الأربعاء 15 آذار , 2023 03:54

الوحدة الصاروخية لسرايا القدس: المعركة القادمة ستكشف مخزوننا!

مناورة "الوفاء لضفة الثوار"

على بعد أمتار معدودة من السياج الفاصل، تراقب عين المقاومة في قطاع غزّة، و"يدها على الزناد"، ما يجري في القدس والضفة الغربية المحتلّة، من عمليات كيان الاحتلال العدوانية وانتهاكاته اليومية، الى جانب اغتياله لقادة كتائب المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني. لكن المعادلة الجديدة هذه المرّة هي الوصول لمرحلة مفصلية في تاريخ الصراع، أسّست لها معركة "وحدة الساحات". يضع القائد في الوحدة الصاروخية لسرايا القدس "أبو عبد الله" في تصريحاته "للخنادق"، هذه المرحلة، تحت عنوان: "فلسطين الجغرافيا الواحدة تقاتل بكلّها ولا يمكن السماح بالانفراد بجزء منها أو تقطيع أوصالها".

مناورة "الوفاء لضفة الثوّار"

"وفاءً لضفة الثوّار"، نفّذ الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مناورةً أتت تتويجًا لـ " أيام طوال من الإعداد والتدريب والتجهيز ومحاكاة السيناريوهات والخطط العملياتية المتعددة، للتعامل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي"، حسب ما أوضح الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة".

جرت المناورة في 20 موقعًا، أهمها موقع "حطين" العسكري، الذي أقيم على أنقاض مستوطنة "إيلي سيناي" شرق مدينة بيت لاهيا شمال غزة. وقد أكّد "أبو حمزة" أن المناورة "اشتملت على رمايات صاروخية ومدفعية تجاه أهداف افتراضية، حققت فيها نتائج متقدمة. فضلاً عن المناورة العسكرية بالذخيرة الحية، التي شاركت بها الوحدات القتالية المختلفة في سرايا القدس، والتي حاكت واقع الحرب والقتال".

القائد "أبو عبد الله": مسألة التصعيد في رمضان مرتبطة بسلوك العدو

تكمن أهمية هذه المناورة في توقيتها الذي يحمل الرسائل الاستراتيجية المهّمة على الساحة الفلسطينية المشتعلة. اذ تتطوّر أعمال المقاومة في الضفة مع قتل 14 جنديًا ومستوطنًا منذ بداية العام الجاري، مقابل استمرار اقتحامات الاحتلال للمناطق والمخيمات التي أدّت الى استشهاد أكثر من 80 فلسطينيًا.

أمّا في المسجد الأقصى، فيتزامن شهر رمضان مع "عيد الفصح اليهودي" (6 نيسان / ابريل) ما يعني أن الاحتلال سيحاول فرض اجراءاته وتأمين اقتحامات المستوطنين، بالإضافة الى الاعتداء على المرابطين والمصلين الفلسطينيين. هذه الأحداث، اذ ما تدحرجت، فإنها تفتح الاحتمال أمام التصعيد.

في هذا السياق، شدّد القائد "أبو عبد الله" أنّ "مسألة وجود تصعيد في رمضان أو قبله أو حتى بعده هي متعلقة بسلوك العدو وما يمارسه على الأرض، نحن في المقاومة لا يمكن أن نسكت على استباحة المقدسات واستمرار الإعدامات الميدانية دونما حساب يدفعه العدو ومستوطنوه. ولكل حدث تقديره وحجمه في الرد لدينا في سرايا القدس والمقاومة، ونحن بفضل الله حاضرون على الدوام وسنكون دوماً عند حسن ظن أبناء شعبنا بنا إن شاء الله".

الوحدة الصاروخية تواصل تعزيز قدراتها والمعركة القادمة ستكشف ذلك

من ناحية أخرى، فإنّ هذه المناورة تؤكد استعداد سرايا القدس لخوض معركة جديدة على الرغم من أنه لم يمر أكثر من 7 أشهر فقط على معركة "وحدة الساحات" (في آب / أغسطس 2022)، والتي خلالها أطلقت السرايا ما لا يقل عن 100 صاروخ في كلّ رشقة على مدى 56 ساعة متواصلة. فهل يسعفها مخزونها الصاروخي في الحرب المقبلة؟

أجاب القائد في الوحدة الصاروخية "أبو عبد الله" عن سؤال "الخنادق" بقوله "عن هذا السؤال تحديداً، سنجعل أي معركة مفتوحة قادمة مع العدو تجيب عليه". مشيرًا الى أنّ "ما قامت به الوحدات الصاروخية في مناورات الوفاء لضفة الثوار وقياساً بالنتائج يؤكد أننا نسير بالاتجاه الصحيح لناحية التطوير والتعزيز لهذا السلاح المهم الذي نمتلكه رغم الحصار وشح الإمكانات ونقاوم به العدو بكل قوة واقتدار".

وتابع "إنّ مجاهدينا في الوحدات المختلفة يخوضون سباقاً مع الزمن لأجل تعزيز الإمكانات والقدرات الصاروخية وعلى كافة الأصعدة أيضاً، إننا في سرايا القدس نمتلك وعياً وإدراكاً بأن استمرار الإعداد والتجهيز إلى جانب المشاغلة هو إستراتيجية مهمة نعمل عليها بكل همة وإخلاص ومعنا معية الله وتوفيقه".

على مبادئ: إبقاء جذوة الصراع مشتعلة، والمشاغلة والاستنزاف، وفتح مزيد من الثغرات في جبهة العدو، تعدّ حركة الجهاد الاسلامي والمقاومة الفلسطينية العدّة من أجل الحرب الكبرى، "الآتية لا محالة ومحور المقاومة يتحضّر لها"، وفق الخطابات الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور