الأربعاء 23 حزيران , 2021 03:16

عمران خان: طالبان ينبغي أن تكون جزءًا من الحكومة الأفغانية

عمران خان
رئيس وزراء باكستان عمران خان: اسلام آباد ستتعامل مع أي حكومة أفغانية تحظى بثقة الشعب الافغاني، مضيفاً بان التاريخ قد اثبت بان أي طرف خارجي لا يستطيع ان يسيطر على أفغانستان.

كتب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مقالة نشرت بصحيفة واشنطن بوست أعرب فيها عن استعداد بلاده لتكون شريكاً من اجل السلام في أفغانستان، مشدداً في الوقت نفسه على ان إسلام اباد لن تخاطر في تأجيج النزاع. 

وشدد عمران خان على رفض باكستان الحكم العسكري في أفغانستان الذي قال انه لن يؤدي سوى إلى حرب أهلية تستمر عقود، مؤكداً على ان طالبان لا تستطيع ان تسيطر على كل الأراضي الأفغانية، لكنها يجب ان تكون في نفس الوقت جزء من أي حكومة مستقبلية من اجل نجاح هذه الحكومة. 

كذلك أكد عمران خان على ان بلاده لا تفضل أطرافًا معينة في أفغانستان، وانها ستتعامل مع أي حكومة أفغانية تحظى بثقة الشعب الافغاني، مضيفاً بان التاريخ قد اثبت بان أي طرف خارجي لا يستطيع ان يسيطر على أفغانستان. 

وأشار الى معاناة باكستان نتيجة الحروب في أفغانستان، وقال ان باكستان وقعت ضحية الارهاب بعد ما انضمت إلى الولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب"، وأضاف ان الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة بواسطة الطائرات المسيرة لم تحقق الانتصار في الحرب، بل اوجدت حالة كراهية تجاه الاميركيين وأدت إلى تعزيز صفوف الجماعات الإرهابية. 

كذلك تحدث عمران خان عن ضغوط مارستها الولايات المتحدة على باكستان من اجل ارسال قواتها إلى المناطق القبلية الواقعة على الحدود مع أفغانستان، وقال ان قيام باكستان بذلك لم يقضي على "التمرد" بل أدى إلى تشريد نصف عديد سكان هذه المناطق، بما في ذلك تشريد مليون شخص في منطقة شمال وزيرستان وحدها، ناهيك عن الاضرار المادية وتدمير القرى. 

ولفت عمران خان إلى العمليات الانتحارية التي استهدفت الجيش الباكستاني، وقال ان عدد الجنود الباكستانيين الذين قتلوا جراء ذلك يفوق مجموع عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في أفغانستان والعراق معاً. 

كما أشار إلى ان هناك ما يزيد عن ٣ مليون لاجئ أفغاني في باكستان، مضيفاً بان الحرب الاهلية في أفغانستان ستؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين، وبالتالي إلى زعزعة الوضع في المناطق الحدودية. 

وتابع عمران خان بان موافقة بلاده على استضافة القواعد العسكرية الأميركية على أراضيها من اجل القيام بعمليات قصف لأفغانستان تزامناً مع اندلاع الحرب الاهلية سيجعل من باكستان هدفاً للهجمات الانتقامية من قبل الإرهابيين، موكداً على ان إسلام اباد لا تستطيع ان تتحمل هكذا سيناريو. 

وفي نفس الوقت تحدث عمران خان عن تطابق مصالح باكستان والولايات المتحدة في أفغانستان، وعن رغبة بلاده بالتوصل إلى حل تفاوضي، وعن ضرورة إيجاد الاستقرار والتخلص من الإرهاب الذي يستهدف كلا البلدين (باكستان والولايات المتحدة).
 
وأكد على دعم بلاده لأي اتفاق يحافظ على "المكاسب التنموية" التي تم تحقيقها في أفغانستان خلال العقدين المنصرمين، وأعرب عن رغبة اسلام اباد بتحقيق التنمية الاقتصادية وتكثيف التبادل التجاري في منطقة آسيا الوسطى، وعن امله بان تبدي الحكومة الأفغانية المزيد من المرونة في المحادثات مع طالبان، وان تتوقف عن توجيه اللوم إلى باكستان. 

وأشار عمران خان إلى البيانات المشتركة الصادرة عن كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان والتي جاء فيها بان أي محاولة لفرض حكومة عبر القوة في أفغانستان ستلقى موقفاً رافضاً من الأطراف المذكورة وستمنع كذلك حصول أفغانستان على المساعدات الخارجية التي تحتاجها. 

وأضاف بان البيانات المشتركة هذه تشكل المرة الأولى التي يتخذ فيها هكذا موقف موحد حول شكل التسوية السياسية في أفغانستان، مردفاً بان ذلك قد يؤدي بدوره إلى اتفاق إقليمي جديد حول السلام والتنمية في المنطقة عموماً، والذي قد يشمل مشاركة المعلومات الاستخباراتية والعمل مع الحكومة الأفغانية من اجل مواجهة التهديدات الإرهابية الناشئة.
 
وقال ان هكذا اتفاق قد ينص على تعهد الدول المجاورة لأفغانستان بعدم استخدام أراضيها ضد أفغانستان او ضد أي بلد آخر، بينما تتعهد أفغانستان بالمثل، وتابع بان هكذا اتفاق قد يؤدي إلى تعهدات بمساعدة الافغانيين على إعادة بناء بلدهم. 

وأعرب عمران خان عن اعتقاده بان تعزيز الروابط الاقتصادية والتبادل التجاري الإقليمي يشكل خطوة أساسية نحو تحقيق السلام والامن الدائم في أفغانستان، مشدداً على ان المزيد من العمل العسكري هو اجراء عبثي. 

وفي الختام قال ان أفغانستان قد تشكل نموذجاً للتعاون الإقليمي في حال جرى "مشاركة هذه المسؤولية". 
 
وفي سياق غير بعيد رفض عمران خان إدانة الحكومة الصينية على خلفية المزاعم عن انتهاكات ترتكب بحق المسلمين الإيغور في محافظة“Xingjiang”. 

وفي مقابلة مع موقع “Axios” قال عمران خان ان الصين كانت من أفضل أصدقاء بلاده في أصعب الفترات التي مرت على باكستان، وان أي كلام مع بكين حول موضوع “Xingjiang” سيكون خلف الأبواب المغلقة. 

كما أشار رئيس الوزراء الباكستاني إلى ان بكين من جهتها نفت صحة المعلومات عن ارتكاب انتهاكات بحق الإيغور خلال محادثات جرت مع إسلام باد خلف الأبواب المغلقة. 

وتساءل عمران خان عن سبب اهتمام الغرب بهذا الموضوع بينما يتم تجاهل قضية سكان إقليم كشمير، ومشيرا الى ان هناك احداثاً تحصل في أماكن اخرى مثل فلسطين وليبيا والصومال وسوريا وأفغانستان.


المصدر: واشنطن بوست

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور