الإثنين 19 أيار , 2025 02:24

الانكفاء الأمريكي من الحرب مع اليمن.. لماذا توقفت الحرب؟

أنصار الله وترامب

في الحادي عشر من مارس، أعلنت القوات المسلحة اليمنية استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، وفي باب المندب وخليج عدن، وذلك ردًا على نكث الكيان الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، من خلال فرضه حصارًا خانقًا على غزة ومنعه دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ورغم أن إعلان القوات المسلحة اليمنية حصر الحظر في السفن الإسرائيلية فقط، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الخامس عشر من مارس _ أي بعد مرور ثلاثة أيام على إعلان اليمن _ بدء عملية عسكرية ضد "الحوثيين"، بدعوى حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يؤكد بوضوح أن التدخل الأمريكي جاء لمحاولة كسر الحصار اليمني المفروض على السفن الإسرائيلية، إذ لم تكن السفن الأمريكية مشمولة بالحظر.

ومن هنا يبرز السؤال التالي: إذا كانت واشنطن قد أعلنت عمليتها العسكرية ضد اليمن لكسر الحصار عن الملاحة الإسرائيلية تحت شعار حماية (الملاحة الدولية)، فلماذا أعلنت مؤخرًا عن إيقاف الهجمات على اليمن رغم أن الحظر اليمني على السفن الإسرائيلية ما يزال قائمًا؟

منذ بدايتها، كانت الحملة العسكرية الأمريكية الأخيرة تحمل بذور فشلها في طياتها، باعتبارها امتداد لحملات سابقة أثبتت فشلها في ردع اليمن، فالأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانسحاب من المعركة دون تحقيق أهدافه، تتشابه إلى حد كبير مع تلك التي أجبرت "التحالف العربي" و"تحالف حارس الازدهار" على التراجع عن عدوانهما على اليمن دون تحقيق الأهداف المعلنة للحرب.

فعلى الرغم من استمرار "التحالف العربي" المدعوم من الولايات المتحدة في عدوانه على اليمن لأكثر من ثماني سنوات، نُفذت خلاله أكثر من 370 ألف غارة جوية، بالتوازي مع فتح عشرات الجبهات البرية وفرض حصار خانق، إلا إنه فشل في تحقيق أهدافه، رغم محدودية القدرات العسكرية لصنعاء خلال تلك الفترة.

أما "تحالف الازدهار"، بقيادة الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن، فقد شن نحو ألف غارة جوية على اليمن خلال عام كامل، بالتزامن مع ضغوط سياسية واقتصادية كبرى على صنعاء، ومع ذلك لم يتمكن هو الآخر من تحقيق أهدافه المعلنة، وبالتالي فإن حملة ترامب العسكرية على اليمن جاءت لتجرب المجرب، والمثل يقول "تجريب المجرب خطأ".

أسباب إيقاف الحرب على اليمن دون تحقيق الأهداف

هناك عدد من الأسباب والعوامل المشتركة التي ضيّقت الخيارات على إدارة ترامب وأجبرتها على إعلان إيقاف العدوان على اليمن، رغم أن بلوغ الغايات الرئيسية من الحرب كانت مازالت بعيدة، وهنا سنعرض أبرز هذه الأسباب:

- محدودية تأثير الهجمات مقابل ارتفاع التكاليف:

في محاولة للحصول على نتائج مختلفة عما حققته إدارة بايدن خلال حملة "تحالف الازدهار" ولتحقيق انتصار حاسم وسريع، حشدت إدارة ترامب قوة كبيرة لتنفيذ الحملة واستخدمت أدوات حربية استراتيجية وحديثة في المعركة مثل الطائرات الشبحية والقاذفات الاستراتيجية وحاملتي طائرات وقنابل خارقة للتحصينات، وهذه الأدوات تمثل أدوات ردع استراتيجية تحتفظ بها واشنطن لمواجهة الدول الكبرى مثل الصين وروسيا، وأرفقت هذا التحشيد العسكري الضخم بحملات إعلامية ضخمة لتحقيق هزائم نفسية بالتوازي مع القصف الكثيف.

ورغم القصف البحري من المدمرات والجوي من الطائرات بأكثر من 1700 غارة خلال 50 يوم تقريباً، استهدفت أكثر من 10 محافظات يمنية بشكل شبه يومي، ولم يقتصر هذا الاستهداف على المواقع العسكرية فقط، بل توسع ليشمل منشآت مدنية حيوية (موانئ، مطارات، مستشفيات، خزانات المياه، أبراج الاتصالات، مزارع وغيرها) بالإضافة إلى استهداف المنازل والأحياء السكنية ومراكز الإيواء وغيرها من الأعيان المدنية، ما أدى لاستشهاد وجرح المئات من المدنيين.

وبرغم هذا الاستهداف الواسع إلا أن ذلك لم يكن له تأثير على القدرات العسكرية اليمنية، إذ أن العمليات العسكرية ظلت مستمرة ولم يكن هناك أي مؤشر على انخفاض وتيرتها، وهو ما انعكس سلباً على مصداقية البيانات العسكرية التي كانت تنشرها القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" التي كانت تزعم بأنها استهدفت مواقع رادارات وورش لتصنيع الصواريخ والمسيرات ومنصات إطلاق وقيادات ميدانية لها صلة مباشرة بالتصنيع والإطلاق وغير ذلك، فلو صحت تلك البيانات لشوهد انخفاضاً ملحوظاً في وتيرة العمليات اليمنية منذ الأسبوع الأول، وبالتالي فإن استمرار العمليات اليمنية بنفس الزخم كان يمثل إحراجاً للقوات الأمريكية ما دفعها في الأيام الأخيرة لإيقاف إصدار بيانات بخصوص العمليات في اليمن.

إن شح المعلومات الاستخباراتية عن القدرات العسكرية اليمنية كانت أحد أهم العوامل التي أفرغت الهجمات من تأثيراتها، وهذا ما اعترف به الكثير من المسؤولين الأمريكيين، فالجغرافيا اليمنية الواسعة المليئة بالتضاريس الجبلية، بالإضافة للخبرات التي اكتسبها كوادر القوات المسلحة اليمنية في مجال التمويه والتخفي خلال السنوات الماضية، ساعدت بشكل مثالي في إعماء القوات الأمريكية وعقدت من مهمة رصد الأهداف، فالبحث عن أهداف عسكرية في الجغرافيا اليمنية المعقدة كمن يبحث عن إبرة صغيرة في كومة من القش.

مع مرور الوقت وجد الأمريكي نفسه يدخل تدريجياً في حرب استنزاف طويلة خصوصاً وأن الهجمات لم تحقق نتائج جيدة خلال الشهر الأول من الحرب، وهذا ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير نشرته قبل يومين جاء فيه:" بعد موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حملة لإعادة فتح حركة الملاحة في البحر الأحمر من خلال قصف جماعة الحوثي المسلحة لإخضاعها، كان يريد رؤية النتائج في غضون 30 يوما، وبحلول اليوم الحادي والثلاثين، طالب ترامب، بتقرير عن التقدم المحرز، وفقا لمسؤولين في الإدارة، لكن النتائج لم تكن مُرضية".

وبالتالي فإن اختلال التوازن بين النتائج غير المرضية والتكاليف الباهظة للحملة العسكرية، التي تجاوزت مليار دولار خلال الشهر الأول فقط بحسب نيويورك تايمز، بالإضافة إلى حجم الاستنزاف الكبير لمخزونات الذخائر المتطورة الذي أثار قلق المسؤولين الأمريكيين، قد ضيّق الخيارات على إدارة ترامب ودفعها باتجاه اختيار الانسحاب بدلاً من الاستمرار في العمليات.

ومما عزز تأكيد فشل الولايات المتحدة في ردع اليمن، دخول الكيان الإسرائيلي على خط المواجهة، وتنفيذه في يومي 5 و6 من الشهر الجاري هجمات استهدفت منشآت في العاصمة صنعاء ومحافظتي الحديدة وعمران، فلو كانت الضربات الأمريكية فعّالة، لما اقتضى الأمر تدخّل الكيان الإسرائيلي الذي تسبب بإحراج لإدارة ترامب، وأرسل رسالة واضحة مفادها أن الضربات الأمريكية غير مجدية في ردع اليمن.

كما أن استمرار العمليات دون تحقيق نتائج ملموسة مع استمرار زيادة الخسائر والتكاليف أدى إلى زيادة وتيرة الانتقادات من المعارضين لترامب في الداخل الأمريكي واتهموه بخوض حرب غير دستورية ليس فيها أي مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية.

- استمرارية العمليات اليمنية وتأثيراتها

منذ بداية الهجمات الأمريكية الأخيرة على اليمن التي بدأت في 15 مارس وحتى نهايتها في 7 مايو، نفذت القوات المسلحة اليمنية أكثر من 130 عملية عسكرية، بـ 253 صاروخ باليستي ومجنح وفرط صوتي وطائرة مسيرة، بحسب ما ذكره قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في كلمته الأخيرة، وهذه العمليات توزعت بين الاستهداف المباشر للأراضي الفلسطينية المحتلة واستهداف القطع العسكرية الأمريكية المتواجدة في البحرين الأحمر والعربي.

هذه العمليات وتأثيراتها وتداعياتها تعد أحد الأسباب الرئيسية التي أجبرت ترامب على القبول بمبادرة مسقط التي تقضي بوقف الهجمات الأمريكية على اليمن مقابل وقف اليمن لاستهداف السفن العسكرية، لأن استمرار هذه العمليات بنفس الوتيرة أظهر بأن العمليات الأمريكية غير مجدية في ردع اليمن، وهذا ما أكده السياسي الأمريكي، وعضو مجلس النواب السابق رون بول بقوله:" لم يُسفر التصعيد العسكري الأمريكي الهائل ضد الحوثيين في اليمن، عن رضوخهم للمطالب الأمريكية، بل إنه من الواضح أن الولايات المتحدة تراجعت عن المنطقة في مواجهة سلسلة من عمليات اليمنيين الناجحة، دفاعًا عن وطنهم".

العمليات العسكرية التي نفذها اليمن ضد حاملتي الطائرات "ترومان" و"فينسون" في البحرين الأحمر والعربي والقطع التابعة لهما، كانت لها نتائج وتأثيرات كبرى على مسار العمليات سوءاً بشكل مباشر وغير مباشر، فالتأثيرات المباشرة تمثلت في أن هذه العمليات أدت إلى سقوط طائرتين نوع f18 تقدر قيمتهما بحوالي 140 مليون دولار من على متن حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وذلك أثناء محاولتها تنفيذ مناورات لتفادي النيران اليمنية، بحسب الرواية الأمريكية.

وخلال فترة المواجهة نجحت العمليات البحرية اليمنية في منع مرور أي سفينة إسرائيلية أو أمريكية في البحر الأحمر والبحر العربي، بما في ذلك السفن الحربية وحاملتا الطائرات، اللتان لم تقتربا من السواحل اليمنية، وظلتا ترابطان في مناطق تبعد مئات الكيلومترات عنها. وهذا الابتعاد أثّر سلبًا على أدائهما لمهامهما بالشكل المطلوب.

كما إن الهجمات اليمنية المباغتة أجبرت حاملتي الطائرات والقطع التابعة لهما على البقاء في حالة استعداد دفاعي دائم، خشية أن تؤدي تلك الهجمات إلى إصابات مباشرة في الحاملات أو المدمرات، ونتيجة لهذا الانشغال المستمر بالجانب الدفاعي، تأثرت قدرة هذه القطع العسكرية على التحضير للهجمات وتنفيذها بالشكل المطلوب.

إضافةً إلى ذلك، فإن الهجمات البحرية استنزفت مخزونات القدرات الدفاعية للبحرية الأمريكية، حتى أنها اضطرت في بعض الأحيان إلى استخدام صواريخ متطورة تقدر قيمتها بملايين الدولارات، وهي صواريخ ذات أهمية بالغة تدخرها البحرية الأمريكية لمواجهات كبرى محتملة مع الصين وروسيا، ولتأكيد ذلك فقد نقلت شبكة إن بي سي عن مسؤولين أمريكيين قولهم بأن:" الجهود في عهد ترامب ضد الحوثيين جاءت بتكلفة باهظة واستنزفت المخزونات الأمريكية ".

أما التأثيرات غير المباشرة، فإن العمليات البحرية أصابت سمعة البحرية الأمريكية وهيبتها، وأثبتت بأن زمن حاملات الطائرات قد ولى وأنها لم تعد أدوات ردع استراتيجية، بل أصبحت تمثل عبئاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية.

وفيما يخص العمليات المباشرة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن استمراريتها بالتزامن مع الهجمات الأمريكية وجه رسائل واضحة بأن تأثير العمليات الأمريكية محدود للغاية، كما أنها أثبتت بأن حالة التطوير للقدرات الصاروخية مستمر، وما وصول الصاروخ اليمني إلى قلب مطار بن غوريون وتجاوزه لأحدث المنظومات الدفاعية يوم 4 مايو الجاري، إلا دليل على ذلك، وبقدر التأثيرات المباشرة التي أحدثها هذا الصاروخ على الملاحة الجوية الإسرائيلية، فإنه عزز حالة الإحباط لدى الأمريكي بتأكيده على عدم جدوى الهجمات، وهذا التفسير أكدته مجلة فورين بوليسي في تعليقها على العملية، حيث قالت في تقرير لها بأن:" الهجوم الصاروخي على مطار بن غوريون أكد لترامب أن عمليته لم تضعف الحوثيين واستمرارها مضيعة للوقت".

وفيما يتعلق بعمليات الإسقاط المتكررة لطائرات mq9 المتطورة، والتي تم إسقاط 7 منها خلال الحملة العسكرية الأمريكية الأخيرة، فقد كان لها دور كبير وفعال جداً في إعماء الأمريكي باعتبارها الأداة المثالية في جمع المعلومات ورصد الأهداف، وكذا منعه من الانتقال إلى المرحلة الثانية من الحرب(مرحلة الاغتيالات)، وهذا ما أشارت إليه شبكة سي إن إن عن مسؤولين أمريكيين قولهم:" كنا نأمل بدء مرحلة جديدة تركز على جمع المعلومات ومراقبة قادة الحوثيين لاستهدافهم، والمسيرات الأنسب للمهمة هي إم كيو 9 إلا أن الحوثيين كانوا يسقطونها بشكل متكرر"، وهذا اعتراف واضح بأن الإسقاط المتكرر لهذا النوع من الطائرات غيّر مسار المعركة كلياً، وأفشل عملية الانتقال للمرحلة الثانية من الحرب.

ولم تقف فاعلية دفاعات صنعاء الجوية عند هذا الحد، بل إنها كادت أن تسقط طائرات حربية من نوع f16 وf35، وهذا ما كشفه مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز بقولهم:" خلال الأيام الثلاثين الأولى من الحرب، أسقط الحوثيون سبع طائرات أمريكية مُسيّرة من طراز MQ-9 (بتكلفة حوالي 30 مليون دولار لكل طائرة)، مما أعاق قدرة القيادة المركزية على تتبّع الجماعة المسلحة وضربها، وصرح عدد من المسؤولين الأمريكيين بأن الدفاعات الجوية الحوثية كادت أن تُصيب عدة طائرات أمريكية من طراز F-16 وطائرة مقاتلة من طراز F-35، مما زاد من احتمال وقوع خسائر بشرية في صفوف الأمريكيين".

إن هذا التطور في قدرات القوات الجوية اليمنية لدرجة أنها باتت تمثل تهديداً مباشراً على الطائرات الحربية المتطورة يؤثر سلباً على أداء سلاح الجو الأمريكي، إذ أن مخاوف الإسقاط تدفع الطيارين إلى التحليق على ارتفاعات عالية جداً مما يؤثر على دقة تصويب الأهداف، كما يجبرهم أحياناً لإلغاء بعض العمليات لتفادي خطر إصابة الطائرات بصواريخ الدفاع الجوي، فلو أن طائرة حربية أمريكية سقطت بفعل إصابتها بصاروخ يمني، فإن ذلك سيقلب موازين المعركة بشكل كلي لصالح اليمن وسيكون لذلك تداعيات استراتيجية كبرى على مستوى المنطقة والعالم.

وفي إطار الرد على التصعيد الأمريكي باستهداف المنشآت ومنع سفن الوقود من تفريغ شحناتها في ميناء رأس عيسى، اتخذت صنعاء في بداية الشهر الجاري خطوة تصعيدية تمثلت بإصدار مركز تنسيق العمليات الإنسانية HOCC، قرارا يبدأ سريانه منذ ال17 من الشهر الجاري ويقضي ب:" حظر تصدير أو إعادة تصدير أو نقل أو تحميل أو شراء أو بيع النفط الخام الأمريكي (U.S. Crude Oil)(HS Code 2709.00)، من الموانئ الأمريكية، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، ويشمل ذلك عمليات النقل من سفينة إلى أخرى STS، سواءً بشكل كلي أو جزئي، بما في ذلك عبر أطراف ثالثة"، وبهذه الخطوة أثبتت صنعاء بأنها مازالت تحتفظ بالكثير من أوراق الضغط، وأن سقفها في التصعيد ليس محدوداً.

بالإضافة لكل ما سبق، فإن هناك الكثير من العوامل التي أظهرت بأن صنعاء لديها القدرة على الصمود والمواجهة لمرحلة طويلة، فالمسيرات الشعبية الأسبوعية الداعمة لموقف صنعاء لم تشهد أي تراجع، بل ازداد زخمها لتصل عدد الساحات التي ضمت المسيرات في الأسابيع الأخيرة إلى قرابة 1000ساحة.

 ولم يتوقف الأمر عند المسيرات الشعبية، بل إن القبائل اليمنية أعلنت النفير العام ونفذت مئات الوقفات القبلية المسلحة على امتداد المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء استعداداً وجهوزية لأي تصعيد قادم.

وهذا الاستنفار الشعبي، أثبت عملياً بأن هناك التفاف شعبي واسع إلى جانب أنصار الله، وأن تفعيل الأمريكي لخيارات تصعيدية أخرى مثل تفجير الجبهات الداخلية وتحريك الفصائل المحلية الموالية لها ولحلفائها في المنطقة ضد صنعاء قد يؤدي إلى نتائج معكوسة لصالح صنعاء.

وعموماً، فإن نتائج المعركة بين صنعاء وواشنطن لا يجب أن تُرى كحدث له تأثيرات آنية، بل يجب النظر إليها كتحول استراتيجي هام في مسار الصراعات والحروب على مستوى الإقليم والعالم، لأنها كشفت الكثير من الثغرات والعيوب العسكرية في الأسلحة الأمريكية الاستراتيجية، وأثبتت بأن هناك تكتيكات وأدوات حربية جديدة وبسيطة مثل المسيرات والصواريخ البحرية قادرة على إحداث نوع من التوازن في المعارك، كما أنها أثبتت بأن أسلحة الردع الأمريكية صارت عبئاً، وأن قدرتها على خوض معارك حاسمة وسريعة صار من الماضي.


الكاتب: رضوان العمري




روزنامة المحور