الأحد 11 تموز , 2021 02:53

محاولة الإلهاء عن مأرب انقلبت نصرًا في البيضاء

بعدما كانت السعودية تترقب سقوط محافظة البيضاء في محاولة منها لاستعادة جزء من ثقة واشنطن التي اهتزت على وقع معارك مأرب، بدت الرياض اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة "لتبرير" الهزيمة التي لحقت بها في البيضاء بعد سيطرة الجيش واللجان الشعبية عليها بشكل كامل.

لتخفيف الضغط على جبهات مأرب -الجبهة العصّية على الانكسار- كانت حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي قد أعلنت "معركة استعادة البيضاء" في عملية أطلقت عليها اسم "النجم الثاقب" على الرغم انها لا تملك أي مواقع لها هناك، غير ان ما جرى في البيضاء لم يكن متوقعا في ظل استقدام تعزيزات ضخمة وتعاون كبير مع الجماعات السلفية المتشددة وتنظيم القاعدة، فقد جرت المواجهات على 3 جبهات فقد خلالها تنظيم القاعدة العديد من المواقع خاصة في مديرية الصومعة.

بالنسبة لقوات ما يسمى "الشرعية" التابعة للرئيس المنتهية ولايته هادي فلم تشارك بشكل فاعل في المواجهات بذريعة ان "ساحة المعركة خارج سيطرتها"، على الرغم من إصدار الرياض للتوجيهات المباشرة لمحور البيضاء العسكري بتصعيد العمليات العسكرية واستقدام كل ما يلزم من معدات ودعم لوجستي، ونتيجة لذلك تم احباط محاولات التحرك على محور بيحان. وهذا ما أثار حفيظة السعودية التي اعتبرتها "المسؤولة عن الهزيمة أمام الجيش واللجان الشعبية".

بعد عملية استدراج لقوات "العمالقة" الجنوبية لحقول ألغام وكمائن في مديرية الزاهر التي تبعد حوالي 16 كيلومترا عن البيضاء، واستقدام تعزيزات ضخمة تتمتع بقدرات قتالية عالية وصلت إلى البيضاء يوم الثلاثاء، استطاع الجيش واللجان الشعبية السيطرة على محافظة البيضاء بالكامل.

خلال هذه العملية مُنيت الميليشيات التابعة للرياض وكل ما يؤازرها من قوات خاصة تنظيم القاعدة بخسائر هائلة في العديد والعتاد، حيث أفادت مصادر ميدانية عن مقتل رئيس مجلس شورى التنظيم سعد عاطف.

حملة إعلامية رافقت العمليات العسكرية في المحافظة بشكل لافت، إضافة للتحول في الخطاب الأميركي-السعودي، الأمر الذي استدعى ردا من رئيس الوفد الوطني والناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام  الذي صرّح على ضوء ما كشفته معركة البيضاء "في لحظة فارقة غيّرت أمريكا خطابها التكتيكي المخادع السابق وكشفت عن موقفها الاستراتيجي الثابت عندما أعلنت مساندة الاعتداء على بعض مديريات محافظة البيضاء... على الرغم من ان المقاتلين من عناصر القاعدة وداعش وذلك بعد أيام قليلة قالت انها سئمت من دعوتنا للسلام واستجابة للحل السياسي". 

وعن أهمية تحرير محافظة البيضاء أشار الخبير العسكري العميد عابد الثور "إن قوات صنعاء قد سيطرت على المرتفعات الجبلية الهامة جدًا المطلة على عدة محافظات جنوبية وشمالية... لم تعد هناك أي فرصة لدول العدوان للعودة إلى البيضاء.. ان قوات صنعاء وصلت إلى أماكن لم تتواجد فيها من قبل، كما تم اغتنام الكثير من الأسلحة وقتل المئات من عناصر القاعدة".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور