الثلاثاء 09 أيار , 2023 03:06

هدف العدو الاستفراد بسرايا القدس وتحييد القسّام

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية

بعد تصريحات مكثفة من قادة العدو في الاسابيع الاخيرة للعودة لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة، واستهداف قادة المقاومة الفلسطينية، معتقداً انها محاولة لإعادة قوة الردع التي فقدها في تعامله مع قطاع غزة، ولمنع انهيار حكومة نتنياهو بعد رفض بن غفير وزير الامن القومي في حكومة الاحتلال وحزبه من التصويت يوم الاحد الماضي في الكنيست، نفذ جيش العدو عملية اغتيال لثلاث قادة في المجلس العسكري لسرايا القدس (جهاد الغنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين) فجر يوم الثلاثاء الموافق التاسع من مايو/ايار،  مما ادى لارتقاء بالإضافة للثلاث قادة، عشرة شهداء من عائلات وجيران القادة من ضمنهم د. جمال خصوان نقيب اطباء الاسنان السابق، ورئيس مجلس ادارة مستشفى الوفاء للتأهيل، وابنه د. يوسف، في جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم دولة الاحتلال.

ان هذا السلوك لدولة الكيان الذي بُني على عقيدة تتلخص في قتل كل من هو ليس يهودياً غريباً على الارض لإقامة دولتهم المزعومة وقد أصدر عدد من حاخامات دولة الاحتلال (24 أغسطس/آب 2016) فتوى تحض الجنود الصهاينة على قتل الفلسطينيين، وتقول بالنص «أقتلوهم.. أبيدوهم بلا رحمة من أجل أمن إسرائيل)، فهم لا ينتظرون مبرراً لكي ينفذوا جرائم القتل، وقد شاهدنا مؤخرا كيف أطلق مستوطن الرصاص الحي، مساء السبت، على الشاب (ديار عمري) من فلسطينيي الداخل، ما أدى إلى مقتله، خلال شجار نشب بينهما في منطقة مرج ابن عامر بالداخل الفلسطيني المحتل، وعملية حرق منزل دوابشة في قرية دوما في محافظة نابلس على ايد المستوطنين، وغيرها من الجرائم بحق الفلسطينيين في الضفة والقدس، مما يوحي بالسلوك البربري الذي ينتهجه هذا الكيان للحفاظ على بقائه.

وإننا أمام هذه المشاهد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل وقطاع غزة، لنؤكد ان هذه السياسة لن تثني المقاومة ولا الشعب الفلسطيني عن التخلي عن ساحة المعركة والجهاد وقد جُربت هذه السياسة سابقا مع العديد من قادة المقاومة على المستوى السياسي أو العسكري، وقد حاول العدو من خلال هذه الجريمة بالإضافة لتعطشه للدم الفلسطيني، والحفاظ على الحكومة من السقوط، يهدف للتالي:

-يكون له السبق في المعركة القادمة على عكس معركة سيف القدس والتي كان للمقاومة كلمة السبق وحددت فيها اتجاهات المعركة.

-الاستفراد بسرايا القدس فقط وتحييد كتائب القسام من خلال الطرق العسكرية والمسارات الدبلوماسية.

من خلال ذلك فإننا نطمئن أبناء شعبنا بانكم سترون نتاج ثقتكم في المقاومة رأي العين، فإن المقاومة تجهزت جيدا لمثل هذا اليوم، وما ستشاهدونه من المقاومة لم تشاهدوه سابقا، فمن روغ انف الجندي الصهيوني في نحال عوز وابو مطيبق وموقع 16 وغيرها من البطولات لن يعجزه الرد المناسب، في الوقت المناسب، لكن الامر يحتاج لدراسة الميدان بشكل معمق، ولذلك المطلوب التالي:

-عدم الضغط على المقاومة وجلدها وترك قرار وطبيعة الرد لها، فهذه الجريمة الأليمة تحتاج لرد بحجمها.

-عدم ملاحقة السوشيال ميديا ونشر الاخبار التي من شأنها اضعاف الجبهة الداخلية، وتشتيت المواطنين، والتركيز فقط على دعم المقاومة، فالاحتلال ومعاونيه يكثفون من نشر اخبار كاذبه خلال هذه المرحلة.

-اشتعال جبهة الضفة والقدس والداخل للرد على هذه الجريمة.

إن ثقتنا العالية بالمقاومة وفصائلها لا سيما كتائب القسام تجعلنا أكثر هدوءً بان الرد سيكون على حجم الجريمة، وقد اصبحت اكثر تحررا في ردها الان بعد هذه الجريمة، والميدان اصبح اوسع وبقة الزيت أكبر{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }، ويجب ان يكون الرد نوعي مع تفعيل كل الجبهات في نفس الوقت كي تكون رادعه ومشتتة لدولة الاحتلال{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، كما ان الاحتلال لن يدخر جهدا بتنفيذ ضربة اخرى إذا سمحت له الفرصة بذلك ضد قادة المقاومة، فالحذر ووحدة الصف مطلوب في كل الأوقات..

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع


الكاتب: فادي رمضان




روزنامة المحور