الأربعاء 11 آب , 2021 09:18

حرب بدأتها إسرائيل هل تستطيع تحديد توقيت نهايتها؟

ميرسر ستريت

هي حرب بلا بصمات نشهدها حالياً، بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكيان الاحتلال الإسرائيلي. حرب ميدانها البحار في منطقتنا، من منطقة الخليج مروراً ببحر عمان والأحمر، وصولاً الى البحر الأبيض المتوسط. وستكون "إسرائيل" بهذه الحرب، هي الخاسر الأكبر، وفق ما صرح به العديد من خبرائها العسكريين والاستراتيجيين، ووفق موازين القوى أيضاً. لكن ما يجعل هذه الحرب بلا بصمات، هو أن معظم السفن المستهدفة لم تكن عسكرية الطابع، بل سفن شحن تجارية أو ناقلات النفط.

جبهة جديدة إسرائيلية

في 12 آذار من هذه السنة 2021، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة نحو سوريا، يزعم مسؤولين أميركيين وإقليميين، أنها كانت تنقل نفطا وأسلحة من إيران. وذلك في مسعى من الإسرائيليين، لمنع إيران من كسر الحصار المفروض أمريكياً (عبر قانون قيصر بالتحديد) على دمشق.

الهجمات الإسرائيلية بدأت منذ أواخر 2019، بواسطة أسلحة متنوعة (ألغام بحرية، طائرات من دون طيار، حتى من خلال فرق كوماندوس)، وقدر عددها خلال هذا العام ب 10 سفن على الأقل. واستمرت عمليات الاستهداف في العام 2020 حيث قدرت ب 6 هجمات على الأقل.

رد بلا بصمات

عندها لم تعد السفن الإيرانية فقط من تعرض للاستهداف، بل بدأت تشمل سفناً إسرائيلية أو مرتبطة بشركات لرجال أعمال إسرائيليين، فكان عام 2021 حافلاً بالردود والردود المقابلة:

ـ 24 شباط 2021، استهدفت سفينة "إم في هيليوس راي" الإسرائيلية بصاروخين في خليج عدن، عندما كانت متوجهة من السعودية نحو سنغافورة.

ـ 10 آذار 2021، تعرضت سفينة الحاويات "شهركرد" لهجوم بشحنة متفجرة أثناء عبورها في البحر المتوسط.

ـ 25 آذار 2021، أعلن الكيان أن سفينة شحن مملوكة لشركة إسرائيلية "إكس تي مانجمنت"، تعرضت لهجوم بصاروخ في بحر العرب ألحق بها أضراراً.

ـ 13 نيسان 2021، استهدفت سفينة إسرائيلية بصاروخ، تعود ملكيتها لرجل الأعمال "رامي أوغنر" المقرب من مدير الموساد وقتها "يوسي كوهين". كان هذا الهجوم هو الثاني، الذي يستهدف سفناً ل"أوغنر" (هجوم 24 شباط).

 

ـ 24 نيسان 2021، تعرّضت ناقلة نفط تابعة لإيران لهجوم (لم يكشف عن نوعه)، بعدما كانت ترسو بالقرب من ميناء بانياس السوري. هذا الهجوم أدى لاندلاع حريق في أحد خزاناتها، وتسبب في سقوط 3 ضحايا.

ـ 2 حزيران 2021، أعلنت البحرية الإيرانية غرق سفينة حربية قرب ميناء جاسك المطل على خليج عُمان جنوبي البلاد جراء حريق ـلم تعرف أسبابه- نشب في أنظمة السفينة، ولم يسقط ضحايا.

ـ 29 تموز 2021، تعرضت السفينة "ميرسر ستريت"، التي تقوم بتشغيلها شركة "زودياك ماريتايم" والمملوكة للملياردير الإسرائيلي "إيال عوفر"، لهجوم بواسطة طائرة مسيرة أسفر عن وقوع قتيلين.

إسرائيل الخاسر الأكبر

إذاً هي حرب ذات طبيعة استخباراتية، تخاض بواسطة أدوات عسكرية، لكن إسرائيل وفق الإمكانات والكثير من العوامل، ستكون الخاسر الأكبر بلا شك. وأبرز هذه الإمكانات والعوامل:

_ الأسطول التجاري التابع للكيان (40 سفينة) لا يقارن بما تمتلكه إيران (785).

_ إمكانية التواجد العسكري الإيراني في جميع هذه البحار، وعندها ستزيد من عوامل ردع الكيان عن تنفيذ أي اعتداء.

_ سيشكل هذا النوع من الحروب، فرصة كبيرة ومهمة لتعرض للعالم مدى تطور أسلحتها من مختلف الأنواع: الصاروخية البحرية، الطائرات المسيرة، الزوارق فائقة السرعة...

_ إن هذه السفن تتوجه لخرق الحصار عن العديد من دول محور المقاومة، التي تواجه حصاراً أمريكياً شديداً، يعاونها عليه معظم الدول الأوروبية. لذلك بالطبع لن تقف قوى محور المقاومة من دون اتخاذ أي إجراء، ضد الكيان حينما يتعرض للقوافل القادمة الى بلدانها لفك الحصار عنها. وعليه ستواجه إسرائيل جبهات متنوعة أيضاً في البحر كما في البر.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور