الجمعة 23 كانون الاول , 2022 02:54

زيلينسكي في واشنطن: لم يتلقَ شيكاً على بياض!

جو بايدن - فولوديمير زيلينسكي

في أوّل زيارة خارجية له منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، جلس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأمريكي جو بايدن في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض لحوالي الساعتين. بدت العلاقة بين الطرفين "قوية" لكنّ الحقيقة كانت خلف قناع "الابتسامات والمصافحات الحارة"، فلم يسافر زيلينسكي الى واشنطن من أجل حزمة من مساعدات عسكرية بقيمة 1.85 مليار دولار وبطارية صاروخ باتريوت واحدة! اكتشفت كييف أن طموحاتها بعيدة عن الاهتمام الأمريكي.

واشنطن لم تلبِ طموحات زيلينسكي!

علّقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على الزيارة في مقالٍ اختصر عنوانه "وسط استعراض للوحدة، يختلف زيلينسكي وبايدن بشأن بعض احتياجات الحرب"، نتائج اللقاء. ورأت أنّ "التوافق في وجهات النظر لم يكن كبيراً بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبين نظيره الأميركي جو بايدن". وكشفت أن "بايدن كان يرغب في مناقشة موقف زيلينسكي بشأن الدبلوماسية"، فيما "كان زيلينسكي مشغولاً أكثر بعرض طلبه للحصول على أسلحة أكثر قوة".

لكن الحزمة الأمريكية لم تشمل الحزمة أسلحة ثقيلة مثل الدبابات أو الطائرات المقاتلة كما أراد زيلينسكي. وذكرت صحيفة "بلومبرغ" الامريكية ما جرى خلال المؤتمر الصحفي للرئيسين، وقد أحرج بادين من سؤال صحفي أوكراني حول امتناع واشنطن من تزويد كييف بكل ما تريد من أسلحة بما فيها الصواريخ التكتيكية للجيش. وزعم بايدن "إن فكرة أننا سنعطي أوكرانيا مواد مختلفة اختلافًا جوهريًا عما هو موجود بالفعل هناك سيكون لها احتمالية لتفكيك الناتو وتفكيك الاتحاد الأوروبي وبقية العالم".

كما لفتت "بلومبرغ" الى أن، "بعض مسؤولي ​البنتاغون​ قلقون من أن المساعدات المقدّمة الى ​أوكرانيا​ تستنزف الموارد المخصصة للخطط العسكرية الأميركية أو حالات الطوارئ الأخرى التي قد تواجهها واشنطن"، معتبرة أن "تخصيص حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لا يعني أن الدعم سيستمر إلى الأبد".

وعلى الرغم من استعداد المشرعين الأمريكيين في نهاية الاسبوع لإرسال مشروع قانون إنفاق مالي بقيمة 1.7 تريليون دولار إلى بايدن ويتضمن أكثر من 45 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا الا أن الصحيفة تشير الى أنه "من غير الواضح ما إذا كانت هناك مساعدات كبيرة لأوكرانيا في الكونجرس المقبل"، فقد ادعى الجمهوريون في مجلس النواب بإجراء "فحص دقيق للمساعدة المالية التي يقدمها بايدن لأوكرانيا العام المقبل". وقال زعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي، إن أوكرانيا لن تتلقى "شيكًا على بياض من الولايات المتحدة".

في المقابل صرّح زيلينسكي بأن "الأموال الامريكية ليست صدقة... لأن الفشل في هزيمة فلاديمير بوتين الآن سيترك الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة مستقبل أكثر خطورة".

رحلة زيلينسكي كانت صعبة أيضاً!

وفي مقال آخر تحدثت صحيفة "بلومبرغ" عن صعوبة وصول  زيلينسكي الى واشنطن بسبب تهديد الصواريخ الروسية وقالت إن الرئيس الأوكراني "سافر بالقطار والطائرة في ظل إجراءات أمنية مشددة، وهبط خارج واشنطن".

ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام بولندية أن زيلينسكي "وصل صباح الأربعاء بالقطار إلى مدينة برزيميسل البولندية على الحدود مع أوكرانيا، برفقة السفير الأمريكي لدى كييف بريدجيت برينك". وأرفت وسائل الاعلام الخبر بصور أظهرت عددا من المرافقين بصحبة زيلينسكي يسيرون على طول رصيف قطار، مع وجود قطار أوكراني باللونين الأزرق والأصفر في الخلفية ثم ركب سيارة شيفروليه سوبربان سوداء". لافتةً الى أن "العديد من القادة والمسؤولين الغربيين سافروا بالقطار لزيارة زيلينسكي في كييف".

تابعت الصحيفة "بعد ذلك، سافر زيلينسكي من مطار رزيسزو-جيسيونكا القريب، وهو المركز البولندي الرئيسي لنقل المساعدات إلى أوكرانيا. ثمّ هبط على متن طائرة تابعة للحكومة الأمريكية في قاعدة أندروز المشتركة، خارج واشنطن، لينتقل بعدها إلى بلير هاوس، وهو مكان تقليدي لزيارة كبار الشخصيات، ووصل من خلال موكب الى البيت الأبيض".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور