الأحد 07 أيار , 2023 12:52

انتقادات من الليكود لنتنياهو وبن غفير الوزير الأسوء

بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير

تسود حالة من الاحباط في الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال خاصة بعد الجولتين الأخيرتين بين المقاومة الفلسطينية والجيش في قطاع غزّة. جاءت الانتقادات للمستوى السياسي تحديدًا على صعيد المحللين السياسيين والعسكريين الذين أشاروا الى أنّ الحكومة "لم تحقق شيئًا في ميزان الردع". وعلى صعيد آخر كشفت استطلاعات الرأي التي أجرتها القنوات العبرية حالة عدم الرضا الكبير لدى الجمهور اليهودي من أداء الحكومة، ومن أداء الوزراء أيضًا فيما ما يتعلّق بـ "الشأن الأمني"، وقد وصلت التقييمات السلبية الى ناخبي الليكود أنفسهم.

أغلبية الجمهور يعترضون على الأداء السيء للحكومة في القضايا الأمنية

تشير نتائج استطلاع للرأي نشرته قناة "كان" العبرية، الى أن 74% من المستوطنين يرون أن أداء حكومة نتنياهو "ليس بجيد". وطُلب من المستطلعة آراؤهم تقييم أداء الحكومة الحالية في القضايا الأمنية بشكل عام، فأجاب 71% منهم بأن أداء الحكومة "ليس جيدًا"، وكذلك صوّت 56% من ناخبي الائتلاف الحكومي بأن الحكومة تعمل بشكل سيء في القضايا الأمنية.

في استطلاع آخر أجرته "القناة 12" العبرية، تبيّن أنّ غالبية الجمهور اليهودي (76% من المشاركين في الاستطلاع) يعتقد بأنّ حكومة نتنياهو "ضعيفة في تعاملها مع قضية الأمن". يضاف إليهم 60% من المصوتين لـ "كتلة نتنياهو" الذين رأوا أيضًا أنها الأدء ضعيف على مستوى الأمن.

وكانت قناة "كان" قد أجرت استطلاع رأي عقب الجولة العسكرية في قطاع غزّة بعد اغتيال الاحتلال للأسير خضر عدنان الذي كان يخوض معركة الأمعاء الخاوية لليوم الـ 87 على التوالي احتجاجًا على اعتقاله، فقد رأى النتائج بين ناخبي الائتلاف، تشير إلى أن هناك أغلبية من 56% يعتقدون "أنه من وجهة نظر أمنية، فإن الحكومة تعمل بشكل سيء".

في سياق الاخفاقات العسكرية وتراجع "ردع" الجيش أمام المقاومة في غزّة تحديدًا، علّق المحلل العبري ألون بن دايفيد في مقال له في صحيفة "معاريف" العبرية، بالقول إنّ "غزة كانت، ولا تزال وعلى ما يبدو ستبقى إلى الأبد، حجر الرحى، حائط الواقع القاسي، الذي تتحطم عليه الوعود الجوفاء للسياسيين ممن أقسموا بتغيير الواقع في الجنوب".

وتابع "حماس تلقن كل حكومة في إسرائيل درسًا في قيود القوة، ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو هو خريج الكثير من مثل هذه الدروس، لكن الدرس هذه المرة أليم على نحو خاص، في غضون أربعة أشهر نجحت حماس في أن تكشف ضعف حكومة اليمين بالكامل، وكذلك حقيقة أن إسرائيل الممزقة مردوعة من مواجهة واسعة"، لافتًا الى أنّ "مثلما هو حزب الله وإيران، يرون كيف تُفكك هذه الحكومة أساسات القوة الإسرائيلية".

"الليكود" ينتقد نتنياهو

بالعودة الى نتائج الاستطلاعات، فقد رأى أيضًا 86% من المستطلعة آراؤهم في "القناة 12" أن أداء الحكومة في قضية غلاء المعيشة ضعيف، و68% منهم يعتقدون أن الحكومة تتعامل مع القضية بشكل "سيئ للغاية"، رغم أنّ الأمور الاقتصادية والاجتماعية كانت على رأس برنامج الائتلاف الحكومي وأحزابه قبل الانتخابات.

اللافت أيضًا في استطلاعات قناة كان"، هو كشفها أنّ %50 من ناخبي الائتلاف غير راضين عن أداء الحكومة، فيما أجاب 44% من الذين صوتوا من حزب الليكود بأنّ أداء نتنياهو "ليس جيدًا".

فالمشكلة الأكبر التي يواجهها نتنياهو هي داخل حزبه، الليكود. اذ ينتقد زعماء في "الليكود" الحكومة على الرغم من أن الانتقادات ليست علنية بعد. لكن رئيس لجنة الاقتصاد في "الكنيست" دافيد بيتان كان سبّاقًا في تقديم رأيه علنًا، وفي استغلال كلّ مناسبة ومقابلة صحافية لانتقاد الحكومة وخطّة التعديلات القضائية الى درجة المطالبة بفصله عن الحزب.

وخلال مقابلة مع القناة 12، حذر "بيتان" من أن "مشاكل داخلية بإمكانها إسقاط الحكومة"، واتهم الأخيرة بـ "عدم تتعامل مع غلاء الأسعار"، مشيرًا الى أنه "في قانون التسويات والميزانية لا توجد بشائر كبيرة".

بن غفير الوزير الأسوء

أما على مستوى ترتيب الوزراء من حيث سوء الأداء فحصل وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير على درجة الوزير "الأسوأ أداءً في حكومة نتنياهو"، إذ إنّ نسبة 72% من المستطلعة آراؤهم يرون أن أداءه "غير جيد"، لا سيما وأنّ بن غفير جاء على بساط "الوعود" للجمهور بالتعامل مع المقاومة المتصاعدة في القدس والضفة والغربية المحتلّة ثمّ حلّ معضلة "غطلاق الصواريخ من غزّة"، لكنّ عمليات المقاومة تستمر وتتطور تكتيكاتها. وقد تعرّض بن غفير أكثر من مرة لانتقاد مباشر من المستوطنين وثّقه الإعلام العبري أثناء معاينته لمكان العمليات، خاصة تلك التي وقعت في "تل أبيب".

أما حول وزير القضاء ياريف ليفين، ومن يقود التعديلات القضائية، فقد أجاب 59% من المستطلعة آراؤهم بأنهم غير راضين عن أدائه. وقد حصل ليفين على أدنى نسبة تأييد بين ناخبي حزبه، اذ إنّ 39 % ممن صوتوا من "الليكود" غير راضين عم أدائه.

أما رأي المستطلعة آراؤهم في وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فإنّ 67% منهم أعطوه درجة سلبية، وكذلك حصل سموترتش على تقييم سيئ بين 48% من ناخبي الائتلاف الحكومي. وبالنسبة لوزير الخارجية إيلي كوهين، فإن الأغلبية تعتقد أن أداءه ليس جيدًا.

الاتحاد الأوروبي لا يريد بن غفير

يستمر التوتر في العلاقات بين الكيان المؤقت وبين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية على خلفية ادعاءات الأخيرة حول رفضها لوجود والتعامل مع شخصيات اليمين المتطرّف في الحكومة الحالية. اذ أعلن الاتحاد الأوربي عن رفضه لاستقبال بن غفير كممثل لـ حكومة الاحتلال في احتفالات "يوم أوروبا" الذي سيقام يوم الثلاثاء المقبل في "تل أبيب".

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أرسلت سفارة الاتحاد الأوروبي في كيان العدو مؤخراً، رسائل إلى وزارة خارجية الاحتلال تفيد بأن الاتحاد الأوروبي لا يرغب في أن يكون بن غفير ممثلًا وأن يلقي خطابًا في الاحتفال بموجب جدول الأعمال المفترض.

الا أنّ صحيفة "معاريف" العبرية، تشير الى أنّ " بن غفير يعتزم حضور فعالية يوم أوروبا التي تنظمها سفارة الاتحاد الأوروبي"، على الرغم من أنّه غير مرحب به.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور