الإثنين 19 أيلول , 2022 04:53

غابرييل بوريك: تشيلي ستكون مقبرة النظام الليبرالي!

غابرييل بوريك

تخرج أمريكا اللاتينية من عباءة السياسات الغربية وتظهر مواقفاً تتناقض مع رغبات ومصالح الولايات المتحدة وترفض السياسات الإسرائيلية. فعلى خطى فينزويلا ورئيسها نيكولاس مادورو، يعدّ وصول الرئيس غابرييل بوريك للحكم في تشيلي تغيراّ مهماً في الحديقة الخلفية لواشنطن. وقد رفض بوريك في اليومين الماضيين لقاء واعتماد السفير الإسرائيلي الجديد جيل أرتزيلي احتجاجاً على قتل كيان الاحتلال للشباب في الضفة الغربية المحتلّة.

فمن هو الرئيس التشيلي وما هي أبرز مواقفه؟

_ ولد بوريك في بونتا أريناس عام 1986، أما منطقته الأصلية فهي ماغالانيس، الواقعة أسفل الأنهار الجليدية في باتاغونيا.

_ درس في المدرسة البريطانية في مسقط رأسه،3 قبل أن ينتقل إلى كلية الحقوق في العاصمة سانتياغو.

_ قاد بوريك خلال سنوات دراسته الثانوية لعملية تأسيس الحركة الطلابية بالمدارس الثانوية في مدينته الأم. وانتخب خلال فترة دراسته الجامعية رئيساً لنقابة طلاب جامعة تشيلي.

_ عام 2006، كان بوريك من بين الأشخاص الذين تزعموا "ثورة البطاريق" الطلابية. إذ احتج آلاف طلاب البلاد ضد قانون خصخصة التعليم الموروث عن السياسات الاقتصادية لحكومة بينوشيه. انتهت باستجابة الرئيسة ميشيل باشليه وقتها لمطالبهم، من أجل فك الشلل الذي أصاب قطاع التعليم لمدة شهرين إثر الإضرابات الطلابية.

_ عام 2008 كان مستشارا لاتحاد الطلاب في كليته.

_ عام 2009 أصبح رئيساً لمركز طلاب القانون، وهو العام الذي قاد فيه احتجاجاً لمدة 44 يوماً ومثّل الطلاب كعضو في مجلس الشيوخ في الجامعة.  

_ عام 2011 كان مرشّحاً لقيادة اتحاد طلاب جامعة تشيلي، فقد ً تم انتخابه رئيسا بنسبة 52.30 %من الأصوات.

_ أصبح أحد المتحدثين الرئيسين لاتّحاد الطلاب التشيليين.

حياته السياسية

_ دخل عامل السياسة في 2013 وشارك في الانتخابات البرلمانية كمرشح مستقل. ورغم صغر سنه، انتخب عضوا في مجلس النواب عن منطقة ماغالانيس والقطب الجنوبي التشيلي.

_ أدى بوريك اليمين كعضو في مجلس النواب في مارس 2014، وقضى ولاية حافلة بالنشاط، شغل خلالها منصب عضو في لجان حقوق الإنسان بالبرلمان، وهي فعالية مكنته من إعادة انتخابه في العام 2017 بأغلبية متزايدة محطماً رقماً قياسياً في أعداد منتخبيه.

_ تقدّم الى الانتخابات الرئاسية في تموز/ يوليو الماضي، وفاز في الانتخابات التمهيدية للائتلاف التقدمي Dignidad Apruebo  في مواجهة عمدة ريكوليتا دانيال جادو إذ حصل على ما يقرب من 11 60 % من الأصوات.

_ فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2021 بعدما حصل على 86,55 % ً من الأصوات متقدما بـ 11 نقطة على منافسه "كاست" الذي لم يخفِ حنينه الى ديكتاتورية اوغستو بينوشيه (1973- 1990).

_ تولى رئاسة تشيلي في 3 مارس/ آذار 2022 خلال حفل أقيم في قاعة الشرف التابعة للمؤتمر الوطني، في مدينة فالبارايسو.

_ تم انتخاب بوريك بأكبر عدد من الأصوات (6.4 مليون) وأعلى نسبة مشاركة في الاقتراع منذ إدخال التصويت18 الطوعي عام 2012.

_ بعد إعلان النتائج، نزل مئات الآلاف من التشيليين إلى شوارع العاصمة سانتياغو للاحتفال بفوز بوريك والاستماع إلى الخطاب الأول لرئيسهم المنتخب. في خطاب النصر، شكر بوريك المواطنين على دعمهم.

أسباب انتخابه

_ تعهد بوريك خلال حملته الانتخابية بإلغاء نموذج عدم تدخل الدولة في الاقتصاد، مع تعزيز حماية البيئة والسكان الأصليين.

_ يقول أنصار بوريك إنه سيصلح النموذج الاقتصادي الموجه نحو السوق في البلاد، الذي يعود تاريخه إلى عهد بينوشيه.

_ يمثّل بوريك الرئيس الجديد الأمل لشعب تشيلي في أن يعيش ثورة ضد التمييز الاقتصادي والسياسات النيوليبرالية المتوحشة لسابقه. كما يمثّل الأمل لشعوب العامل إذ يصطف دائماً إلى جانب القضايا العادلة للشعوب، وعلى رأسها النضال الفلسطيني من أجل حقّه ضد الآلة الدموية للاحتلال الإسرائيل.

مبادئه السياسية

_ يتوقع المتتبعون لشؤون أميركا اللاتينية أن يسلك بوريك مسار بعض الزعماء اليسارين، على غرار رئيس فنزويلا الراحل هوغو تشافين والزعيم الكويب فيدل كاسترو، فهو يبدي إعجابه بهما.

_ يعد بوريك الذي تولى رئاسة البلاد التي تحتضن إحدى أكبر الجاليات الفلسطينية في العامل، أحد أهم المناصرين للحق الفلسطيني، ويدعم بشدة حركة مقاطعة إسرائيل BDS.  كما سعى أثناء ولايته البرلمانية إلى تشريع قانون يلزم البلاد بمقاطعة المنتوجات الإسرائيلية.

_ ينتمي إلى جيل يعطي أهمية للاعتبارات السياسية التي تحكمت في القوى الديمقراطية سواء اليسارية أو الليبرالية في أميركا اللاتينية.

_ يعد بوريك من أبرز المدافعين عن إتاوات التعدين في بلد يزخر بمناجم النحاس وبثروات باطنية أخرى.

_ وعد الرئيس المنتخب بمنع مشروع تعدين مقترح مثير للجدل، قال إن من شأنه تدمير المجتمعات والبيئة الوطنية

_ يخطّط بوريك لفرض ضريبة على الثروات والطبقة الغنية، إضافة إلى جعل التعليم مجانيا في البلاد.

موافقه من أمريكا

_ قال بوريك عندما رشّح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية: "إذا كانت تشيلي مهد النظام الليبرالي في أمريكا اللاتينية فهذه المرة ستكون مقبرته".

_ تلقى اتصالاً من بايدن لتهنئته عقب فوزه، وبحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض جاك سايك، ناقش الجانبان الالتزام المشترك بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان والنمو الشامل.

مواقفه من القضية الفلسطينية

_ يناصر بوريك القضية الفلسطينية ويعادي السياسة الإسرائيلية

_ عام 2018 زار الضفة الغربية المحتلة برفقة نائبين آخرين

_ عام 2019، بعد تلقيه هدية بمناسبة "عيد رأس السنة العبرية" من منظمة غير ربحية تمثّل الجالية اليهودية بتشيلي والمقدر عددها بـ 18 ألف يهودي، رد بوريك بتغريدة على التويتر: "أنا أقدر هذه اللفتة ولكن يمكنهم البدء بمطالبة إسرائيل بإعادة الأراضي المحتلة بطريقة غير شرعية".

_ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، قال بوريك في مقابلة تلفزيونية "نعم، إسرائيل دولة إبادة ودولة إجرامية يجب أن ندافع عن حقوق الإنسان مهما كانت قوة الدولة".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور