الخميس 05 أيار , 2022 04:07

بنيت-نتنياهو: هل تبلغ إسرائيل الثمانين عاماً!

نتنياهو - بنيت

تحلّ السنة الـ 74 على قيام الكيان الإسرائيلي المؤقت على أرض فلسطين المحتلة بعد اجتياحه أراضيها عام 1948، وسط حالة من التهديد الوجودي الذي بات يلمسه المسؤولون الإسرائيليون بشكل واقعيّ أكثر، ليس فقط بسبب اجتماع محور القدس ومراكمته لأسباب القوّة من أجل تحرير القدس، بل أيضاً لأن التاريخ والعقائد اليهودية تشهد بأن هذا الكيان "محكوم بالزوال والمسألة مسألة وقت" (حسب ما عبّر أحد أهم مؤسسي الكيان ديفيد بن غوريون).

تصريحان رسميّان: عمر "إسرائيل" لن يتجاوز الـ 80 سنة

يبرز القلق الإسرائيلي من "فناء الدولة" في كلمة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت الذي ذكّر في هذه السنوية أنه "لم تصمد فوق هذه الأرض دولة يهودية سيادية وموحدة، لمدة تزيد عن 80 عاماً. وها نحن في العقد الثامن لدولة إسرائيل، وهذه هي فرصة الشعب اليهودي الثالثة. العقد الذي لم نعبره في الماضي قط"، مستعيداً تجربة المملكتين اليهوديتين السابقتين، الأولى "مملكة داوود وسليمان" (حسب ادعاءات كيان الاحتلال) التي استمرت 80 عاماً، و"مملكة الحشمونائيم" التي استمرت 79 عاماً.

يأتي حديث بنيت كثاني تصريح رسمي يتطرّق جدياً الى فكرة الزوال خلال الخمس سنوات الماضية، فقد سبقه رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو الذي قال بدوره عام 2017 "سأجتهد لتبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة، إن مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمناً وليست بديهية، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 سنة".

كذلك صرّح رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أنه "بعد مرور 74 عاما على قيام إسرائيل، أصبح من الواجب حساب النفس"، مؤكداً أن "إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي". وأضاف "وصلنا إلى العقد الثامن، ونحن كمن يتملكنا العصف"، متسائلاً "بماذا سيكون انشغالنا اليومي؟ في ظل سلسلة العمليات، الجائحة، المواجهات، أزمات السير، الفوارق، الانشقاق والخلافات الداخلية والتراجع، ثمة من يصابون بنزعات الحنين إلى الماضي المثالي الذي مشكوك فيه أن يكون وجد فعلاً". واعتبر باراك أن "الشرق الأوسط هو بالفعل محيط صعب...ومحظور الاستخفاف بأي تهديد".

"إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة"

في العام 2017، نشر الكاتب الإسرائيلي آري شبيت مقالاً له في صحيفة "هآرتس" العبرية تحت عنوان "اسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة"، شرح فيه الخداع الذي يمارسه هذا الكيان بشأن وجوده على أرض فلسطين حيث قال "إن الإسرائيليين منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ. ومن خلال استغلال ما سمي المحرقة على يد هتلر "الهولوكوست" وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي "أرض الميعاد"، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين". كما تحدّث عن الأوهام التي تبيعها المؤسسات اليهودية بشأن أصول اليهود في أرض فلسطين قائلاً "إذا كانت الإسرائيلية واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين"، وأضاف "يبدو أننا اجتزنا نقطة اللاعودة".

كذلك، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، قد توقّعت منذ العام 2012، بزوال "إسرائيل" حيث ذكرت "أن انهيارها خلال عشرين عاماً المقبلة أمر محتوم ولا مفر منه".  

واقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى اليوم الا أن المرابطين والشباب الفلسطيني يتصدون لهذه الاعتداءات منذ ليل الأمس، وتطوّرت الأحداث الى اشتباكات مع قوات الاحتلال وفعاليات الارباك مثل الارباك الصوتي والتكبير والدعاء، وتساندهم فصائل المقاومة التي لا تزال عند معادلتها ويدها على الزناد لحماية الأقصى، ومستعدة مع محور القدس مجتمعاً لخوض معركة إقليمية موحدة الجبهات تنذر بالزوال الفعلي لهذا الكيان المؤقت.  


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور