السبت 21 أيار , 2022 12:34

الـ S-300 في سوريا مفعّلة: إشارة قوية لتركيا وإسرائيل!!

منظومة S-300

ما زال استخدام الجيش السوري لمنظومة S-300 الروسية الصنع، واستهدافه لطائرات الإسرائيلي المعتدية لأول مرّة، في الـ 13 من أيار / مايو، يحتلّ حيزاً مهما من البحث والتدقيق، عن الرسائل الروسية المبطنة من هذه الخطوة، خاصةً في الكيان المؤقت. فقد أثارت هذه الحادثة المخاوف، من أن تكون موسكو في صدد تأكيد موقفٍ أكثر عدوانية ضدهم في سوريا. وهذا ما أشار له المراسل العسكري للقناة العبرية الـ 13 ألون بن دايفيد حينما قال: "من الواضح تمامًا أن الروس لا يحبون حقيقة أننا نعمل في سوريا"، موضحاً بأن الروس يقولون للكيان من خلال هذه الرسالة: "إنك تمشي على جليد رقيق، كن حذرًا، لقد نفد صبرنا ". كاشفاً أن هذا الحدث أدى إلى قلق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن أي تحول محتمل في السياسة الروسية تجاه سوريا، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الحدث يمثل طلقة تحذير لمرة واحدة أو تحديًا أكثر خطورة. متوقعاً أن اختبار ذلك سيحدث في غضون أيام.

ومن هذا المنطلق، أعدّ موقع "ميليتري واتش ماغازين – Military watch Magazine" مقالاً تحدث فيه عن الأبعاد العسكرية لهذه الضربة.

النص المترجم:

في 13 أيار / مايو، ظهرت عدة تقارير تفيد بأن بطاريات صواريخ S-300 أرض – جو، التي يمتلكها الجيش السوري قد تم التأكيد بأنها مفعّلة، وربما تم استخدامها لإطلاق النار على طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، لصد هجوم على مركز بحث سوري. وتشير التقارير عن إطلاق الصواريخ إلى أنها أطلقت باليستية دون قفل رادار، مما يعني أنه من المحتمل أن يكون القصد هو إطلاق النار كعرض للقوة وليس بقصد تحييد طائرات العدو. تم تسليم S-300s التي يُعتقد أنها من طراز S-300PMU-2 إلى سوريا من قبل روسيا اعتبارًا من أيلول / سبتمبر 2018، ولكن لم يتم استخدامها مطلقًا في القتال، على الرغم من أن عددًا من التقارير قد أشارت، إلى أن مستشعراتها ربما تم استخدامها للمساعدة في توجيه الصواريخ من أنظمة دفاع جوي أخرى، لاعتراض الصواريخ الإسرائيلية في الماضي. وكان من المقرر في البداية أن تتلقى سوريا صواريخ إس -300 في حوالي عام 2013، لكن الضغط الإسرائيلي على روسيا دفع موسكو إلى إلغاء الصفقة، التي كانت أحدث أنظمة أسلحة متعددة عالية الأداء يرفض وصولها الى سوريا منذ الانهيار السوفيتي، نتيجة العلاقات الروسية الإسرائيلية الوثيقة. تغير هذا فقط عندما اتهمت روسيا إسرائيل باستخدام طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الروسي من طراز Il-20 فوق سوريا، كغطاء تسبب في تدمير الطائرة ومقتل جميع من كانوا على متنها في أيلول / سبتمبر 2018.

بعد تسليمها إلى سوريا، وعلى الرغم من تدريب الطواقم السورية قبل أكثر من خمس سنوات قبل إلغاء الأمر الأولي، تم تشغيل S-300 بشكل خاص من قبل أفراد روس، والذي كان يُنظر إليه على أنه إجراء احترازي ضد الهجمات الغربية أو التركية أو الإسرائيلية المحتملة. في حين أن هذه الدول قد هاجمت جميعًا أفرادًا سوريين، إلا أنها كانت أكثر حذرًا فيما يتعلق بمهاجمة القوات الروسية بشكل مباشر في البلاد. لا يزال من غير المؤكد متى تم منح القوات السورية السيطرة على الأنظمة، لكنها لم تستخدم بشكل خاص لصد الهجمات الإسرائيلية أو التركية على البلاد لأكثر من ثلاث سنوات، بما في ذلك خلال الاشتباكات العنيفة مع الجيش التركي من يناير / كانون الثاني إلى آذار / مارس 2020. تفعيل نظام S-300 يتبعه خطوات متزايدة من جانب روسيا، لتعزيز قدرات الدفاع الجوي في البلاد، بما في ذلك نقل مقاتلات MiG-29SMT الجديدة كمساعدة، وبداية التدريبات المشتركة المنتظمة بما في ذلك القتال ومحاكاته اعتبارًا من كانون الثاني / يناير 2022. يأتي ذلك في الوقت الذي وسعت فيه روسيا من قدراتها، ووجودها العسكري في سوريا، والذي تم استخدامه في البداية لدعم جهود مكافحة التمرد السورية (الإرهاب التكفيري) اعتبارًا من أب / أغسطس 2015، لإيواء الأصول الاستراتيجية بما في ذلك طائرات MiG-31K وTu-22M3 المجهزة بصواريخ باليستية تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي توفر أصلًا رئيسيًا لحرب محتملة مع حلف الناتو. وبالتالي، يُنظر إلى قدرة الدفاع الجوي السوري الأقوى على أنه في مصلحة روسيا، ويقلل العبء على القوات الروسية لحماية المجال الجوي للبلاد، وكذلك المنشآت العسكرية الروسية الموجودة هناك. كما نشرت روسيا على وجه الخصوص مقاتلاتها من طراز Su-35 في مطار القامشلي، وهي منشأة جديدة في سوريا تقع بالقرب من الحدود التركية لأول مرة في تشرين الأول / أكتوبر 2021.

دخلت S-300PMU-2 الخدمة لأول مرة في الجيش الروسي في العام 1997، وهي البديل الأكثر قدرة من سلسلةS-300P ، التي سبقت تقديم S-400 في العام 2007 - والتي تم تعيينها في البداية. منظومة  S-300PMU-3 قادرة على الاشتباك مع ما يصل إلى 32 هدفًا في وقت واحد، ويبلغ مدى اشتباكها 250 كيلومترًا، إذا ما تم تجهيزها بصواريخ 48N6E3، على الرغم من أن تلك الموجودة في سوريا، قد تكون لا تزال تعتمد على 48N6E2 الأقدم مع مدى 200 كيلومتر وسرعة أقل، وهي منتشرة بالقرب من دمشق، لذا فإن مداها يسمح لها بالاشتباك مع أهداف على ارتفاعات عالية في عمق المجال الجوي لفلسطين المحتلة، أثناء حراسة العاصمة. وقد ينذر تنشيط النظام بتسليم المزيد من الوحدات والمزيد من مقاتلات MiG-29SMT إلى سوريا، وربما حتى هجوم جديد للجيش العربي السوري ضد القوات الأجنبية المتمركزة على الأراضي السورية. ولا يقتصر ذلك على الحلفاء العسكريين الأمريكيين والأوروبيين مثل النرويج وفرنسا، اللتين تحافظان على معقلهما في شمال شرق سوريا الغني بالنفط واستخرجا النفط واستفادتا منه على نطاق واسع، ولكن أيضًا القوات التركية التي تحتل محافظة إدلب في الشمال الغربي. وقد أشار المسؤولون الأمريكيون إلى إدلب على أنها أكبر معقل للقاعدة في العالم منذ عام 2001، حيث تتلقى القوات الإرهابية الكبيرة المتمركزة هناك، دعمًا كبيرًا من الدولة التركية، ويلاحظ أيضاً أفراد أتراك في وحداتهم الخاصة.

وفي حين وفرت السيطرة التركية على الجو في عام 2020 ميزة رئيسية لها ضد القوات السورية، فإن نشر سوريا لصواريخ إس -300 يمكن أن يلغي ذلك، وربما يمهد الطريق لتحقيق تقدم كبير. مع افتقار تركيا إلى مقاتلات التخفي أو المقاتلات التي تتمتع بقدرات هجوم إلكترونية متطورة، مماثلة للطائرة الإسرائيلية F-16I ، قد يكون تنشيط S-300PMU-2 في أيدي السوريين تحديًا وشيكًا للمصالح التركية أكثر من أي دولة أخرى. بالنسبة لإسرائيل، التي شنت غارات جوية على أهداف سورية بشكل متكرر، لما يقرب من عقد من الزمان، فإن مصالح الدولة المحدودة في سوريا، واعتمادها على الصواريخ الموجهة، التي يتم إطلاقها من خارج المجال الجوي السوري، يعني أن الخطر على مقاتليها قد يكون أقل بكثير.


المصدر: military watch magazine

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور