الأربعاء 15 شباط , 2023 08:46

انتفاضة الأطفال في القدس!

حاجز شعفاط - مكان مقتل الرقيب سواعد

قتل 11 جنديًا ومستوطنًا خلال اسبوعين في القدس المحتلّة فقط، في سلسلسة من العمليات التي نفّذها شباب فلسطينيون. في وقت رسم فيه وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير "معياراً ضخماً من التوقعات للتعامل مع العمليات والأمن الشخصي، وحالياً العمليات تتزايد والرد الإسرائيلي ضعيف ومتراخ"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

اتهم المحلل العسكري في الصحيفة رون بن يشاي، بن غفير بتدهور الوضع الأمني في القدس وشعور المستوطنين  بفقدان الأمن، موضحًا أن إجراءات بن غفير لن تجلب إلا مزيداً من العمليات واستمرار التصعيد بالضفة وإطلاق الصواريخ من غزة، وهذا يشير الى  تآكل الردع".

فمنذ عملية  الشهيد خيري علقم والتي تبعتها عملية الدهس التي نفذها الشهيد حسين قراقع، طلب بن غفير بتنفيذ الكثير من الإجراءات مثل تطبيق بنود لجنة "كعتابي" بحق الأسرى، وهدم بيوت كبيرة ومسكونة، وحصار شعفاط وأحياء القدس، واعتقالات إدارية احترازية.

لكنّ تحليل القناة 12" العبرية جاء في سياق تحليل "يديعوت أحرنوت"، اذ رأت القناة أن "تصريحات بن غفير بشأن فرض الإغلاقات ونصب الحواجز بالقدس، تساهم في تصاعد الغضب والعمليات من قبل الشبان الفلسطينيين".كذلك حذّر "مصدر أمني اسرائيلي" في صحيفة "معاريف" العبرية " من التداعيات الخطيرة من تكثيف عمليات  المداهمة الإسرائيلية لأحياء القدس، وذلك من شأنه زيادة الضغط على الفلسطينيين، الأمر الذي سيؤدي إلى تزايد العمليات الفلسطينية".

شهدت القدس المحتلّة في اليومين الماضيين عمليتين جديدتين نفّذها طفلان الأول بعمر الـ 14 عامًأ والثاني بعمر الـ 13 وهما ابنا مخيم شعفاط، وتمكّن الأخير من قتل الجندي في الشرطة الرقيب أول أصيل سواعد عند حاجز المخيم. وقد فصلت بين العمليتن ساعات فقط. فيما اقتحمت قوات الاحتلال مرات عديدة مخيم شعفاط وسط تصدّي السكان. كما أغلق الاحتلال حاجز "شعفاط" أمام الخارجين من المخيم حتى إشعار آخر.

انتفاضة الأطفال

علّقت قناة "كان" العبرية بالقول "تحدٍ صعب يواجه إسرائيل، يبدو أننا سنعود لانتفاضة السكاكين مجددًا". أمّا مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، حاييم غولدتش، فقال "الاتجاه واضح جداً، انتفاضة الأطفال". وفي تحليل مسؤول أمني اسرائيلي "القناة 12" العبرية فإن "صغر سن منفذي العمليات الأخيرة ناتج عن 3 عوامل دفعتهم لذلك؛ التربية في البيت، والتحريض في المؤسسات التعليمية في شرق القدس، والتحريض عبر شبكات التواصل الاجتماعي".

في المقابل صرّح الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم أن "الضربات المتتالية التي يوجهها الشباب الثائر في مدينة القدس المحتلة لجيش الاحتلال ومستوطنيه، تأتي رداً على جرائم القتل اليومي بحق أبناء شعبنا وانتهاك حرمة المقدسات واقتحامات المسجد الأقصى".

تحدٍ أمني.. ما يشهده الكيان أمر غير معتاد

يدرك الاحتلال خطورة تصاعد المقاومة في منطقة تعتبر خاصرته الأضعف وبل إن انعدام الأمن فيها عن الاطاحة بدعاية سيطرته على "العاصمة" ومنطقة اكتمال مشروعه التهويدي المزعوم. في هذا السياق قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال، عاموس يادلين إن "القدس هي قلب الصراع، لها القدرة في التأثير على الضفة وغزة وعرب الداخل؛ هذه هي استراتيجية قائد حركة حماس يحيى السنوار". وتابع " إن تخفيض موجة العمليات إلى الصفر مهمة مستحيلة، ما نشهده أمر غير معتاد".

كذلك اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية، تال ليف رام، أنّ "المعطيات الحقيقية تؤكد بوضوح بأن الهجمات المنفردة هي نقطة ضعف إسرائيل، كما أنها مهمة معقدة، خاصةً أن الأسلحة النارية أصبحت اليوم منتجاً متاحاً للجميع"، كما أضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال، ران كوخاف أن "العمليات الفردية تعتبر تحدياً أمنياً واستخباراتياً معقداً للغاية، لأنه من الصعب جداً الدخول في ذهن الشخص الذي سينفذ عملية لمعرفة نواياه، لا يوجد حل لهذا".


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور