الجمعة 14 كانون الثاني , 2022 04:42

استهداف السفارة الامريكية: ليس من توقيع المقاومة

استهداف السفارة الامريكية في بغداد

تصاعدت بالأمس الخميس، حدّة الأعمال الأمنية في العراق. والتي قد تزداد في الأيام المقبلة، بالتزامن مع الاستحقاقات السياسية الداخلية، المتعلقة بانتخابات رئيس الجمهورية، واختيار الكتلة الأكبر لمرشحا لتشكيل الحكومة من جهة، وبالتزامن مع الاستحقاقات الخارجية التي تتمحور حول انسحاب القوات الامريكية من المنطقة.
أما أبرز الأحداث بالأمس، فكان استهداف السفارة الامريكية في العاصمة بغداد، بهجوم صاروخي عبر 3 صواريخ، وهناك بعض الجهات الأمنية تحدثت عن هجوم بالطائرات بدون طيار. وقد تصدت منظومة C-RAM لاثنين من هذه الصواريخ، بينما سقط الصاروخ الثالث على مقربة من السفارة. وتشير التقديرات بأن الصواريخ أطلقت من منطقة "كرارة" التابعة لمدينة الدورة جنوبي العاصمة.
وقد تمكنت قوات الأمن العراقية من ضبط راجمة الصواريخ، التي استهدفت السفارة. وأسفر اعتراض الصواريخ عن التسبب بإصابة طفل وامرأة في مجمع القادسية بجروح.
المقاومة لا علاقة لها
هذا وقد علّق الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي على هذا الحادث من خلال تغريدة له على موقع توتير، حيث أكد بأن قصف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد، لم يتم عبر فصائل المقاومة. كاشفاً أن استهداف المدينة الخضراء في هذا التوقيت، وبنفس الأسلوب القديم، هو محاولة لخلط الأوراق. ومؤكداً بأن هناك قرار عند فصائل المقاومة، بعدم استهداف السفارة حالياً.
ووجه العديد من المسؤولين الرسميين والشخصيات العراقية، بيانات التنديد بهذه العملية. فقد وصفها الرئيس العراقي برهم صالح بالعمل الإرهابي، حيث قال في تغريدة له على تويتر: "استهداف البعثات الدبلوماسية وتعريض المدنيين للخطر، هو عمل إرهابي إجرامي وضرب لمصالح العراق وسمعته الدولية". مضيفاً بأن مثل هذه الأفعال مُدانة، وتوقيتها هو لعرقلة الاستحقاقات الوطنية الدستورية، من تشكيل لحكومة "نريدها مقتدرة حامية للسيادة وامن المواطنين". داعياً الأطراف العراقية الى الوقوف صفا واحدا بحزم ضد هذه الجرائم.
أما زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر فعلق على الحادث بتغريدة فقال فيها بأن هناك أطرافاً تدعي المقاومة، وتدعي ضرب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، قد أصابت المدنيين والأطفال والنساء وهدمت صروح العلم والتربية. داعياً الشعب الى ألا تنطلي عليه مثل هذه الحركات، التي "يقومون بها لأجل تأخير انسحاب القوات الأمريكية من العراق، لكي تبقى لهم ذريعة استعمال السلاح، ويبقى مصير الشعب بيدهم فلا وجود لهم من دون وجود المحتل".
هذه البيانات المختلفة، التي ركزت من جهة على عدم علاقة المقاومة بهذا الحادث، ومن جهة أخرى بعلاقة هذا الهجوم بالعملية السياسية، تظهر بأن المستفيد الأكبر من هذه العملية، هو من يريد تصعيد التوتر السياسي بين القوى العراقية، أو يريد إيجاد الشرخ الداخلي حول أحقية المقاومة في تنفيذ عملياتها من أجل طرد قوات الاحتلال الأمريكي.
خاصة وأن المقاومة مستمرة في استهدافها للقواعد والارتال اللوجستية العسكرية التابعة للولايات المتحدة الامريكية. وهذا ما حصل بالأمس أيضاً، من خلال استهداف رتل لوجستي في منطقة "الطارمية"، وما كاد أن يحصل في على الطريق الدولي الرابط بين ذي قار والمثنى.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور