الإثنين 19 تموز , 2021 02:36

الأسد: انتصرنا، وسنكمل عملية التحرير ودعم المقاومة

أداء القسم

أدى الرئيس السوري بشار الأسد بالأمس السبت، اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة، تمتد 7 سنوات حتى 2028. وذلك بعد نحو شهرين من تحقيقه الفوز بالانتخابات الرئاسية، التي جرت في 26 أيار الماضي، والتي نال فيها 95% من الأصوات. ليتحقق من خلال إنجاز هذا الاستحقاق، تحقيق انتصار سياسي على كل الدول الغربية، التي لم تنحصر جهودها بإشعال الحرب على سوريا ورعاية الفصائل الإرهابية والتقسيمية، بل تزيد على ذلك من خلال رعايتها لعرقلة مسار نهوض سوريا على جميع الأصعدة. لذلك قامت هذه الدول بالتشكيك بنزاهة الانتخابات ونتائجها، حتى قبل حدوثها.

وأدى الرئيس الأسد القسم الدستوري على المصحف والدستور، في احتفال ضخم أقيم في قصر الشعب بدمشق، حضره أعضاء مجلس الشعب وزوجته السيدة أسماء الأسد، إضافة إلى أكثر من 600 ضيف، بينهم وزراء وشخصيات من كافة المجالات. لكن الأبرز في كل هذا الحضور، كان وجود عوائل الشهداء وجرحى الجيش السوري، الذين عبروا عن ولائهم لبلادهم ورئيسها.

الخطاب الرئاسي

ثم ألقى الرئيس الأسد خطاباً إثر إلقائه القسم، استمر لأكثر من ساعة، تحدث فيه عن أهم قضايا البلاد الداخلية والخارجية. نذكر أبرز النقاط التي يمكن البناء عليها، لاستشراف سياسات سوريا المستقبلية:

_ التأكيد على أن سوريا بشعبها وعناصر قوتها المختلفة، انتصرت على كل المشاريع والخطط المعادية، وقدمت نموذجاً تاريخياً يحتذى به.

_ آخر الخطط التي أفشلت، كانت عبر فرض التقسيم بين المواطنين في الداخل والخارج، من خلال إفشال استحقاق الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتشكيك بنزاهتها وشرعيتها. فكان لوحدة السوريين دور كبير خلال الاستحقاق في افشال المخطط، وصون وحدة البلد وصون الدستور.

_ استحقاق الانتخابات كشف عن تبدل رهانات الدول المعادية في تحقيق خططها، من رهان على الخوف من الإرهاب، الى الرهان على الحرب الاقتصادي، وأخيراً الرهان على نزع الشرعية الشعبية والدستورية. مؤكداً الرئيس الأسد، بأن كل هذه الرهانات قد بائت بالفشل.

_ هناك محاولة تركية ومن يتبع لها داخلياً، للوصول إلى دستور يضع سوريا دولة وشعباً، تحت رحمة القوى الأجنبية، من أجل تحويلها الى دولة تابعة تعيش بواسطة المساعدات.

_ التأكيد على فرادة مكونات الشعب السوري، التي بالرغم من تنوعها، فإن متجانسة وموحدة، ومدركة للحدود الفاصلة بين القضايا والمصطلحات المحقة وتلك الباطلة، انطلاقا من وجود بديهيات لديهم حول كل المواضيع.

_ ضرورة معرفة أسباب ما جرى خلال هذه السنوات الماضية، لأخذ العبر، ومعرفة كيفية الانتقال إلى المستقبل.

_ وجود المسلمات والبديهيات أمر ضروري الوجود عند كل فرد، كي لا يتوه وتلتبس عليه الأحداث، ومعرفة السلوك المطلوب منه.

_ استقرار المجتمع هو أولى وأهم المسلمات، وكل ما يمس أمن المجتمع. كما أن غياب القيم الاجتماعية والأخلاقية، كان له تأثير كبير ومهم في الأحداث الماضية.

_البناء العقائدي له أهمية كبيرة في المجتمع السوري مستقبلاً.

_ وتكمن أهمية المسلمات في أنها هي التي مكنت الشعب والحكومة، من الصمود ومواجهة الحرب النفسية. لذلك يجب التمسك بها للانطلاق نحو المستقبل.

_ تكرار الدعوة لكل من راهن على سقوط الحكومة والوطن، العودة عن ذلك.

لذا قد نشهد في الأيام والسنوات المقبلة، عودة الكثير من الشخصيات التي راهنت على هذا السقوط. 

تحديات المستقبل

_ أهم هواجس وتحديات الحكومة الحالية:

1)تحرير ما تبقى من الأرض.

2)مواجهة التداعيات الاقتصادية والمعيشية للحرب.

_ الانطلاق من الإيمان بأحقية كل ما طرح، لتقديم الدعم للجيش في المحافظة على أمن ما تحقق من إنجازات، ولإكمال عملية التحرير.

_ الانطلاق من هذا الإيمان بعينه من أجل مواجهة الحرب الاقتصادية وتحويل نتائجها لمصلحة البلد. مع التأكيد على وجود القدرة على ذلك من خلال الحقائق الواقعية.

أبرز الأمثلة:

1)معركة الحفاظ على سعر الصرف.

2)إنجازات مجال الاستثمار: حيث عدد المعامل الحالية في المدن الصناعية الرئيسة فقط (دمشق، حمص، وحلب) أكثر من 2000 منشأة.

أما عدد المنشآت التي تبنى الآن فيتجاوز 3000 آلاف.

كل هذه الأرقام داخل المدن الصناعية الكبرى فقط، دون احتساب أرقام المنشآت المتوسطة والصغرى والحرفية التي يمكن أن تصل الى 100 ألف منشأة.

ما يعني أن الإشكالية المطروحة هي في كيفية تطوير هذه القدرات الاستثمارية وليس كيفية الحصول عليها.

_ الحرب والحصار، لم يغلقوا الأبواب أمام النهضة الاقتصادية بشكل كلي بل بشكل جزئي. لذا سيكون التحدي المستقبلي في كيفية المرور من خلال هذا المجال الجزئي.

_ تواجه سوريا عوائق عدة:

1)العائق الأكبر: الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية والتي تقدر بعشرات المليارات.

2)العائق الذي يليه بالتأثير هو الحصار الذي لم يتمكن من منع تأمين الحاجات الأساسية، لكنه يسبب اختناقات. كما لم يستطع إيقاف عملية استيراد وسائل ومواد إنتاج، لكنه خلق صعوبات. لذا سيكون الحل عبر تطوير الأساليب لتخفيف آثار الحصار تدريجياً.

3)الإجراءات الإدارية التي يعمل على تطويرها لتخفيف العوائق ومكافحة الفساد.

_ زيادة الإنتاج وسيكون دور الدولة هو فتح الأبواب بشكل أوسع أمام الاستثمار في كل المجالات، صناعية وسياحية وخدمية، وأهمها الزراعية.

_التركيز على الاستثمارات في الطاقة البديلة.

_ الشفافية ومحاربة الفساد، ومكننة العمل الحكومي والإداري العام.

_ تطوير القوانين بمختلف أنواعها.

السياسة الخارجية

_ هناك صراع عالمي بين أقطابه، لن يهدأ حتى يحسم أحد الأطراف النتائج لصالحه أو يحصل توازن قوى. حتى تحقيق هذه النتائج، ستستمر كافة أنواع الحروب.

_ هدف الحروب الحديثة هزيمة الإنسان قبل احتلال الأرض.

فـ “إسرائيل” لم تربح الحرب عندما احتلت فلسطين عام 1948 بل اقتربت من ذلك عندما اعتقد البعض من الفلسطينيين ومعهم البعض من العرب أيضاً أن التنازلات المذلة هي التي تعيد الحقوق، وعندما اعتقد البعض الآخر أن المقاومة هي شطارة لا مبدأ، وقيادة من فندق بدلاً من مقر متقدم، وقتال من تلفاز بدلاً من خندق، وغدر شقيق بدلاً من مباغتة عدو".

_ ضرورة التمييز بين المصطلحات والمفاهيم والحقائق لها.

مثل التمييز بين الانتماء للعروبة، والانتماء للحكومات المستعربة.

_ أن سوريا لن تنتهج سياسة النأي بالنفس مطلقاً.

_أقرب قضية لسوريا شعباً وحكومةً، هي القضية الفلسطينية، التي يلتزم فيها السوريين بشكل ثابت لا تبدله أحداث أو ظروف ولا غدر أو نفاق. هذا الالتزام لا ينفصل عن قضية تحرير الجولان كاملاً.

_ التأكيد على أن إنهاء الوجود الأجنبي وتحرير كامل الأراضي السورية، هو هدف مستمر بكل الوسائل حتى تحقيقه بشكل نهائي.

_ التأكيد أن أمريكا تقوم بدور مخادع وأن تركيا يتصف سلوكها بالغدر، فيما يتمحور دور إيران وروسيا، على تقديم الدعم للجيش السوري في إنجاز التحرير.

_ توجيه التحية للمقاومة الشعبية في المنطقة الشمالية والشرقية.

_دعم أي مقاومة تقوم في أي مكان على امتداد المساحة السورية، ضد أي وجود محتل، وبأي شكل من أشكال المقاومة (سلمية، مسلحة)، حتى تحرير كل الأراضي وإنهاء الوجود الإرهابي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور