الأربعاء 12 كانون الثاني , 2022 04:37

كيف شاركت السعودية في حروب إسرائيل على المقاومة؟

حرب تموز

لم يكن الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، هو بداية لمسار التأزم بين المقاومة في لبنان وبين السعودية. كما لم يكن ما تدعيه الحكومة السعودية، من مشاركة للحزب في التصدي لعدوانها في اليمن أيضاً، هو بداية لهذا المسار.

إن مسار المواجهة قد بدأ فعلياً منذ أربعين عاماً، حينما قررت السعودية بتوجيه أمريكي محاربة المقاومة الإسلامية التي تخوض معارك التحرير، بوجه جيوش الاحتلال الإسرائيلية والأمريكية والغربية، على حد سواء. وكان الإعلان الحقيقي لهذه الحرب، من خلال مجزرة بئر العبد الشهيرة في الـ 8 من آذار للعام 1985.

ولم يخض الحزب أي مواجهة مباشرة في هذه الحرب، طيلة سنين المقاومة، بل العكس تماماً، بحيث كان يحرص دائماً على إقامة أفضل العلاقات مع ممثليها وسفرائها. لأنه مدرك تماماً بأن أي اشتباك ثانوي، سيكون من مصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى. كما أن مثل هذا الاشتباك، سيؤثر في الاحتضان الشعبي اللبناني للمقاومة، خاصة عند أولئك الذين يعتبرون النظام الحاكم هناك هو قبلتهم السياسية والدينية.

أما السعودية، فلم تكن يوماً مهتمة في التقرب من المقاومة، أو تقديم الدعم لها أثناء قتالها لإسرائيلي، حتى ولو كان بشكل معنوي. بل كانت على الدوام تحارب الحزب، حتى أنها كانت من المحرضين الأوائل للكيان، على شن حرب تموز عام 2006. بحيث كانت من أوائل الدول التي غطت هذا العدوان، متهمة المقاومة بقيامها بالمغامرات غير محسوبة عندما قامت بعملية الأسر، ومحملة إياها مسؤولية ونتائج العدوان وحدها.

يومها لا ينسى الكثيرون، كيف شارك الناطق غير الرسمي باسم النظام السعودي الصحافي جمال خاشقجي، في حوار تلفزيوني عشية الحرب، ليشمت بحزب الله ويروج لهزيمته. وكيف تصدى له النائب حسن فضل الله بقوة، ناصحاً إياه ومن خلفه بعدم التسرع وانتظار مفاجآت المقاومة.

ولم يتوقف الدعم السعودي للعدوان يومها عند هذا الحد، بل إن هناك شيخاً مقرباً من الملك والامراء يُدعى "عبد الله بن جبرين" قد أفتى بعدم جواز نصرة الحزب او الانضواء تحت إمرته، أو حتى الدعاء له بالنصر والتمكين. وفي الـ 8 من آب ذلك العام، اعتقلت أجهزة الامن السعودية سبعة أشخاص من المنطقة الشرقية في البلاد، لمشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للمقاومة. ولم تكن مناهضة السلطة السعودية لحزب الله وحده، بل لحركة حماس أيضاً التي صادف وقامت بعملية أسر أيضاً قبيل التي حصلت في لبنان، وأدت لعدوان إسرائيلي ضد قطاع غزة.

المشاركة في الاغتيالات وحتى بتمويل الحرب

أما أخطر ما قامت به السعودية ضد المقاومة وقياداتها، هو ما أشار إليه السيد نصر الله سابقاً، حين صرح بأن استهداف قادة حزب الله، هو هدف إسرائيلي أميركي سعودي مشترك، كاشفاً عن وجود معطيات لديه بأن السعودية تحرّض على اغتياله منذ وقت طويل، وبالحد الأدنى منذ الحرب على اليمن عام 2015. وتابع السيد نصر الله بأن المعطيات لديه تقول، بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته لواشنطن قد طرح مسألة اغتياله، التي وافقت عليه الإدارة الأمريكية، على أن تنفذه إسرائيل. مضيفاً السيد نصر الله بأن بن سلمان تعهد بدفع تكاليف أي حرب في حال حصولها، وكاشفاً عن شراكة للمملكة أيضاً في اغتيال الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، ملمحاً إلى احتمالية مشاركة لها أيضاً في اغتيال الشهداء الحاج عماد مغنية والعالم النووي فخري زاده.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور