الخميس 04 تشرين ثاني , 2021 04:30

الرواية الكاملة لعملية حرس الثورة الإسلامية البحرية

العملية البحرية العسكرية الإيرانية

بإجراءات موثوقة وفي الوقت المناسب، استطاعت القوات البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية إفشال عملية قرصنة وسرقة النفط الإيراني، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون هذه العملية مناسبة لإيران، لكي تحيي الذكرى السنوية لاقتحام وكر التجسس الاستخباراتي في السفارة الأمريكية لطهران، وما بات يسمى بـ "اليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي"، عبر طريقة مميزة واستثنائية هذا العام.

وقد أصدر حرس الثورة بياناً حول العملية أكد فيه فشل عمليات القرصنة الامريكية، في سرقة النفط الايراني، مؤكداً أن الناقلة رست في تمام الساعة 8:00 من صباح الثالث من تشرين الثاني، بالمياه المحلية الإيرانية بميناء بندر عباس.

وأضاف البيان بأنه بفضل الإجراءات الحاسمة والمناسبة لبحرية الحرس الثوري الإسلامي، تم إفشال إجراء البحرية الإرهابية الأميركية لسرقة نفط الجمهورية الاسلامية الايرانية في بحر عمان. وتابع البيان بأنه خلال هذه العملية، قام الأميركيون بسرقة ناقلة تحمل النفط الايراني، وقاموا بتحويل شحنة النفط فيها إلى ناقلة اخرى، وقاموا بتوجيهها إلى جهة مجهولة.

ونفذ مقاتلو الحرس الثوري عملية إنزال على ظهر ناقلة النفط المسروقة وسيطروا عليها، وقادوها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، وتابع بيان الحرس بأن "القوات الإرهابية الأميركية واصلت مطاردة الناقلة باستخدام عدة مروحيات وسفن حربية، لكنها فشلت بسبب الحضور الحاسم للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري".

ونوه البيان إلى أنه حصلت محاولة اميركية فاشلة، لتعزيز تواجدها من خلال استدعاء وارسال عدة سفن حربية أخرى لصد ناقلة النفط، لكن مع إدراكهم لاستعداد وصرامة القوات الشجاعة والغيورة في بحرية الحرس، في التصدي لأي تهور وتهديد لمصالح الشعب الايراني، انسحب هؤلاء من المنطقة وغادروها".

تفاصيل العملية

_ منذ أشهر، وفي إطار الجهود الإيرانية لكسر الحصار الأمريكي على فنزويلا، أرسلت الجمهورية الإسلامية ناقلة نفط محملة بـ مليون وخمسمائة ألف برميل باتجاه فنزويلا. وفي إطار الالتفاف على إجراءات الحظر الأمريكي، تم إجراء عملية تمويه عبر تفريغ حمولة هذه الناقلة في سفينتين سعة كل واحدة منهما 750 ألف برميل. ولاحقاً، تم قرصنة سفينة من هذه السفن من قبل الأمريكيين عبر خيانة وتواطؤ قبطان هذه السفينة، وخلال تنفيذ عملية القرصنة الأمريكية، قاموا بإطفاء أجهزة التعقب فيها، وأرسلوها الى منطقة مجهولة.

_ بعد مدة، استطاع حرس الثورة الإسلامية عبر وحداته الأمنية والاستخباراتية، رصد هذه السفينة المختطفة، بعد أن عادت لممارسة نشاطها التجاري بصورة طبيعية وتعود مالكيتها لفيتنام.

_ وبعد أن توجهت هذه السفينة من ميناء الفجيرة في الإمارات (حيث تم تعبئتها بحوالي 2 مليون برميل من النفط)، وصلت الى منطقة بحر عمان مقابل القاعدة البحرية في ميناء جاسك، فتوجهت فرقة تابعة للقوات الخاصة في بحرية حرس الثورة (3 آبان – أي الإثنين 25 تشرين الأول)، بقيادة وإشراف العميد "صادق عمويي"، وقامت بتنفيذ عملية إنزال على الناقلة والسيطرة عليها.

_ في هذه الأثناء قامت المدمرتان الاميركيتان " ذا سوليفانز - USS The Sullivans DDG-68" و "مايكل مورفي – USS Michael Murphy DDG112" ترافقهما طائرة هيلوكوبتر عسكرية، في مسعى لإفشال هذه العملية، ومنع عودتها الى إيران.

عندها تدخلت 9 زوارق سريعة حربية تابعة للحرس الثوري، مجهزة بقاذفات صاروخية ورشاشات متوسطة، يرافقها الطراد العسكري المسمى بـ"الشهيد ناظري" والسفينة "الشهيد سياوشي"، لتأمين هذه الناقلة وإبعاد المدمرتين الامريكيتين.

خلال هذه المناورة، أطلقت طائرة الهيلوكوبتر الأمريكية طلقات نارية تحذيرية، عندها أطبقت الزوارق البحرية حول المدمرات الامريكية مشكلة طوقًا محكما.

_ بعد 6 ساعات من المناورات والتهديدات، التي أطلقتها بحرية الحرس، موجهة إنذاراً للقطع البحرية الأمريكية، بضرورة الخروج والابتعاد لأنها منطقة عمليات تابعة لها، انسحبت هذه القطع الامريكية بصورة مذلة، ما شكل نجاحاً للعملية الإيرانية.

_ تم إيصال الناقلة الى "ميناء جاسك" ولاحقاً الى ميناء بندر عباس، حيث سيتم تفريغها من حمولتها.

_ وأفادت مصادر مطلعة للخنادق، أنه خلال كل مراحل العملية، كانت قاعدة جاسك البحرية على أهبة الاستعداد والاستنفار والجهوزية، للتدخل في المواجهة ان حصلت، كما أعطيت الأوامر لقواعد ومنصات إطلاق الصواريخ البحرية للتدخل مباشرة عند حصول أي إطلاق نار من قبل القوات الأميركية. 

تداعيات العملية

_ البنتاغون كشف بأنه لم يعلن عن حصول العملية في حينه، لحساسية الموضوع.

_ أكد مسؤولون أمريكيون صحة تصريحات الحرس الثوري الإيراني عما وصفوه باحتجاز الحرس لناقلة أجنبية في خليج عمان. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس AP" عن مسؤول أمريكي قوله إن الحرس الثوري احتجز الناقلة MV Southysالتي تبحر تحت علم فيتنام.

_ بدوره، كشف مسؤول في البنتاغون طلب عدم الكشف عن اسمه لمجلة "نيوزويك"، بأن الحادث وقع في خليج عمان الأسبوع الماضي، مفندا بيان الحرس بأن الناقلة المحتجزة استخدمت من قبل الجيش الأمريكي، في محاولته مصادرة شحنة ناقلة نفطية أخرى إيرانية. وشدد المسؤول بأن دور القوات الأمريكية في الحادث اقتصر على المتابعة فقط، مشيرا إلى أن العسكريين الأمريكيين بادروا إلى متابعة الوضع، بعد أن رصدوا 10 قوارب سريعة إيرانية ومروحية في موقع الحادث.

وذكر المسؤول أن بلاده لم يكشف عن تفاصيل الحادث فورا، بسبب "عدد من المسائل الحساسة". وأضاف أنه لم يحدث أي تبادل لإطلاق النار، ونافياً توجيه أي طلقات تحذيرية.

_ الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين، التزم الصمت أمام هذه العملية، وصرح لوكالة رويترز بأنه اطلع على تقارير حولها، لكن ليس لديه أي معلومات لتقديمها.

_ رئاسة الأركان الامريكية خلال اجتماع أمني عقد في "اسبون"، قالت إن إيران لا تريد خوض مواجهة مفتوحة لأنها تعرف النتيجة. وأكدت أنها مستعدة للرد إذا طلب الرئيس الأمريكي ذلك.

_ وجّه وزير النفط الإيراني الشكر للقوات البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية، بعد أن منعت عملية القرصنة الإيرانية في بحر عمان.

أبعاد العملية

_ من أهم الأبعاد، التأكيد بأن التهديدات الأمريكية بتنفيذ خيارات عسكرية لا اعتبار لها، فمن خلال قوة بحرية صغيرة فقط، استطاع الحرس صد مدمرتين مجهزتين بأحدث الاسلحة الرشاشة والصاروخية ومعدات الرصد والرادارات.

_ تفاجئ الأمريكيون بسرعة عمل وتدخل الإيرانيين وجهوزيتهم العالية أثناء تنفيذ العملية.

_ بدا الإحراج والارباك واضحاً على تصريحات المسؤولين الأمريكيين، وحاولوا انكار حصول العملية، لكن نشر فيديو العملية دفعهم للاعتراف بحصولها مرغمين.

_ أظهرت القوات البحرية للحرس قدرات متنوعة ومتطورة مختلفة، خصوصاً على صعيد الإشراف العملياتي، من خلال البث المباشر واللحظوي للطائرات بدون طيار وارسالها الى غرفة العمليات في القاعدة. كما تظهر الشاشات في الغرفة، وجود أكثر من طائرة تمتلك قدرات تصوير وتعقب دقيق ومتطور.

- أكدت العملية ان من يرسم المعادلات البحرية في الخليج الفارسي وبحر عمان هي الجمهورية الاسلاميةالايرانية، وان محاولات امريكا لتصفير وسرقة النفط الايراني، او منع دعم الجمهورية الاسلامية لحلفائها وفك الحصار عنهم لا سيما فنزويلا سوريا ولبنان وغيرها لا يمكن ان تمنعه واشنطن، بل ان الرد الايراني مباشر وجاهز وسريع ولن ينتظر بعد اليوم المكان والزمان المناسبين، وشواهد ذلك قصف قاعدة عين الاسد بالصواريخ الدقيقة، استهداف قاعدة التنف بشكل واضح وعلني من قبل حلفاء سوريا، واليوم عبر مواجهة عسكرية بحرية مباشرة وغير مسبوقة مع البوارج الاميركية انتهت باراقة ماء وجه الاميركيين وإحراجهم، بل إحراج حلفائهم من دول الخليج الذين يراهنون على حمايتهم بهذه البوارج والسفن الاميركية فيما ظهرت انها عاجزة وتحتاج الى من يحميها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور