الأحد 26 آذار , 2023 04:18

صفعة جديدة للاحتلال الأمريكي في سوريا

قوات الاحتلال الأمريكي

مجموعة عوامل وتغيرات استراتيجية في منطقتنا، أدّت الى اشتعال الوضع في شمالي وجنوبي شرقي سوريا، تحت عنوان الإحتلال العسكري الأمريكي هناك، الذي يتخذ منذ سنوات ذريعة مواجهة تنظيم داعش الوهابي الإرهابي لكي يبقى هناك، بينما هدفه الرئيسي والواضح هو تقديم الدعم للكيان المؤقت.

فبعد اعتداء جوي نفذته طائرات حربية أمريكية انطلقت من قاعدة العديد الجوية في قطر، ردّت المقاومة الشعبية السورية والقوات الحليفة لها (اتهم مسؤولو الإدارة الأمريكية إيران ومن يصفونهم بوكلائها بتنفيذ هذه العملية)، بضربات صاروخية وطائرات دون طيار، دكّت القواعد الأميركية على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات، أي قواعد حقل العمر ومنشأة كونيكو وقاعدة ومطار الشدادي، الأمر الذي أدى الى سقوط قتيل وجرحى بين الجنود الأمريكيين.

وفي رد على تصريحات المسؤولين الأميركيين بخصوص مشاركة إيران في مهاجمة القواعد الأميركية في سوريا، هدّد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي، بأن أي ذريعة لمهاجمة القواعد الإيرانية في سوريا ستقابل على الفور برد فعل مماثل. كاشفاً بأنه خلال اليومين الماضيين، نقلت المروحيات الأميركية بعدة طلعات جوية إرهابيي داعش على الأرض، بهدف استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا، وهذا البلد فعل ما ينبغي أن يكون مسؤولا عنه.

أبرز العوامل التي ساهمت في دفع الولايات المتحدة الأمريكية الى تفجير الأوضاع:

1)تراجع نفوذ واشنطن في منطقة غرب آسيا بشكل كبير، وهذا ما يؤكد عليه الكثيرون آخرهم وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي الأسبق هنري كيسنجر أيضاً. لذلك تسعى أمريكا الى نقض ذلك من خلال هذه المحاولة، التي أدّت أيضاً الى نتائج عكسية، بحيث أظهرت ضعفها أيضاً أمام ردّ محور المقاومة، الذي صاغ معادلة ردع جديدة.

2)ما يشهده الكيان المؤقت من مشاكل داخلية شبه وجودية، والتي تظهر من خلال العديد من الظواهر الجديدة، أخطرها بحسب عسكريي الكيان الكبار تمرد قوات الاحتياط، وهو ما يعدّونه يشكل خطراً وجودياً على جيش الاحتلال، وبالتالي على الكيان كلّه. 

3)توجيه رسالة الى روسيا، التي كشف قائد القوات الجوية المشتركة في القيادة المركزية الأميركية الجنرال أليكسوس غرينكويتش مؤخراً، بأن طائرات عسكرية روسية حلقت فوق قاعدة التنف العسكرية جنوبي سوريا 24 مرة في آذار / مارس الحالي، بشكل "تنتهك" فيه موسكو اتفاقا عمره 4 سنوات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، مما يهدد بتصعيد الوضع على حد وصف الجنرال غرينكويتش.

خيار واشنطن الوحيد العودة الى داعش

أمام عجز واشنطن من التأثير في هذه المنطقة الاستراتيجية من سوريا، قد تضاعف من اعتمادها على تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، وهذا ما تشير إليه بعض مراكز الأبحاث القريبة من الإدارة الأمريكية، مثل مركز " Critical Threats" الذي يقدّر بأن نشاط داعش في هذه المنطقة، يشكل واحداً من التحديات أمام جهود إيران وسوريا لتأمين خط إمداد بين البوكمال وحلب (الذي تعتبره أمريكا ومن خلفها إسرائيل الطريق الأبرز لنقل الأسلحة الى حركات المقاومة خاصةً في لبنان).

وفي هذا الإطار، كشف المركز بأن نشاط داعش في العراق وسوريا، خلال الـ 3 أشهر الأولى من هذا العام، قد تخطى الـ 100 عملية، واللافت بأن كل هذه العمليات لم تلقى أي رد فعل، من قبل ما يعرف بقوات التحالف ضد الإرهاب الذي تقوده أمريكا.

جميع هذه الأمور تؤكد لنا بأن الفترة المقبلة، قد تشهد هذه المنطقة تصاعداً في العمليات ضد الاحتلال الأمريكي هناك، والذي إن لم يردّ بشكل مباشر، سيعتمد حينها على داعش.


مرفقات


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور