهادي "خيري علقم"، والتي أدت لسقوط 7 قتلى إسرائيليين وغيرهم من الجرحى.

فبالعودة الى حادثة أصفهان، أصدرت وزارة الدفاع في الجمهورية الإسلامية بياناً فجر اليوم الأحد، بيّنت فيه بأنه في حوالي الساعة 11:30 مساءً (بالتوقيت المحلي أي الساعة 10:00 بتوقيت القدس المحتلة)، تم تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات بدون طيار صغيرة -أغلب الترجيحات أن تكون عبر طائرات كوادكوبتر التي أسقط مثيل لها ذات مرّة في الضاحية الجنوبية لبيروت- على أحد مجمعات الورش التابعة لوزارة الدفاع. مضيفةً بأن إجراءات الدفاع الجوي المسبقة تمكنت من إحباط الهجوم، عندما تم إسقاط طائرة عبر منظومة دفاع جوي، فيما وقعت الطائرتان الباقيتان في فخاخ دفاعية وانفجرتا. وكشف البيان بأن هذا الهجوم الفاشل لم يسفر عن أي إصابات بشرية، لكنه ألحق أضرارا طفيفة بسقف المنشأة، من دون أي يتسبب في تعطيل تجهيزاتها ومهامها.

لذلك وبالعودة الى تاريخ الحرب الاستخباراتية الأمنية بين إيران وإسرائيل، والتي تتمحور حول منع إيران من دعم مجموعات المقاومة في الساحة الفلسطينية، خاصةً في الخاصرة الأضعف لكيان الاحتلال (الضفة الغربية والداخل المحتل، وهو ما يدعو إليه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي). وبعد مزاعم وسائل إعلام الاحتلال بأن العمليات الأخيرة التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في القدس ومناطق أخرى من فلسطين المحتلة، قد تم الإعداد لها والتخطيط لها من قبل إيران. فإن خيار الكيان بتنفيذ هكذا عمليات "انتقامية"، تساعد في رفع معنويات المستوطنين وتشتيت الانتباه أيضاً، هو بشكل طبيعي في مقدمة الخيارات، ومن الممكن أن يكون قد نفذها عملاء للكيان في إيران.

ادعاءات كاذبة

فور انتشار خبر هذا الهجوم، بدأت العديد من الجهات المعادية لإيران، بإطلاق سلسلة من المزاعم والإشاعات، حول وقوع انفجارات في مدن عديدة أيضاً، في رشت وهمدان وكرج، جراء هجمات على مواقع عسكرية وصناعية، لكن سرعان ما تبيّن أن هذه المزاعم غير صحيحة.

فماذا عن الردّ الإيراني؟

بطبيعة الحال، فإن الجمهورية الإسلامية بقادتها وشعبها وقواها المسلحة، لن تترك هذا الاعتداء من دون رد مناسب ومتناسب، بل وربما تلجأ الى عملية مماثلة في الأسلوب أيضاً. لكن يجب ألا نغفل بأن حادثة أصفهان قد جاءت في إطار مسار واضح من المواجهة، كشف بعض أسراره التحقيق الذي عرضته القناة 11 كان، ضمن برنامج "زمن الحقيقة" (ترجمه موقع هدهد الفلسطيني). وقد تحدث في هذا التقرير وزير الحرب السابق بيني غانتس وبعض المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين لأول مرّة، عن التهديد الذي تشكله الطائرات المسيّرة الإيرانية على الكيان، وكيف طورت إيران هذه القوة المرعبة للعدو؟ وبالمقابل كيف عملت "إسرائيل" على خلق طبقات حماية جوية في الكيان وطبقات حماية إقليمية بالتعاون مع دول المنطقة، بما فيها قطر والدول المطبّعة، كي تشكل نقاط إنذار مبكر. وكان لافتاً أن هذا التهديد دفع بنائب قائد سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي "ايال غرينبويم" الى أن يعترف بأنه "يطيّر النوم من عيونه".


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور