السبت 01 أيار , 2021 02:46

الطائرات المسيرة الإيرانية: من الحصار تُولد قوة

تعتبر أميركا وكيان الإحتلال الإسرائيلي، الجمهورية الإسلامية الإيرانية المصدر الأكبر للتهديد بواسطة الطائرات المسيرة، ما دفعهما لتوقيع اتفاق عام 2018، يقضي بتعاون ثنائي بينهما لمواجهة هذا التهديد المتزايد. فكيف أصبحت إيران تمتلك أكبر عدد من الطائرات المسيرة في الشرق الأوسط، كما وصفت صحيفة جيروزاليم الإسرائيلية؟

في تصريح لرئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، أمام الكونغرس قال فيه إنه "بينما تنفق الولايات المتحدة المليارات، من أجل تطوير تكنولوجيا مقاومة الطائرات المسيرة، فإن التهديد لا يزال قائما"، وقسم ماكينزي التهديدات إلى مجموعتين، "الأولى هي الطائرات الصغيرة، التي يمكن لصق قنابل يدوية وقذائف هاون عليها، أما الثانية وهي الأكبر حجما، التي تشبه الطائرات التقليدية، وتعد الأكثر إثارة للقلق حتى الآن".

وتعتبر أميركا وكيان الإحتلال الإسرائيلي، الجمهورية الإسلامية الإيرانية المصدر الأكبر لهذه التهديدات، ما دفعهما لتوقيع اتفاق عام 2018، يقضي بتعاون ثنائي بينهما لمواجهة التهديد المتزايد من الطائرات المسيرة الإيرانية. واضيف له مؤخرا، اتفاق جديد بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، و نظيره في كيان الإحتلال مائير بن شبات، ضمن نفس المجال.

برنامج تراكمي محلي

تعود فكرة صنع الطائرات بدون طيار في إيران، إلى السنوات التي سبقت الثورة، لكنها أصبحت أقرب للتنفيذ مع الثورة الإسلامية، ففي سنوات الحرب العراقية الإيرانية، برزت الحاجة لوسيلة استطلاع جوي لتحديد مواقع الجيش العراقي، خصوصاً بعد خطورة القيام بعمليات الرصد عبر طائرات RF-4. ففيما كانت بغداد تحصل على دعم معلوماتي من الأقمار الإصطناعية الأمريكية، كانت طهران لا تملك أي وسيلة أو جهة تدعمها في ذلك، بالإضافة إلى أنها تتعرض لحصار وعقوبات دولي، يمنعها شراء الأسلحة من الخارج.

لذا بدأ الإيرانيون أول جهود التصنيع المحلي، من خلال وزارة الدفاع بالتعاون مع جامعات: أصفهان، أصفهان للتكنولوجيا، شريف للتكنولوجيا، شيراز. ونجح طلاب جامعة أصفهان، من صنع أول نموذج ناجح، ما دفع بالحرس الثوري لتشكيل كتيبة "الرعد" لطائرات بدون طيار. وكانت أول طائرة تصنعها الكتيبة هي " مهاجر"، التي كان لها تأثير عسكري كبير، تأثير شمل العمليات الهجومية والدفاعية على حد سواء، من خلال: المساعدة في إعادة كتابة الخطط العسكرية، تقليل الخسائر البشرية، توفير التقاطع الاستخباري، المساعدة في تحديد أهداف للعمليات الجوية، تنفيذ العمليات النفسية، القيام بعمليات الخداع، استكمال وتصحيح الاستطلاع الأرضي، الحصول على المعلومات من المناطق التي يتعذر الوصول إليها، لعب دور في الدوريات الفردية، وتحديد حقول الألغام.

أدت فكرة نجاح طائرة" المهاجر" بنماذجها الأربعة، إلى تشكيل شركة "القدس" للطيران في الحرس الثوري، لتصبح مركزًا لبناء طائرات بدون طيار المتطورة، بعدها انتقلت المسؤولية لشركة(HESA) التابعة لوزارة الدفاع، والآن تتولى المسؤولية منظمة صناعة الطيران الإيرانية ( IAIO ).

مميزات الطائرات بدون طيار الإيرانية

_ هناك عدة أنواع وأجيال وفق احتياجات القوات، العسكرية الجوية والبرية والبحرية، للجيش والحرس الثوري.

_ تمتلك قدرات مختلفة: التهرب من كشف الرادار، تنفيذ عمليات هجومية على أهداف برية بحرية وجوية، تنفيذ جميع مهام الإستطلاع والإستخبارات، والأهم تنفيذ عمليات الحرب الإلكترونية بواسطة تقنيات الذكاء الإصطناعي.

 _كميات كبيرة: وقد ذكرت صحيفة جيروزاليم الإسرائيلية في تقرير لها، أن إيران حققت ثورة في مجال الطائرات بدون طيار، وبات لديها الآن أكبر عدد منها في الشرق الأوسط.

طائرة "كرار" الهجومية

تعد "كرار" من أهم وأخطر طائرات بدون طيار الإيرانية، فهي تشبه الطائرات التقليدية في المهام، لكن في الشكل تشبه الصواريخ، بالإضافة إلى أنها تمتلك العديد من المواصفات المتطورة وغير المسبوقة في طائرات بدون طيار:

_ طائرة هجومية بسرعة 900 كيلومتر في الساعة.

 _لديها مهام هجومية فقط، لذا تم تصميمها بشكل يناسب هذه المهام، وتذكر الدراسات الإستشرافية العسكرية، أن الطائرات الهجومية بدون طيار ستكون واحدة من أهم عناصر مشاهد المعارك المستقبلية.

_من أهدافها: الطيران السريع (لتخطي أنظمة الصواريخ الإعتراضية مثل باتريوت و ثاد الأمريكتين) وتنفيذ عمليات في عمق أراضي العدو.

_ تشمل مواصفاتها الفنية المعلنة: المدى 1000 كيلومتر، وتستطيع التحليق على ارتفاعات تتراوح من 7.5 إلى 12 كيلومتر في أجيال مختلفة

 _تعمل بمحرك دفع نفاث مما يمكنها من تخطي الرادارات، بعكس الطائرات التي تعمل بمراوح هوائية ويكتشفها الرادار بسهولة.

 _تمتلك نظام طيران آلي نحو الهدف، مع القدرة على إعادة توجيهها أثناء الطيران وتغيير المهمة.

_ مزودة بنظام الكتروني محمي من تشويش العدو، مع وجود أنظمة ملاحة متطورة.

 _ تستطيع حمل: صواريخ موجهة وذكية، قنابل فراغية لضرب التحصينات، صواريخ بحرية ضد السفن، صواريخ جو-جو، صواريخ ضد الدروع، والعديد من الأسلحة الأخرى، بأوزان تصل إلى 500 كيلوغرام.


الكاتب: غرفة التحرير



دول ومناطق


روزنامة المحور