الجمعة 18 تشرين ثاني , 2022 01:21

يديعوت أحرنوت: التقديرات الإسرائيلية أخفقت.. المقاومة في الضفة لا يمكن إيقافها

مستوطن قتل في عملية فلسطينية

لا يزال الاعلام العبري يقرأ أبعاد العملية الفردية المزدوجة الأخيرة التي نفذها الشهيد محمد صوف قرب مستوطنة "أرئيل" في سلفيت بالضفة الغربية المحتلّة والتي أدّت الى مقتل 3 مستوطنين في ساحات مختلفة وإصابة 3 آخرين.

في هذا السياق، اعتبر المعلّق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية يوسي يهوشوع في مقاله بعنوان "حتى الحكومة الجديدة لن توقف التهديد الفردي" أن "منفذ فرد مجهز بأسلحة غير متطورة كالسكين اجتاز الشاباك والإدارة المدنية، لا يمكن توقيفه"، مشيراً الى قصور في تقديرات جيش الاحتلال اذلي ظنّ أن "الموجة" انحسرت منذ شهر آب / أغسطس الماضي، لكن الواقع في الضفة "طويل ومرهق ويشير الى تغيير في عمق المجتمع الفلسطيني".  

المقال المترجم:

الهجوم (عملية المقاومة) الذي وقع الثلاثاء بالقرب من أريئيل وقع قبل ساعات من أداء اليمين للكنيست. كما هو متوقع، أدى التقارب بين الأمن والسياسة إلى ولادة خطاب متشدد من عناصر في الائتلاف الناشئ، لذلك من المهم أن نقول الآن: الحكومة المقبلة، مثل الحكومة التي ستنهي طريقها. الجيش الإسرائيلي ليس لديه حل، وبناءً عليه، من المستحسن ألا يقوم أعضاء الائتلاف، بمن فيهم أولئك الذين من المقرر أن يكونوا وزراء وأعضاء مجلس الوزراء وبالتالي الجمهور يراقبهم، بتقديم الوعود والتصريحات.

المنفّذ محمد صوف الذي قتل ثلاثة إسرائيليين هو من سكان قرية حارس. كان لديه تصريح عمل في منطقة أرييل الصناعية وليس لديه خلفية أمنية. كما هو مكتوب هنا عدة مرات: منفذ فرد مجهز بأسلحة غير متطورة كالسكين  اجتاز "الشاباك" والإدارة المدنية، لا يمكن توقيفه إلا بعمل أفضل لقوات الجيش و/أو الشرطة في الميدان.

كما لا يمكن للجيش الإسرائيلي إرسال المزيد من القوات النظامية إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، لأنه على أي حال، كانت جميع الوحدات تقريبًا موجودة هناك منذ آذار / مارس. وقد تضرر مستوى قوات الجيش لأنها لا تتدرب، وأحد القرارات العاجلة التي سيتعين على رئيس الأركان التالي هرتسي هليفي أن يتخذها هو، هل يستنفد القوات النظامية أم يجند الاحتياط، ما سيكلف الاقتصاد الكثير جدا في فترة أزمة اقتصادية؟

وفقًا لمسؤولين عسكريين كبار، فإن الهجوم (عملية المقاومة) استولى على إسرائيل بعد أسبوعين هادئين نسبيًا، اذ كان هناك انخفاض في جميع المعايير - في نطاق هجمات إطلاق النار، في التنبيهات وبالطبع في الإصابات - خاصة بعد شهر تشرين الأول (أكتوبر)، وهو الذي كان الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام، وقد سبقه شهر آب (أغسطس) حيث ظنّت هيئة الاركان ان الموجة انكسرت بل وخططت لحدث ختامي بمناسبة كسرها بتوزيع تنويهات.  

يُعلّمنا الواقع في يهودا والسامرة أننا في وضع مختلف، طويل ومرهق. إنه يشير إلى حدوث تغيير في عمق المجتمع الفلسطيني، حيث يستلهم السكان الذين ليسوا جزءًا من أنشطة المنظمات من الشبكات الاجتماعية ويستمدون الدافع من هناك لتنفيذ العمليات. مثل هذا الهجوم، الذي نجح للأسف أكثر بكثير مما خطط له محمد صوف، قد يصبح نموذجًا يحتذى به من حيث الجرأة وفي مطاردة أكبر عدد ممكن من الضحايا الإسرائيليين.

وفي الأيام الماضية ادعى مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي أن هذا الهجوم كان من الممكن أن يتوقف في وقت قصير للغاية، إذا لم يكن حارس الأمن قد أطلق النار في الهواء بل على المنفّذ. وهذه هي المرة الثانية التي ينتقد فيها الجيش الأمن المدني في منطقة أرييل على خلفية مشاكل السلوك والسعي للتواصل. ومع ذلك، يجب على هؤلاء الضباط أن يتذكروا أن أداء قوات الجيش الإسرائيلي في عدة حوادث - مثل الهجمات في شمرون وشعفاط - كانت مشكلة. في تلك الحالات، لم يعجب الجيش كثيرا بانتقاده. هذا لا يعني أنه لا ينبغي تعلم الدروس، ولكن يجب إجراء تفتيش للبيت الداخلي في جميع الغرف.


المصدر: يديعوت أحرنوت

الكاتب: يوسي يهوشوع




روزنامة المحور