الثلاثاء 16 أيار , 2023 03:58

هآرتس: نتنياهو حكم على أطفال إسرائيل بالفقر والجهل

الأطفال في كيان الاحتلال

تستمر الأزمة الداخلية في كيان الاحتلال. وتوازياً مع المعركة التي خاضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هرباً من الإخفاقات، تتصدر التنازلات التي قدمها للأحزاب الحريدية موجة السخط المستمرة عليه لما يراه البعض على أنها "استسلام جارف لمطالب الأحزاب الحريدية الائتلافية". وتشير صحيفة هآرتس العبرية إلى ان نتنياهو "قرر عملياً الحكم على عشرات من أطفال إسرائيل بحياة الفقر والجهل وانعدام المساواة في الفرص".

النص المترجم:

في تفاني كفاحه المطلق لتثبيت حكمه بكل ثمن، لا يتردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ترك مستقبل أطفال إسرائيل لمصيرهم. ففي استسلام جارف لمطالب الأحزاب الحريدية الائتلافية، قرر عملياً الحكم على عشرات منهم بحياة الفقر والجهل وانعدام المساواة في الفرص.

في ظل الحملة ضد "الجهاد الإسلامي" في غزة وبينما كان يتبجح لكفاحه وانعدام استعداد حكومته للحل الوسط، انحنى نتنياهو أمام كل مطلب ائتلافي طرح عليه؛ استسلم لرئيس شاس، آريه درعي فزاد ميزانية مشروع القسائم الغذائية من 850 مليون شيكل إلى مليار شيكل. وقد فعل نتنياهو هذا رغم فتوى قانونية قضت بأن القسائم الغذائية تميل في صالح العائلات الحريدية، في ظل تجاهل تحذير قسم الميزانيات في أنه حافز سلبي لتشغيل الحريديم.

كما وافق نتنياهو على زيادة ميزانية مؤسسات التعليم من التيار المعفى بـ 230 مليون شيكل. عملياً، يدور الحديث عن مضاعفة ميزانية هذه المدارس، التي لا تخضع لأي مراقبة ولا تعلم المواضيع الأساس. إن تحويل مبلغ مالي كبير جداً يشكل خرقاً ظاهراً للقانون الذي لا يسمح لهذه المدارس بالحصول على أكثر من 55 % من ميزانية المدرسة الرسمية العادية. وقد حذر قسم الميزانيات من أن نتنياهو بذلك يهيئ جيل المستقبل من الحريديم دون خبرات لسوق العمل. لكن هذا لا يهم من لا يحرص إلا على مستقبل حكومته.

 كما أن ميزانية المدارس الدينية ازدادت إلى ملياري شيكل في السنة، وذلك رغم أن تحليل قسم الميزانيات أظهر بأن الأمر سيؤدي إلى هبوط بنحو 5 % في تشغيل الرجال الحريديم. إضافة إلى العلاوات التي أعطيت للوزارات الحكومية التي تحت سيطرة "الصهيونية الدينية"، يدور الحديث عن علاوات بمئات ملايين الشواكل لزيادة دعم المدارس الداخلية التي لا تعود إلا للتعليم الرسمي – الديني، للهوية اليهودية وغيرها.

لقد رفع نتنياهو إنفاق الأموال الائتلافية إلى ذروة غير مسبوقة بمبلغ 13.7 مليار شيكل، والتي تكرس الأغلبية الساحقة منها لأغراض قطاعية تقدس التفوق اليهودي وإبقاء الحريديم داخل أسوار الغيتو وخارج سوق العمل. عملياً، لم يسبق أن أنفق مبلغ كبير كهذا على أهداف هدامة كهذه. الأطفال الحريديم سيكونون أول من يدفع ثمن الفقر والجهل ولاحقاً إسرائيل كلها.

لقد قضى قسم الميزانيات بأن المبالغ الائتلافية ستؤدي إلى انهيار في معدلات العمالة الحريدية، وضياع ناتج بمقدار 6.7 تريليون شيكل حتى العام 2060 ورفع ضرائب بـ 16 %. سيكون هذا هو الإرث التاريخي لنتنياهو: رئيس الوزراء الذي دهور إسرائيل إلى مكانة دولة عالم ثالث.


المصدر: هآرتس




روزنامة المحور