الجمعة 19 تشرين ثاني , 2021 04:37

الشهيد محمد عز الدين القسام: الشيخ المجاهد

الشهيد محمد عز الدين القسام

انطلاقاً من شعاره "هذا جهاد، نصر أو استشهاد"، كان الشهيد الشيخ محمد عزّ الدين القسّام من أوائل الذين نهضوا بموجه حركات الاحتلال والاستعمار الفرنسي والبريطاني للمنطقة وكان يخاطب العقول وينتقل بين المساجد لحثّ على ضرورة المقاومة والقيام بوجه المشاريع الغربية والأوروبية، كما ضرورة تحرير الأرض، ليصبح بعد مسيرة جهادية مهمة رمزأ من رموز المقاومة حيث عُرف بالشيخ المجاهد ووصلت أصداه الى العديد من المناطق خاصة في فلسطين حيث  يحمل الجناح العسكري لحركة حماس اسمه

أهم محطاته الجهادية

ولد الشيخ المجاهد عز الدين القساّم في بلدة جبلة في محافظة اللاذقية في سوريا سنة 1882 وترعرع داخل مساجد وكتاتيب بلدته، ثم سافر الى مصر، والتحق بالجامع الأزهر، وخلال إقامته في مصر عايش الأجواء المناهضة للاحتلال البريطاني وصار من الدعاة الى مقاومته.

عاد الى سوريا خلال فترة دخول القوات الفرنسية اليها عام 1920، حيث رفع القسام راية المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين وكان من أوائل من الذين انضموا إلى الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، حتى أدرك الاحتلال "خطورته" عليه وأصدر بحقه حكماً غيابياً بالإعدام.

مما اضطره الى الذهاب مع أسرته وبعض رفاقه إلى مدينة حيفا الفلسطينية في أواخر سنة 1920، حيث عمل مدرّساً، وشارك القسّام في تأسيس فرع "جمعية الشبان المسلمين" في المدينة، وانتخب في تموز 1928، رئيساً له، وكانت هذه الجمعية وسيلة فعّالة لنشر الوعي الوطني بين صفوف الشباب والرجال واستقطابهم، كما عيّن سنة 1930 مأذوناً شرعياً من قبل المحكمة الشرعية في حيفا، فصار يخرج إلى قرى الجليل ويتصل بالناس ويتعرّف إليهم، الأمر الذي زاد من شيوع صيته.

  ألقي القبض على الشيخ المجاهد من قبل الاحتلال البريطاني الذي كان يسيطر على الأراضي الفلسطينية بحسب تقاسم المنطقة بين فرنسا والمملكة المتحدة على أساس ما يسمى "اتفاق سايكس – بيكو"، وأُدخل السجن لكنه خرج بعد أن قامت الجموع بالتظاهر والإضراب.

وبعدها استطاع تكوين خلايا سرية من مجموعات صغيرة لا تتعدى الواحدة منها خمسة أفراد، وانضم في عام 1932 إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا، وأخذ يجمع التبرعات من الأهالي لشراء الأسلحة. وتميزت مجموعات القسام بالتنظيم الدقيق، حيث كانت تنقسم بين الوحدات المتخصصة كوحدة الدعوة إلى الجهاد، ووحدة الاتصالات السياسية، ووحدة التجسس على "الأعداء"، ووحدة التدريب العسكري.

وفي 15 تشرين الثاني 1935 أطلق الشيخ المجاهد عز الدين القسام الشرارة الأولى للثورة الفلسطينية الكبرى، ثم تسارعت وتيرة الأحداث وشدّدت السلطات البريطانية الإجراءات على تحركات الشيخ القسام في حيفا بهدف الوصول اليه و"النيل منه"، فقرر الانتقال إلى الريف ليتمكّن من استكمال مشروع المقاومة وأقام في منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك.

الاستشهاد

اكتشفت القوات الاحتلال البريطاني مكان عز الدين القسام في قرية البارد يوم 15 تشرين الثاني 1935، لكنه استطاع ان يتخلّص منهم وظلّ لاحتلال البريطاني يلاحقه حتى 19 من الشهر نفسه، فطوقت مكانه وقطعت الاتصال بينه وبين القرى المجاورة الأخرى، وطالبته بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك في معركة مع تلك القوات لأكثر من ست ساعات مع رفاق له آخرين، وأوقع فيها أكثر من 15 جندياً قتيلا، وواصل المعركة حتى الاستشهاد.

أثار استشهاده موجات شعبية من الاحتجاج والغضب وخاصة في فلسطين التي اندلعت بعدها انتفاضة كانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية.  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور