الإثنين 20 كانون الاول , 2021 03:53

ماذا احتوت رسائل الردع الإيرانية الأخيرة؟

مناورة النبي الأعظم

ثلاث رسائل وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم الاثنين، الى كل من يفكر بالاعتداء عليها، من خلال استهداف المنشآت النووية بالغارات الجوية. مثل كيان الاحتلال الإسرائيلي، الذي ضجت وسائل إعلامه في الأيام السابقة، بالتهديدات المشابهة، لقادة الكيان السياسيين والعسكريين.

أولى الرسائل كانت من خلال انطلاق المناورات المشتركة لحرس الثورة الإسلامية تحت اسم "النبي الاعظم (ص) 17"، التي تجرى في منطقة سواحل هرمزكان وبوشهر وفي جزء من خوزستان. هذه المناورات بحسب مساعد القائد العام للحرس الثوري لشؤون العمليات العامة العميد نيلفروشان، تأتي في سياق رفع مستوى الجهوزية القتالية لحرس الثورة، من خلال محاكاة واحدة من أحدث الخطط الهجومية في الحروب التركيبية، والتي تتشابك فيها الحروب الخشنة وشبه الخشنة والناعمة. حيث ستقوم قوات الحرس الثوري البرية والبحرية والجوفضائية بمتابعة من المنظمة السيبرانية الالكترونية، بتنفيذ عمليات هجوم وتوغل على المستوى الاستراتيجي للعدو المفترض، وتدمير مصادر هجماته.

أما ثاني الرسائل، فكان إجراء مناورات للدفاع الجوي، في محيط محطة بوشهر النووية، حيث سمع فجر اليوم الاثنين، أصوات طلقات منظومات الدفاع الجوي، بهدف رفع الجاهزية القتالية لها.

أما ثالث هذه الرسائل، فمن خلال تصريح قائد مقر خاتم الانبياء (ص) المركزي اللواء غلام علي رشيد، الذي أعلن خلال افتتاحه المناورات، بأن اي تهديد إسرائيلي للمراكز النووية والعسكرية في البلاد، لا يمكن صدوره لولا اعطاء الضوء الاخضر والدعم من قبل اميركا.

مؤكداً على انه لو جرى تنفيذ هذه التهديدات، فان إيران ستشن على الفور- وفق الخطط العملانية التي تم التدريب عليها- هجمات تدميرية ضد جميع المراكز والقواعد والمسار والاجواء المستخدمة للعبور وقاعدو انطلاق تنفيذ العدوان.

مواقف حاسمة

هذه الرسائل ذات الطابع الردعي، تعكس في طياتها العديد من المواقف الحاسمة، التي تقدم لنا مسار الرد الإيراني على أي اعتداء إسرائيلي، وأبرز هذه المواقف:

_ ضرب القواعد التي تنطلق منها الطائرات الحربية الإسرائيلية والامريكية، مباشرة بعد تنفيذ الاعتداء، وتهديمها بشكل كامل حتى لو كانت حاملات طائرات أو قواعد برية.

_ ضرب المسار التي ستسلكه هذه الطائرات التي ستنفذ الاعتداء، وبالتالي لن تستطيع أي دولة التهرب من المسؤولية، أو المطالبة بتحييدها عن الرد الإيراني، الذي سيكون مدمراً فيها ايضاً. (وفي هذا رسالة قوية لتركيا ودول الخليج، التي تحوي قواعد أمريكية خاصة الامارات والسعودية. فالأخيرة تشكل ممراً جوياً إلزاميا، لأي طائرات تتوجه من منطقة حوض البحر المتوسط الى الخليج). مع العلم بأن هذه الدول دائماً ما تكرر عدم سماحها استخدام اراضيها منطلقاً أو ممراً لتنفيذ أي عدوان ضد ايران.

_ أما المناورات فتؤكد أن الرد قد لا يقتصر على الصواريخ والطائرات المسيرة، بل قد يشمل عمليات هجومية برية بحرية وسيبرانية.

_ ان الخطط والسيناريوهات كافة قد وضعت بشكل مسبق، لتضمن تدميراً استراتيجياً سريعاً لمصادر أي اعتداء.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور