الخميس 13 نيسان , 2023 03:44

زيارة المقداد الى السعودية: أمريكا ستنزعج أكثر فأكثر

الوزيران المقداد وبن فرحان

تتسارع خطوات عودة العرب الى سوريا، وهذا ما أكّدته بالأمس الأربعاء، زيارة وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد إلى مدينة جدة، بدعوة رسمية من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، والتي تخللها العديد من المواقف المهمّة.

وأوّل هذه المواقف بيان صحفي مشترك، الذي يعدّ ضربة قاضية لكل سردية المعسكر الغربي والدول العربية التابعة له، التي بدأت منذ آذار / مارس عام 2011، حول قيام "ثورة شعبية" ومعارضة وغيرها من المصطلحات المنمقة، لإخفاء هوية الجماعات الإرهابية الحقيقية، التي قام هذا المعسكر بإحضار عناصرها من أكثر من 50 دولة في العالم، وقام بدعمها وتمويلها بما يفوق قيمته الـ 2 تريليون دولار أمريكي (ولا يجب أن ننسى بأن حكام السعودية وأمرائها كانوا من أوائل الداعمين لهذه الجماعات الإرهابية).

أمّا ثاني المواقف، فكان قرار بدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين، الذي يٌنهي 12 عاماً من العزلة والحصار المفروضين بقرار أمريكي على سوريا، بسبب مواقف وسياسات الرئيس السوري بشار الأسد الداعمة للمقاومة في المنطقة. وهذا الموقف سيزيد من انزعاج الإدارة الأمريكية، فعندما أجرى مدير "سي أي أيه" وليام بيرنز منذ مدة، زيارة غير معلنة إلى السعودية. أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن بيرنز أعرب عن "انزعاج" إدارته من انفتاح المملكة على العلاقات مع سوريا.

البيان وما بين سطوره

وبالعودة الى البيان فقد جاء فيه:

_مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، يحافظ على وحدتها وأمنها واستقرارها وهويتها العربية وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير للشعب السوري.

_ الاتفاق على أهمية حل الصعوبات الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات إلى جميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السوريا.

_التأكيد على أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وعلى ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية لبسط سيطرتها على أراضيها، لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة فيها والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.

_البحث في الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة في سوريا، تنهي كل تداعياتها وتحقق المصالحة الوطنية وتسهم في عودتها إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.

أما ما يمكننا استنتاجه مما بين السطور:

_ القضاء على مشروع تقسيم سوريا الى دويلات طائفية ومذهبية، وهو ما كانت تسعى إليه الرياض أيضاً، عبر تنظيم جيش الإسلام بقيادة زهران علوش.

_ الاتفاق على عودة النازحين الى مناطقهم، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بالمطلق، رغبةً منهم في توطين هؤلاء النازحين في البلدان التي تستضيفهم، أو على الأقل بقائهم أزمة تُسهّل عليهم استثمارها.

_ تأكيد البيان على ضرورة دعم مؤسسات الدولة التي يقودها الرئيس باشر الأسد، لوقف التدخلات الخارجية وإنهاء وجود الميليشيات كافة، يسدد ضربة قوية للأطراف التي كانت تدعو وتروّج لإسقاط الرئيس الأسد.


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور